أوباما وبايدن استقبلا بارزاني بعد الأزمة بين بغداد وأربيل

برلمان إقليم كردستان يمنح ثقته لرئيس وأعضاء الحكومة الجديدة

الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في البيت الأبيض أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بينما تستمر زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني للولايات المتحدة الأميركية، منح برلمان إقليم كردستان الثقة لرئيس حكومة الإقليم المكلف نيجيرفان بارزاني وأعضاء وزارته في أربيل أمس.

وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد اجتمع مع الرئيس بارزاني في البيت الأبيض، وحسب بيان صادر عن البيت الأبيض أول من أمس فإن «الرئيس أوباما التقى الرئيس بارزاني بعد اجتماع كان قد ضم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي ورئيس إقليم كردستان في البيت الأبيض»، مشيرا إلى أن «الرئيس أوباما ونائبه بايدن أكدا على التزام الولايات المتحدة بعلاقتها الوثيقة والتاريخية مع كردستان والشعب الكردي، في إطار شراكتها الاستراتيجية لتحقيق الديمقراطية، والفيدرالية ضمن العراق الموحد».

وأضاف البيان قائلا إن «الرئيس أوباما ونائبه بايدن شجعا الرئيس بارزاني على المشاركة المستمرة في العملية السياسية العراقية، تحت رعاية الدستور العراقي»، مشيرا إلى أن بايدن كان قد ناقش مع بارزاني والوفد المرافق له عددا من القضايا المتعلقة بالعراق والمنطقة، والخطوات التي سوف تتخذها الولايات المتحدة لتوسيع نطاق الخدمات التي تقدمها قنصليتها في أربيل. كما أعربا عن تأييدهما لإجراء مشاورات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين وممثلي حكومة إقليم كردستان.

وكان بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان قد أكد أن الرئيس أوباما بحث مع الرئيس بارزاني الوضع العراقي، «وبعدها أقام الرئيس الأميركي مأدبة غداء على شرف رئيس إقليم كردستان».

وقال مسؤول كردي عراقي رفيع المستولى إن «زيارة الرئيس بارزاني للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن أثارت في بغداد قلق الحكومة العراقية على الرغم من أن الزيارة كانت معدة سلفا وليست مفاجأة».

وأضاف المسؤول الكردي المقرب من الرئيس بارزاني قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل أمس، إن «هذه الزيارة أثارت قلق الحكومة العراقية وأطراف في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الحكومة، لكونها (الزيارة) جاءت مباشرة بعد أزمة حادة بين الإقليم والحكومة الاتحادية على خلفية مشاكل تراكمت عبر عدة سنوات تتعلق بموضوع النفط والغاز واستفراد المالكي بالسلطة»، حسب ما صرح به الرئيس بارزاني، مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية لم تلتزم بتعهداتها إزاء من يفترض أنهم شركاؤها في العملية السياسية ولم ينفذ المالكي تعهداته حسب اتفاقية أربيل التي قادت إلى تشكيل الحكومة، مما ضاعف من سوء الأزمة».

وأشار المسؤول الكردي إلى أن «تصريحات حسين شهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة والتي اتهم فيها حكومة الإقليم بتهريب النفط إلى إيران وتنصل وزارة النفط من الإيفاء بتعهداتها إزاء الإقليم قد توصل الأزمة إلى طريق مسدود».

وتأتي مخاوف الحكومة العراقية بعد أن ذكرت تقارير استخباراتية تركية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس طلب من الحكومة التركية دعم إنشاء دولة كردية مستقلة في إقليم كردستان.

ونشرت وكالة الاستخبارات التركية تقارير تتحدث عن «طلب أميركي من تركيا بدعم إنشاء دولة كردية مستقلة في إقليم كردستان، مقابل استفادة تركيا من النفط في الإقليم».

وكانت صحيفة «يني جاغ» التركية قد نقلت عن مصادر استخباراتية تركية قولها إن بترايوس «عرض هذا الموضوع على المسؤولين الأتراك»، مشيرا إلى أنه «من دون دعم تركي لا يمكن قيام دولة كردية في المنطقة، وأنه في حال دعمت تركيا قيام تلك الدولة فمن شأن ذلك أن يتيح لها القيام بدور الأخ الأكبر لهذه الدولة الجديدة».

وكان بترايوس قد زار أنقرة في 11 و12 مارس (آذار) الماضي، والتقى مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ورئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، في الزيارة الثانية التي يقوم بها إلى أنقرة منذ تعيينه كمدير لـ«السي آي إيه» في يوليو (تموز) الماضي.

من جهة أخرى، منح برلمان إقليم كردستان العراق أمس الثقة بغالبية الأصوات لنيجيرفان بارزاني رئيسا لحكومة الإقليم، وعماد أحمد نائبا له، كما منح البرلمان الكردي الثقة أيضا للوزراء الجدد في التشكيلة السابعة لحكومة بغالبية الأصوات، ثم أدى الوزراء الجدد اليمين القانونية أمام أعضاء البرلمان.

وكانت جلسة برلمان كردستان، بدأت عصر أمس، لمنح الثقة للتشكيلة السابعة برئاسة نيجيرفان بارزاني، أمام أعضاء البرلمان، وبحضور كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان، والدكتور برهم صالح رئيس التشكيلة السادسة لحكومة إقليم كردستان.

ثم ألقى رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، كلمة في جلسة برلمان كردستان أشار فيها إلى برنامج الحكومة، والذي يتضمن مكافحة الفساد، وتطوير البنية الاقتصادية للمحافظات الثلاث في الإقليم، وتأمين الكهرباء لعموم الإقليم، كما أكد على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، ومحاربة الجشع والاحتكار الذي أدى إلى غلاء السوق، كما حث على إيلاء الشباب اهتماما أكبر في برنامج الحكومة الحالية.