مسؤول روسي: تصريحات لافروف حول «حكم السنة» في سوريا أسيء فهمها

هيئة التنسيق بموسكو في 17 أبريل لمطالبتها بالضغط على الأسد

TT

بينما يستعد 10 أعضاء من هيئة التنسيق الوطنية السورية لتلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو في يومي 17 و18 أبريل (نيسان)، نفى أمس ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، التصريحات التي صدرت عن الوزير لافروف بشأن وجود من يريد تنصيب أنظمة سنية في سوريا، مشيرا إلى أن ما قاله حول هذه المسألة فُهم على سبيل الخطأ.

وقال بوغدانوف، المسؤول عن ملف البلدان العربية الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، في حديثه إلى قناة «روسيا اليوم»: «لقد كلفنا زميلنا قسطنطين شوفالوف، سفير المهمات الخاصة المسؤول عن الاتصالات مع منظمة التعاون الإسلامي ومع المنظمات الإسلامية الأخرى، أن يوضح الالتباس الحاصل.. نحن نقول إن تصريحات الوزير سيرغي لافروف أخذت مجتزأة ومفصولة عن سياقها العام وقد فهمت خطأ».

وتابع بوغدانوف أن من يعيشون في روسيا يعلمون «شخصيا أن غالبية المسلمين في روسيا هم من أهل السنة، والدولة الروسية تدعو باستمرار إلى التفاهم والإخاء بين السنة والشيعة، ونعارض بشدة الفتن الطائفية والمواجهة بين ممثلي الديانات والطوائف أو تفضيل مذهب على آخر أو دين على آخر، فالمسلمون والمسيحيون يتعايشون بود وإخاء في روسيا، ونتمنى أن يعم مثال المسلمين والمسيحيين الروس الشرق الأوسط. أما مسألة السلطة ومن يحكم، فإن الطريق الأمثل لمعالجتها يمر عبر إجراء الانتخابات الديمقراطية في جميع البلدان العربية، ونعتقد أن هذا ما أرادته الشعوب في الربيع العربي».

وفي غضون ذلك، يستعد 10 من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية السورية، بينهم 8 من الداخل السوري و2 من الخارج، لتلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو في يومي 17 و18 أبريل (نيسان)، ويبحث الأعضاء في كيفية تطبيق مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان، انطلاقا من تمسّك الهيئة بالحل السياسي للأزمة.

وفي هذا السياق، جدد مسؤول العلاقات الخارجية في الهيئة، هيثم مناع، تمسكهم بمبادرة أنان «حتى ولو لم تكن أجمل ما هو موجود»، معتبرا أنها «تبقى أقل الخيارات سوءا لتحديد وتحجيم الخسائر البشرية والاقتصادية في الداخل السوري»، لافتا إلى أنه «وحتى من اختار عسكرة الثورة سيستفيد من هذه المبادرة لإعادة تنظيم صفوفه»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المجتمع السوري منهك كما الجيش السوري وبالتالي هذه المبادرة تعطي متنفسا للسوريين ليعودوا بعدها بانطلاقة قوية لثورة سلمية».

وأوضح مناع أن «الهيئة ستطلب وبشكل واضح موقفا صارما من روسيا لجهة الطلب منها بممارسة ضغوط قوية على النظام السوري لتنفيذ خطة أنان»، وأضاف: «سنقول للروس: أنتم معنيون بالضغط على الأسد لأنكم قادرون على التأثير عليه، وأنتم حين تصفون مبادرة أنان بفسحة الأمل مولجون المساعدة على تطبيقها خاصة أن تجربتنا مع النظام السوري مرّة لجهة تطبيق وعوده والتزامه بالمبادرات والمعاهدات التي يوقع عليها».

وعن إمكانية لقاء وفد الهيئة بوزير الخارجية السورية، وليد المعلم، الذي يزور روسيا في 10 أبريل (نيسان) الحالي، قال مناع: «نحن نتحرك باتجاه روسيا كمعارضة وطنية وليس كهيئة تنسيق، وبالتالي ننسق مع باقي فرقاء المعارضة ونرفض مبدأ الاتصالات الأحادية، الذي يعتمده المجلس الوطني السوري»، مشددا على أن «الحوار كما طرحته السلطة والنظام ينتمي إلى فترة انقضت». وأضاف: «هذا الحوار كان ممكنا منذ 9 أشهر، أما اليوم فهو غير قابل للنقاش والتفاوض. نحن لن نفاوض إلا على كيفية الانتقال إلى سوريا ديمقراطية مدنية، ونرفض أن نتفاوض مع من تلوثت يديه بالدم».