دمشق توافق على توسيع نطاق عمل الصليب الأحمر وزيارة السجون

الناطق باسم اللجنة لـ «الشرق الأوسط» : تحديد الهدنة يتم وفقا لحاجة إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى

صورة مأخوذة من «أوغاريت» لآثار القصف والدمار في الحارة القديمة الحاكورة في حمص
TT

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر موافقة سوريا على السماح لها بتوسيع نطاق عملها في البلاد، وعلى آلية عمل يطلب بموجبها من السلطات وقف القتال حين تقتضي الحاجة لإجلاء الجرحى.

وقال رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر، الذي يزور سوريا منذ ثلاثة أيام التقى خلالها كلا من وزراء الخارجية والداخلية والصحة: «هذا يعني أنه سيتوجب علينا أن نعزز بسرعة مواردنا البشرية وقدراتنا اللوجيستية في سوريا»، معتبرا أن هذا الاتفاق علامة ثقة في العمل المستقل والمحايد الذي تجريه اللجنة الدولية، ومن شأنه تمكين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري من تلبية الحاجات الإنسانية المتزايدة. وجاء في بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم الاتفاق بين وزارة الخارجية والمغتربين واللجنة الدولية للصليب الأحمر على إجراء يتعلق بكيفية تفعيل مبادرة اللجنة الدولية، التي تطالب بوقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية في المناطق المتضررة من القتال.

كما وافقت وزارة الخارجية والمغتربين على الإجراءات المحددة لزيارة أماكن الاحتجاز، وسيوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ في زيارة تجريها اللجنة الدولية للأشخاص المحتجزين في سجن حلب المركزي.

وتركزت المحادثات مع وزير الصحة، الدكتور وائل الحلقي، بشكل كامل على حق الجرحى والمرضى في الحصول على الرعاية الطبية، وعلى واجب جميع الذين يشاركون في أعمال العنف باحترام الطواقم الطبية والمرافق الطبية ووسائل النقل الطبي.

وقال المتحدث باسم اللجنة، هشام حسن، إن المسؤولين السوريين وكلينبرغر توصلوا إلى اتفاق على إجراء تطلب اللجنة بموجبه وقف القتال في منطقة ما لإجلاء الجرحى وإدخال إمدادات.

وعن موعد بدء تنفيذ هذا الاتفاق قال صالح دباكة، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «التوصل إلى هذا الاتفاق لا يعني بدء التنفيذ في الأيام القليلة المقبلة، فالأمر يتطلب التحضير له لوجيستيا، ولا سيما فيما يتعلق بزيارة السجون. أما فيما يتعلق بالمناطق التي سندخلها، فسيتم تحديدها وفقا للمناطق والمواقع التي تشهد قتالا، والتي يحتاج فيها المواطنون إلى مساعدات وإجلاء للجرحى والمصابين».

وعن الهدنة اليومية لوقف إطلاق النار، أكد دباكة أنه لم يتم (خلال الاتفاق) تحديد موعد يومي لهذه الهدنة الإنسانية، بل الأمر يتوقف على مدى حاجة الأهالي لدخول الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبالتالي عندها سيتم التواصل مع وزارة الخارجية لتحديد هذه الفترة، وذلك وفقا للآلية التي تم التوصل إليها».

وعما إذا كان قد تم التواصل مع المعارضة بشأن هذا الاتفاق، لا سيما أن المجلس الوطني كان أكد عدم التواصل معه، شدد الدباكة على أن «التواصل مستمر مع المعارضة ولا سيما منها الموجود في الخارج، وهي كانت قد أبدت موافقتها على الهدنة منذ البداية».

وفي هذا الإطار، أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن بلاده تتعاون بشكل كامل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، معربا عن التزاماتها بتقديم جميع التسهيلات الممكنة لها من أجل إنجاح مهمتها. وذكرت معلومات نقلا عن مصدر سوري أن المقداد أوضح خلال محادثات أمس مع كلينبرغر أن دمشق «تتعاون بكل إخلاص وبشكل كامل مع اللجنة، وملتزمة بتقديم جميع التسهيلات الممكنة لها من أجل إنجاح مهمتها». وأشار المقداد إلى أن الثقة هي جوهر التعاون بين سوريا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي «أثمر إنجازات مهمة في المجال الإنساني».

من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري إنه «على اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تشمل مهمتها في سوريا أيضا الطلب من (الدول الداعمة للإرهاب، التي تسلح وتمول المجموعات المتطرفة أن تتوقف عن عمليات التسليح والتمويل من أجل وقف العنف في سوريا)».