اليمن: عمليتان انتحاريتان في عدن.. ومقتل أكثر من 100 متشدد في 48 ساعة

«هاكرز» يخترقون موقع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)

يمني يلتقط صورا بهاتفه الجوال أمس لحطام الدراجة النارية الملغومة في عدن وقتل إثر انفجارها راكبوها المنتمون لتنظيم القاعدة (رويترز)
TT

شهدت مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، أمس، عمليتين انتحاريتين قبيل صلاة الجمعة، أودتا بحياة منفذيها، في وقت أعلنت فيه السلطات اليمنية عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم في عمليات متفرقة خلال الساعات القليلة الماضية، في حين كشفت مصادر أمنية يمنية عن تدريبات لـ«القاعدة» على عمليات في عرض البحر.

وقالت مصادر مطلعة في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن انتحاريين نفذا هجوما في حي المنصورة بعدن استهدف فرع جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، دون أن يسفر عن خسائر مادية أو بشرية في المقر، غير أن منفذي الهجوم قُتلا في العملية. وذكرت المصادر أن أحد الانتحاريين يدعى فواز الصبيحي وأنه صاحب محل لبيع الهواتف المحمولة في المنصورة، وأنه لم يعرف عنه، في السابق، الانتماء للتيارات الدينية المتشددة، مع الإشارة إلى أنه ملتزم دينيا.

وتحدثت مصادر أمنية، في عدن، عن وقوع عملية انتحارية أخرى في المدينة ذاتها، وتحديدا في منطقة العريش، من دون أن تتوافر أي معلومات عن تفاصيلها.

في السياق ذاته، قالت مصادر حكومية يمنية إن أكثر من 100 من عناصر تنظيم القاعدة لقوا حتفهم خلال الساعات الـ48 الماضية في عمليات للقوات الحكومية اليمنية في جنوب البلاد، وبالأخص في محافظة أبين؛ حيث شنت القوات الجوية اليمنية، حسب قولها، غارات جوية على معاقل عناصر التنظيم في المحافظة، وضمن هذه العمليات غارة جوية استهدفت مصنع 7 أكتوبر، الخاص بتصنيع الذخائر في أبين، والذي استولى عليه مسلحو «القاعدة» العام الماضي، بعد أن قتل فيه أكثر من 50 مدنيا عندما داهموا المصنع عقب إخلاء المحافظة من قوات الأمن والجيش، وكان المدنيون يسعون إلى الحصول على أسلحة وذخائر من المصنع. وأشارت أجهزة الأمن اليمنية إلى أن «الضربات الموجعة التي تلقتها العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة بمحافظة أبين، اليومين الماضيين، أوجدت حالة من الإرباك في صفوف التنظيم الذي فقد زمام المبادرة؛ حيث أصبحت عناصره محاصرة من الجو والبر ومن قبل أبناء المحافظة الشرفاء الذين ضاقوا ذرعا بجرائم الإرهاب الدموية»، وكشفت الداخلية اليمنية عن معلومات بوجود «تحركات ولقاءات مكثفة لعناصر تنظيم القاعدة في مديريات لودر، الوضيع، مودية، بقيادة الإرهابي المدعو الخضر حسن الجعدني»، وقالت إن أجهزتها «رصدت تحرك مجاميع إرهابية تابعة للتنظيم نفسه باتجاه البحر المقابل لسواحل شقرة للقيام بتدريبات على ركوب البحر ولمسافات طويلة».

وتثير التطورات الأمنية المتداعية حفيظة الشارع اليمني الذي ينتقد الانفلات الأمني واستمرار تنامي نشاط تنظيم القاعدة في الكثير من المناطق اليمنية، وركز خطيب الجمعة في أبرز المساجد اليمنية، أمس، على هذه الجزئية وندد الخطباء بـ«بالأعمال الإرهابية التي تستهدف الوطن وأبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين في سبيل الله حماة الديار والأرض والعرض ضمن المخططات العدائية المكشوفة لعناصر الإرهاب والتخريب التي تمارسها بهمجية ووحشية في إزهاق الأرواح البريئة»، واستنكروا «ما تقدم عليه العناصر الإرهابية والتخريبية من أعمال إجرامية وتخريبية تتنافى مع شرع الله وتتناقض بما جاء به سيد المرسلين الهادي محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، بقوله: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».

في موضوع آخر، تمكن قراصنة محترفون (هاكرز) على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أمس، من اختراق الموقع الرسمي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، وأعلنوا، من خلاله، أنهم ينتمون للحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوبي البلاد، وقام المخترقون بإزالة محتويات موقع الوكالة الحكومية الوحيدة في البلاد، واستبدال محتوى آخر بها ينص على أنه تم اختراق الموقع من قبل الجنوبيين اليمنيين، وهدد المخترقون باختراق بقية المواقع الإخبارية اليمنية، دون استثناء، في حال عدم رفع أعلام دولة الجنوب السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، إضافة إلى رفع صور الرئيس الجنوبي الأسبق، علي سالم البيض، وحسن باعوم، الزعيم الروحي للحراك الجنوبي المنادي بما يسميه «فك الارتباط» عن شمال اليمن أو «استعادة الدولة»، في وقت عاودت الوكالة بث أخبارها على شبكة الإنترنت على رابط بديل إلى حين محاولة استعادة قاعدة البيانات (الداتا بيز) التي تم تدميرها.