عمر سليمان يفجّر المفاجأة ويعلن رسميا نيته خوضه الانتخابات الرئاسية

نجل عبد الناصر في صحبة حمدين صباحي.. وأيمن نور المرشح الـ15

مواطن مصري يتحدث في الجوال أمام ملصقات المرشح الرئاسي المفترض عمر سليمان التي علقها أنصاره في ميدان العباسية أمس (رويترز)
TT

فجَّر اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مفاجأة أمس بإعلان عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية تلبية لمطالب المئات من أنصاره الذين تظاهروا أمس لإقناعه بالعدول عن عزوفه عن خوض سباق الرئاسة، وهو الموقف الذي أعلنه قبل يومين. وفي غضون ذلك، تقدم أمس كل من القيادي الناصري حمدين صباحي، والليبرالي أيمن نور بأوراقهما رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية مايو (أيار) المقبل.

وأعلن سليمان أمس عزمه الترشح «نزولا على إرادة أنصاره»، قبل يومين فقط من إغلاق باب الترشيح، ووجه رسالة إلى مؤيديه قال فيها: «إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعص أمرا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبى هذا النداء، وأشارك في الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات».

وأضاف سليمان الذي يواجه انتقادات عنيفة من قبل القوى السياسية في مصر لارتباطه بنظام مبارك «أعدكم بأن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد منى بأن أبذل كل ما أستطيع من جهد».

وكان مئات المصريين قد خرجوا أمس في مسيرة حاشدة إلى مقر إقامة سليمان شرق القاهرة لمطالبته بالترشح في الانتخابات، ردا على بيان سابق له أعلن فيه عن «عدم الترشح بسبب عقبات متعلقة بالوضع الراهن ومتطلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية»، وحمل المتظاهرون آلاف التوكيلات التي جمعوها خلال الأيام الماضية لدعمه في تقديم أوراقه.

وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط» إن أنصار سليمان نجحوا في جمع نحو 25 ألف توكيل من المواطنين حتى يوم أمس، مما يعني أنه لم يتبق له سوى 5 آلاف توكيل فقط لاستيفائه شرط الترشح، مشيرين إلى أن هذه التوكيلات تستوفي الشرط الجغرافي الذي حدده الإعلان الدستوري المعمول به حاليا في البلاد، وينص على أن يحصل المرشح على 30 ألف تأييد شعبي من 15 محافظة بواقع ألف توكيل من كل محافظة.

وفي تطور مفاجئ، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن شهود عيان، قولهم: «إن مجموعة من البلطجية قاموا بإطلاق أعيرة خرطوش و6 زجاجات حارقة (مولوتوف) على مؤيدي اللواء عمر سليمان المحتشدين بميدان العباسية».

وأوضح شهود العيان أنهم فوجئوا، أثناء احتشادهم بميدان العباسية لمطالبة اللواء عمر سليمان بخوص انتخابات الرئاسة مساء أمس، بمجموعة من البلطجية بحوزتهم فردا خرطوش و6 زجاجات حارقة (مولوتوف) يعتدون عليهم؛ حيث قاموا بإطلاق أعيرة خرطوش وإلقاء الزجاجات الحارقة عليهم.

وأشار شهود العيان إلى أن هناك أنباء عن سقوط عدد من المصابين من بين المتظاهرين، وأن هؤلاء البلطجية ليس لهم علاقة بأي قوى سياسية وأنهم دأبوا على مهاجمة متظاهري العباسية لفرض الإتاوات عليهم.

ولم يتسنَّ، حتى الآن، التعرف على هوية مطلقي الخرطوش ولا أهدافهم، غير أن قوات الأمن المركزي تمكنت من القبض على أحد الأشخاص المشتبه فيهم.

وعُين سليمان، (75 عاما)، نائبا للرئيس السابق إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في الفترة من 29 يناير (كانون الثاني) 2011، وحتى تنحي حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) 2011، كما كان يرأس جهاز المخابرات العامة المصرية منذ عام 1993 وحتى عام 2011.

وفي السياق ذاته، تقدم اثنان من المرشحين الجادين في سباق الرئاسة بأوراقهما إلى اللجنة العليا للانتخابات رسميا، حيث حضر كل من مؤسس حزب الكرامة الناصري «حمدين صباحي»، ومؤسس حزب «غد الثورة» الليبرالي «أيمن نور»، وسط حشود من أنصارهما إلى مقر اللجنة، في الذكرى الرابعة لاحتجاجات 6 أبريل التي خرجت عام 2008 ضد نظام مبارك.

وفور وصول صباحي إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قادما من مقر حملته الانتخابية بالمهندسين، تعالت صيحات أنصاره ورددوا الكثير من الهتافات منها «الرئيس حمدين صباحي باسم الثورة وباسم كفاحي».. «عبد الناصر يا أسطورة.. حمدين زيك أصل وصورة». وقال منسق حملة صباحي بالقليوبية، إن عدد التوكيلات التي تم التقدم بها بلغت أكثر من 46 ألف توكيل.

رافق صباحي عدد من الشخصيات العامة، منهم عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والفنان سامح الصريطي، والمخرج خالد يوسف.

ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن المخرج خالد يوسف قوله: «إن صباحي هو المرشح الصادق الأوحد بين جميع المرشحين، وإنه يرعى هموم الفقراء ويسعى في برنامجه الانتخابي إلى القضاء على البطالة».

وقال الإعلامي حمدي قنديل إنه «يؤيد صباحي لموقفه وتاريخه قبل وبعد الثورة ومواجهته للنظام السابق»، مؤكدا ضرورة انضمام المرشحين الثوريين (صباحي، أبو العز الحريري، عبد المنعم أبو الفتوح، خالد علي، هشام البسطويسي) في طريق رئاسي وأن يتفقوا معا على ذلك لأن هذه آخر فرصة للثورة.

من جانبه، قدم أيمن نور أوراق ترشيحه عن حزب «غد الثورة» ليكون المرشح الخامس عشر في الانتخابات الرئاسية، وسط عدد من أنصاره الذين احتشدوا أمام اللجنة واستقبلوه بالزغاريد وهتاف: «اسمك أيمن.. اسمك نور.. اسمك في القلب محفور». إلى ذلك، ما زالت الاتهامات والشائعات تلاحق مرشحي الرئاسة حول جنسياتهم وأصولهم رغم نفي المرشحين معظمها. ونفت الحملة الرسمية لدعم عمرو موسى رئيسا للجمهورية ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية بأن والد المرشح الرئاسي تزوج الفنانة الراحلة راقية إبراهيم، وأكدت الحملة أن هذا الكلام عار تماما عن الصحة، حيث إن والدة موسى هي السيدة «ثريا حسين الهرميل» كريمة عضو مجلس النواب الأسبق، كما نفت الحملة في بيان لها تهرب موسى من التجنيد.

ومن جهته، قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية، إن الأنباء المتداولة عن حصوله على الجنسية القطرية هي محض افتراء، مؤكدا في بيان له أمس إنه لم ينتم طوال حياته لغير بلده مصر، وأنه سيقف بكل قوة ضد تشويه أي مرشح ظلما.