نتنياهو يهدد مطلقي الصاروخ على إيلات.. واستنفار أمني في عيد الفصح

مصر تنفي أن يكون الإطلاق من أراضيها.. وحماس تنفي أي مسؤولية عنه

رجال شرطة وخبراء مفرقعات على مقربة من بقايا صاروخ سقط في منطقة خالية في منتجع إيلات الجنوبي بإسرائيل فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية حالة تأهب في أعلى درجة قبل درجة التأهب للحرب، طيلة عيد الفصح العبري، وذلك في أعقاب سقوط صاروخ من طراز «غراد» على مدينة إيلات الجنوبية. واتهمت هذه القيادة حركة حماس بتنفيذ العملية بواسطة رجالها المنتشرين في سيناء المصرية، وهو الأمر الذي نفته الحركة كما نفت السلطات المصرية أن يكون إطلاق الصواريخ قد تم من أراضيها. في ذات الوقت هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطلقي الصاروخ بأن قواته ستصل إليهم في القريب. وقال إن عليهم أن يعلموا أن لا حصانة لهم في أي مكان.

وكان صاروخ «غراد» قد سقط في الساعات الأولى من أمس، على منطقة غير مأهولة في مدينة إيلات الجنوبية الواقعة على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر، فأحدث هلعا بين السكان، إذ اتصل 800 شخص منهم بالشرطة يسأل عن الحادث ويطلب الحماية. لكن الصاروخ لم يتسبب بأي أذى أو أضرار. وتوجه وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرنوفتش، إلى المواطنين داعيا أن يتوجهوا إلى هذه المدينة بالذات لإمضاء عطلة العيد التي تبدأ غدا وتستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، فيها.

لكن نتنياهو تعامل مع هذه الحادثة بطريقة معاكسة، فقال: «إن الإرهاب يغيّر وجهه واليوم يتحوّل إلى إرهاب الانتحاريين والصواريخ وحرب السايبر (الإنترنت) الإلكترونية. يجب أن نكافح باستمرار أولئك الذين يرتكبون الإرهاب ويرسلون الإرهابيين. إننا نشاهد الآن أن سيناء تتحول إلى قاعدة للإرهاب ونحن نعالج ذلك ونقيم جدارا أمنيا ولكنه لا يوقف الصواريخ وسنجد حلا لذلك أيضا. سنستهدف أولئك الذين يعتدون علينا. لا يمكن منح حصانة للإرهاب ويجب أن نكافحه. وفي نهاية المطاف، لا أحد يدافع عن اليهود إذا لم يدافع اليهود عن أنفسهم».

وعقد رئيس أركان الجيش، بيني غانتس، اجتماعا طارئا للقيادات العسكرية والأمنية، تقرر فيه رفع حالة التأهب في طول البلاد وعرضها إلى «أعلى درجة قبل درجة الحرب»، تحسبا لوقوع عمليات أخرى خلال أيام العيد الثمانية. وقالت مصادر عسكرية إن الصاروخ الذي سقط على إيلات من سيناء، هو كما يبدو «أول الغيث» وأن تقديرات الجيش وجهاز «الشاباك» (المخابرات العامة) تفيد منذ فترة بأن إطلاق الصواريخ من سيناء هو مسألة وقت فقط. ولكن أحدا لم يتوقع وقوعه بهذه السرعة. وأن الجيش يواجه حاليا إشكالية الأساسية، إذ إنه من جهة يريد الرد على الصاروخ وإحباط إطلاق صواريخ أخرى وسائر العمليات العسكرية من سيناء، ولكنه لا يريد أن يؤدي ذلك إلى تدهور خطير في العلاقات مع مصر، يعرض فيه معاهدة السلام معها للخطر. وحسب الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، رون بن يشاي، فإن هناك قناعة في تل أبيب بأن المصريين يريدون ولكن لا يستطيعون مكافحة الإرهاب القادم من سيناء. ولذلك فإنه يتحتم على الجيش الإسرائيلي القيام بمهمة إحباط إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية الأخرى بنفسه.

وقال بن يشاي إن إسرائيل ستحاول مواصلة الضغط الدبلوماسي على القاهرة وعبرها وربما بواسطة «الإخوان المسلمين» أيضا. كما سترد ضد أهداف في غزة كما فعلت حتى الآن، و«لكن المشكلة تكمن في احتمال صدور الأوامر بهذه العمليات من خارج غزة، عن طريق تنظيم القاعدة على سبيل المثال، عندها سيضطر الجيش و(الشاباك) إلى العمل داخل سيناء على كل التعقيدات المرتبطة بذلك».

وكانت مصر قد نفت أن يكون الصاروخ قد أطلق من أراضيها. وقال مصدر مسؤول في محافظة جنوب سيناء: «إن هذه الصواريخ يصدر عنها وهج شديد يتبعه لهب، مما يجعل أي شخص يتمكن من رؤيتها بالعين المجردة، وهذا ما لم يحدث، فلم يره أحد. كما أن وسائل الاستشعار الحديثة والأقمار الصناعية يمكنها معرفة مصدر هذه الصواريخ بسهولة»، مشيرا إلى أن الحدود المصرية - الإسرائيلية مؤمنة بدوريات مكثفة، بالإضافة إلى تأمين الدروب الجبلية بها. واتهم المصدر السلطات الإسرائيلية بالترويج لهذه الأنباء بقصد التأثير على الحركة السياحية في جنوب سيناء خاصة بعد عودتها إليه وارتفاع نسبة الإشغال السياحي الفندقي بشكل ملحوظ.

أما حركة حماس، فقد نفت من جانبها أي علاقة بإطلاق الصاروخ، وقال ناطق بلسانها «إن ادعاءات قادة الاحتلال الإسرائيلي هو لون من الكذب». ورأت الحركة في بيان لها أن اتهامها بإطلاق الصواريخ على إيلات هو محاولة لتهيئة الأجواء لمزيد من الإجراءات العدوانية على غزة. وأكدت أن لا علم لها بإطلاق صواريخ من سيناء على إيلات، وحملت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي اختراق للهدوء القائم.