في ذكرى انطلاقتها الخامسة.. حركة 6 أبريل المصرية تحاول استرداد نضالها

منسقها العام لـ «الشرق الأوسط» : أتمنى لو امتلك أحد دليلا واحدا على «عمالتنا»

TT

«هم شباب وظيفتهم التظاهر والاعتراض فقط.. لو استقر حال البلد ماذا سيفعلون؟.. هم يحاولون باستمرار خلق أزمات ومعارضة أي نظام».. هكذا ينظر «محمد حسين» الموظف الحكومي المصري، لحركة شباب 6 أبريل، التي لعبت دورا بارزا في ثورة 25 يناير وإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، وتحتفل اليوم (الجمعة) بذكرى انطلاقتها الخامسة، بعد مرور أربعة أعوام على نشأتها.

وتحاول الحركة، التي قادت الإضراب العمالي الشهير في مدينة المحلة الكبرى عام 2008 احتجاجا على الغلاء، وارتبط اسمها بذات اليوم، استعادة دورها النضالي في الشارع المصري أو رد اعتبارها، بعد تعرضها كما تقول إلى «حملات تشويه كبرى على يد عناصر النظام السابق، وأعضاء بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، الذي اتهمها بالخيانة وطعن في وطنيتها عبر تلقيها أموالا وتدريبات من الخارج لقلب نظام الحكم، مما أساء لصورتها بشكل كبير في الشارع المصري.

يقول أحمد ماهر المنسق العام للحركة لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الثورة دخلنا في صراع مع المجلس العسكري كنا لا نفضله، فرغم أننا اجتمعنا مع العسكري في أكثر من مناسبة قدمنا فيها رؤيتنا للتغيير السلمي، لكننا للأسف وجدنا نفس أساليب النظام السابق تتم معنا من ملاحقات وتخوين واتهامات».

يتابع ماهر: «كل يوم يقولون إن لديهم وثائق تديننا، أتمنى أن يكشفوا لنا عنها.. أتمنى أن يقدم أحد دليلا واحدا ضدنا»، واستطرد: «من يتهمنا بتلقي أموال من الخارج أقول له إننا نعاني من ضغط في الموارد نعتمد فقط على تبرعات أعضائنا وعوائد وظائفنا، ولم نأخذ مليما من أي جهة من خارج مصر». ويعتقد ماهر أن «المواطنين أصبحوا الآن أكثر قناعة بحقيقتنا بعد أن ظهر لهم إفلاس هؤلاء المسؤولين في تقديم أي دليل على وطنيتنا».

وكان المجلس العسكري قد أصدر بيانا العام الماضي برقم (69) اتهم فيه الحركة، التي نظمت العديد من المظاهرات والاعتصامات بعد الثورة، بتحريض الشعب ضد الجيش، لكن الحركة قالت إن فكرة اتهام أحد بالوقيعة بين الجيش والشعب أصبحت مستهلكة، وطالبت المجلس العسكري بالاعتذار.

وتنظم الحركة اليوم احتفالية حاشدة بعدد من المحافظات المصرية بمناسبة ذكرى انطلاقتها الخامسة، وقالت الحركة: «إن يوم 6 أبريل الذي كان الإضراب العام الأول في عصر مبارك مثل بروفة الثورة المصرية، وما حدث وقتها في مدينة المحلة الباسلة كان مثالا عظيما لإرادة الشعب المصري عندما يثور على القهر والظلم».

ولعبت الحركة دورا أساسيا في الحشد والدعوة لمظاهرات 25 يناير، وفي سبتمبر (أيلول) الماضي تم ترشيحها لجائزة نوبل في السلام. ويقول ماهر «بصرف النظر عما تم تحقيقه حتى الآن للحركة، فإن الاحتفال بذكرى تأسيسها مهم جدا لأنها تعتبر نواة الثورة المصرية، وأن دورها الأساسي كان في حشد الشباب وقيادة الجماهير، رغم أنها ليست تنظيما سياسيا رسميا ودون الاعتماد على الأدوات المعروفة».

وتتهم الحركة من قبل العديد من المراقبين بأنها رغم نجاحها في إسقاط نظام مبارك، فإنها فشلت في تقديم بديل أو أي شيء جديد، لكن ماهر يرد على ذلك قائلا: «الحركة اعتمدت على الإبداع في كل ما هو ليس مألوفا، ودائما ما قدمت أفكارا جديدة من خارج الصندوق، ويكفي أنها أول من استخدم موقع (فيس بوك) في العالم للحشد لحدث سياسي ضخم، وحاليا تدرس تجربة 6 أبريل في استخدام الإنترنت للحشد»، مشيرا إلى أنه «بعد الثورة انتهت حركات كثيرة وتفككت، لكن 6 أبريل ما زالت مستمرة وموجودة، وهذا دليل على قوتها».

وعن مستقبل الحركة، قال ماهر إن «الفترة الانتقالية شهدت ارتباكا شديدا وعدم حدوث تغيير أدى إلى تأجيل قرار تحولها إلى حزب سياسي، فنحن نرى أن إنشاء الأحزاب في الوقت الحالي والمنافسة فتتت قوى الثورة وأضرتها، وأنه يجب إنهاء المعركة الطويلة أولا ضد النظام السابق»، لكنه أكد أن الحركة لديها حاليا فريق بحثي من مفكرين وأساتذة جامعات يقوم بعمل دراسات متنوعة في كل المجالات ومشروعات قوانين نقدمها لنواب البرلمان.

وخلال العام الماضي، تعرضت الحركة، التي يتكون أغلب أعضائها من شباب لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين، لانشقاقات داخلية كثيرة فخرج منها ما عرف بـ«6 أبريل الجبهة الديمقراطية»، لكن ماهر شرح ذلك بالقول: «بعد الثورة أصبحت مساحة الحرية أكبر فانضم إلينا العديد من الشباب دون أي تنسيق، وقد اكتشفنا أن هذا مضر، حيث دخل أشخاص مختلفون عن فكر الحركة ورؤيتها للتغيير، لكن حاليا نظمنا الأمور بشكل أفضل ووضعنا شروطا ومعايير للانضمام». وقدر ماهر عدد المنضوين للحركة بين 15 إلى 20 ألفا حتى الآن في كل المحافظات.

ورغم عزم الدكتور أيمن نور التقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية (اليوم) متعمدا الاحتفاء بالحركة وعرفانا بدورها، قال ماهر إن الحركة لا تدعمه بشكل واضح حتى الآن، وإنها لن تحسم أمرها بدعم مرشح بعينه قبل وضوح الرؤية والشكل النهائي للمرشحين، لكنها تعتزم المفاضلة بين مرشحين ينتمون إلى الثورة أو كما قال «أكثر تعبيرا عنها»، وحصرهم ماهر في (عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي، بثينة كامل، خالد علي، أبو العز الحريري، أيمن نور)، كما رفض دعم مرشح الإخوان المسلمين خيرت الشاطر أو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.