آلاف السلفيين يهددون بالتصعيد حال خروج أبو إسماعيل من ماراثون الرئاسة

حطموا منصة «الدستور» بالتحرير.. واعتبروا التشكيك في جنسية والدته «مؤامرة»

اشتباكات بين أنصار المرشح السلفي حازم ابو اسماعيل مع متظاهرين معارضين لسيطرة التيارات الإسلامية على اللجنة التأسيسية للدستور في مشهد نادر بميدان التحرير امس (أ. ف. ب)
TT

أشعلت أزمة جنسية والدة المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ميدان التحرير وعدة محافظات مصرية أمس، في حضور الآلاف من أنصاره الذين هتفوا باسمه معتبرين إقصاءه مؤامرة أميركية ضد إقامة الدولة الإسلامية في البلاد. واشتبك أنصار المرشح السلفي مع متظاهرين معارضين لسيطرة التيارات الإسلامية على اللجنة التأسيسية للدستور في مشهد نادر بالميدان، الذي شهد تكاتف المصريين لثمانية عشر يوما أسقطت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وأعلنت أمس لجنة الانتخابية الرئاسية أنها تلقت خطابا من مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، الموجودة بمقر مجمع المصالح الحكومية بميدان التحرير، في مصر تفيد بأن والدة المرشح السلفي استخدمت جواز سفر أميركيا للدخول لمصر، لكن أنصار أبو إسماعيل هتفوا بالقرب من مقر المصلحة الحكومية.. «علشان حازم له شعبية قالوا أمه أميركية»، معتلين منصة عملاقة خطب عليها عشرات من الشيوخ السلفيين تأييدا لمرشحهم.

وتوافد الآلاف من أنصار أبو إسماعيل من مختلف المحافظات للمشاركة في جمعة «لن نسمح بالتلاعب» لإعلان رفضهم لما يثار حول حصول والدته على الجنسية الأميركية وهو ما يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها منتصف الشهر المقبل، فيما نصب عشرات من مناصري الدولة المدنية منصة صغيرة للاعتراض على سيطرة التيارات الإسلامية على اللجنة التأسيسية للدستور لصياغة دستور مصر الثورة.

وقال أحمد منصور، أحد الذين تظاهروا لمناهضة لجنة وضع الدستور اعتراضا على هيمنة الإسلاميين عليها، : «من حقنا أن نكتب جميعا دستور مصر فمصر دولة مدنية» وبدوره رد شريف علي (34 عاما) بحدة: «الشعب المصري اختار التيارات الإسلامية للحكم وبالتالي من حقنا أن نكتب الدستور» قبل أن يضيف بثقة «على أي حال سيتم تطبيق الشريعة الإسلامية».

واشتعلت مواجهة بين منصتي رفض تأسيسية الدستور وأنصار أبو إسماعيل، بسبب قيام منصة المعترضين على سيطرة الإسلاميين على اللجنة التأسيسية بتشغيل أغانٍ مما اعتبره أنصار أبو إسماعيل استفزازا لهم فقاموا بتحطيم منصتهم والاشتباك معهم. ووسط الهتافات المدوية للآلاف «إسلامية إسلامية»، قال إسلام فرج (26 عاما) إن المجلس العسكري والولايات المتحدة عقدا مؤامرة لإبعاد أبو إسماعيل بسبب سعيه لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة إسلامية في مصر، وأضاف فرج الذي جاء من محافظة دمياط: «نحن هنا لنقول للعالم أجمع إننا نريد تطبيق الشريعة الإسلامية وإننا لن نسمح لأحد بالتلاعب بمصيرنا».

وصرح المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة العليا للانتخابات، لـ«الشرق الأوسط»: إن اللجنة لم تتخذ قرارا بعد باستبعاد أبو إسماعيل من عدمه، مشيرا إلى أن رد الخارجية حول جنسية أبو إسماعيل سيكون الفيصل في هذا الأمر.

من جهته قال أبو إسماعيل في بيان له إن «هناك تدبيرات كبيرة ومتشعبة جرى إعدادها بإحكام شديد على فترة طويلة، وتم فيها توزيع الأدوار وشاركت فيه جهات متعددة، منها ما هو في الداخل، ومنها ما هو في الخارج، وعلى نطاق واسع جدا، لـ(حبك) مسألة جنسية والدته المتوفاة»، مؤكدا أنه سيعمل جاهدا على كشف خيوطها.

وعبر ساعات النهار توافد على التحرير عشرات المسيرات من مختلف الاتجاهات قادمة من مساجد يسيطر عليها التيار السلفي، وهي المسيرات التي رفعت رايات سوداء ضخمة مزخرفة بصور أبو إسماعيل ومحاطة بالشهادة، وهتف المئات «لو فيها تزوير إعدام يا مشير».. و«يا مشير اتلم اتلم لنخليها دم في دم». اللافت أن التيارات السلفية التي بررت من قبل عدم دفاعها عن فتاة التحرير المسحولة بحجة عدم وجود مبرر لذهابها للميدان، سمحت أمس للمئات من المنتقبات بالخروج والمشاركة والهتاف لأبو إسماعيل.

ونظم المئات من مؤيدي الشيخ أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بالمحافظات المصرية مسيرات تضامنية مع أبو إسماعيل ضد ما سموه بالحملة المنظمة لتشويه صورة الشيخ ومنعه من الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، ففي الإسكندرية وبينما تظاهر المئات من أعضاء حركة 6 أبريل بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيسها، نظم أنصار أبو إسماعيل بالعديد من مناطق المدينة الساحلية مظاهرات رافعين لافتات كبيرة بصورته كتبوا عليها: «مؤامرة أميركية لن تنال من عزمنا»، وقال إبراهيم الهلباوي، منسق حملة أبو إسماعيل بالإسكندرية، إن ما يتعرض له الشيخ ما هو إلا مؤامرة دبرتها المخابرات الأميركية ضده لمنعه من الترشح، مؤكدا أن والدة أبو إسماعيل لم تحمل قط الجنسية الأميركية، لافتا إلى أن الحملة مستمرة في نشاطها.

وفي السويس نظم مؤيدو أبو إسماعيل مسيرة حاشدة بمركز القنطرة غرب خرجت عقب صلاة الجمعة من المسجد الكبير وانطلقت المسيرة التي ضمت ما يقرب من 1500 من مؤيدي المرشح السلفي في شوارع وميادين القنطرة غرب للتأكيد على استمرار الدعاية الانتخابية له، ونظم المؤيدون حلقات نقاشية مفتوحة للأهالي للرد على التساؤلات التي أثارها البعض من المارة. وقال عبد الله زيدان المسؤول الإعلامي بحملة أبو إسماعيل بالإسماعيلية إن المسيرة تستهدف التأكيد على استمرار الحملة الانتخابية والرد على ما وصفه بالشائعات والأكاذيب التي أثيرت مؤخرا حوله.