المحكمة الجنائية الدولية تطلب من جديد تسليمها سيف الإسلام القذافي وترفض منح مهلة جديدة لسلطات طرابلس

الهدوء يعود إلى بلدة زوارة الليبية

TT

جددت المحكمة الجنائية الدولية في مدينة لاهاي الهولندية طلبها من السلطات الليبية تسليم سيف الإسلام القذافي لمحاكمته. وقال بيان للمحكمة الدولية مساء أول من أمس إنها رفضت طلبا ثانيا من السلطات الليبية للحصول على مهلة للرد على طلب سابق للمحكمة بشأن تسليم سيف الإسلام، وطالبت السلطات في ليبيا بالعمل وبشكل فوري على تنفيذ الالتزام بتسليم الشخص المطلوب لمحاكمته في لاهاي.

وتناول البيان المراحل التي مرت بها الاتصالات بين المحكمة والسلطات الليبية منذ صدور مذكرة الاعتقال بحق المطلوبين في جرائم وقعت في ليبيا منذ 15 فبراير (شباط) من العام الماضي، وضمنهم سيف الإسلام القذافي، والمراسلات التي جرت بين المحكمة والسلطات الليبية في 7 و22 مارس (آذار) الماضي.

وكانت السلطات الليبية قد طلبت أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي مهلة ثلاثة أسابيع للرد على طلب بشأن تسليم سيف الإسلام للمحكمة الجنائية الدولية.

يذكر أنه في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي طلبت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، من السلطات الليبية تسليمها سيف الإسلام القذافي المطلوب للعدالة الدولية، وجرت اتصالات بين المحكمة الدولية ووزارة العدل الليبية لضمان أن تكون الخطوات التي أعقبت اعتقال سيف الإسلام تتوافق مع النظام الأساسي للمحكمة الدولية.

وقال فادي العبد الله، المتحدث باسم المحكمة، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مذكرة توقيف صادرة بحق سيف الإسلام القذافي من المحكمة الجنائية الدولية، والسلطات الليبية ملزمة قانونا بالتعاون التام مع المحكمة، بما في ذلك التعاون في مجال تسليم المشتبه فيهم المطلوبين، وذلك وفقا لقرار صادر عن مجلس الأمن». وأضاف أنه سبق إبلاغ السلطات الليبية بأمر الاعتقال الصادر، كما سبق الطلب منها التعاون في شأن تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 27 يونيو (حزيران) 2011 مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام القذافي تتهمه فيها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حملة قمع المتظاهرين الليبيين التي أفضت إلى مقتل القذافي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

على صعيد آخر، قال مراسلون لـ«رويترز» في بلدة زوارة إنه لم تظهر أمس مؤشرات على وقوع اشتباكات، في تناقض واضح مع اليوم السابق (الأربعاء) حين تصاعدت أعمدة الدخان من قذائف المورتر والصواريخ، وعج مستشفى البلدة بالمصابين. واختبرت أعمال العنف قدرة المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير البلاد منذ الانتفاضة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي على فرض سيطرته على ليبيا.

وقال عمارة رمضان، المسؤول بوزارة الدفاع، إن فرقة من الجيش الوطني تدخلت الآن - بعد أربعة أيام من اندلاع القتال - للفصل بين الأطراف المتناحرة. وقال لـ«رويترز» في زوارة إن فرقة الجيش موجودة منذ الليلة قبل الماضية وفي الخط الأمامي للفصل بين الجانبين، وإن هناك وقفا لإطلاق النار منذ الليلة قبل الماضية. وأضاف أن لديه أوامر محددة باستخدام القوة في حالة مخالفة طرف لوقف إطلاق النار، لكن الأمور على ما يرام حتى الآن.

وتفجر القتال مطلع الأسبوع بين ميليشيات في زوارة على ساحل البحر المتوسط على بعد نحو 120 كيلومترا غربي العاصمة، ومقاتلين منافسين في الجميل ورقدالين القريبتين. واستغل المسؤولون توقف القتال اليوم لتبادل جثث القتلى حتى يتسنى دفنها. ونقلت الجثث إلى أرض محايدة في المستشفى ببلدة سبراطة القريبة ليتسلمها الطرف الذي ينتمي إليه القتيل.

وقال رمضان، المسؤول بوزارة الدفاع، إنه في وقت متأخر أول من أمس الأربعاء تم إرسال جثث ثلاثة من مقاتلي زوارة من الجميل إلى سبراطة، فيما سلمت زوارة أيضا جثث ثلاثة مقاتلين من رقدالين.

وتعيش في زوارة أغلبية من الأمازيغ الذين كانوا معارضين للقذافي إبان الانتفاضة، ومعظم جيرانهم في البلدات القريبة من العرب الذين كانوا موالين للقذافي.

وفي مواجهة أخرى تبرز هشاشة الوضع في ليبيا، قتل نحو 150 شخصا في اشتباكات على مدى الأسبوع المنصرم بين قبائل متناحرة في مدينة سبها بجنوب البلاد.