الكنائس المصرية تنفي زيادة عدد المسافرين إلى القدس وتؤكد سريان قرار البابا شنودة

مسؤول بشركة الطيران المنظمة للرحلات: الإعلام افتعل القضية

TT

نفت الكنائس المصرية أمس حدوث تغيير في موقفها الرافض لزيارة الأماكن المقدسة «في ظل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين»، بعد أن ثار جدل واسع في مصر حول زيادة عدد الحجيج من المسيحيين المصريين خلال الأيام الماضية للقدس، وأكدت الكنائس أنها لم ترفع الحظر عن السفر وأن أعداد المسيحيين الذين سافروا إلى القدس لم تشهد تزايدا عن السنوات الماضية، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات كنسية عقابية ضد غير الملتزمين بقرار حظر السفر.

وكان البابا شنودة بابا الإسكندرية، الذي رحل منتصف مارس (آذار) الماضي، قد حظر سفر المسيحيين المصريين إلى القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وخاص صراعا مع السلطة المصرية في السبعينات احتجاجا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال شنودة آنذاك «إنني لن أزور القدس إلا وهي محررة ويدي في يد شيخ الأزهر».

وقالت مصادر خاصة بالكنيسة الأرثوذكسية إن الكنيسة لم ترفع قرار الحظر عن السفر إلى القدس المحتلة، وإن من سافروا من الطائفة الأرثوذكسية سيتم منعهم من «سر التناول»، وهو أحد الأسرار المقدسة بالكنيسة. وأكدت المصادر ضرورة احترام المسيحيين لقرارات البابا شنودة قبل وبعد رحيله، وذلك احتراما له وإظهارا لوطنيتهم وتعلقهم ببلادهم.

ويقدر عدد المسيحيين في مصر بنحو 10% من نسبة السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة، أكثريتهم من الطائفة الأرثوذكسية. وتلتزم بقرار البابا شنودة أيضا الكنيستان الإنجيلية والكاثوليكية.

ونقلت تقارير إخبارية خلال اليومين الماضيين أنباء عن سفر آلاف المسيحيين للحج بالقدس على متن طائرات خاصة مجهزة من قبل إحدى شركات الطيران، وأشارت إلى أن الشركة خصصت جسرا جويا لنقل المسيحيين الراغبين في زيارة الأماكن المقدسة.

لكن مسؤولين في الشركة نفوا تلك الأنباء، وقال ضياء الدين سعيد، وهو أحد مسؤولي الشركة المنظمة للرحلات لـ«الشرق الأوسط» إن «أعداد المسيحيين المتقدمين بأوراقهم للسفر لم يزد على الأعوام السابقة، فمن المعتاد أن تقوم الشركة بثلاث رحلات يومية على مدار 4 أيام وهي أيام خاصة بعيد القيامة حيث يحج المسيحيون لكنيسة القيامة بالقدس»، مشيرا إلى أن عدد المسافرين على متن كل رحلة يقدر بنحو 100 مسافر.

وأضاف سعيد أن أغلبية المسافرين تابعون للطائفتين الإنجيلية والكاثوليكية، مؤكدا أن المسافر يقدم تأشيرة من جهاز الأمن الوطني (تابع لوزارة الداخلية المصرية)، وقال: «لا تسمح السلطات المصرية بالسفر إلا لمن يتعدى سنه الستين من عمره»، مشيرا إلى أن الإعلام «افتعل قضية لا جديد فيها».

وبدورها، نفت الكنيسة الكاثوليكية وجود تغيير في موقفها الرافض لسفر أتباعها إلى القدس، وقال الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحافي بالكنيسة الكاثوليكية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الكنيسة لا يمكن أن تؤيد تلك الخطوة، فهي حريصة على الأخذ بقرار البابا شنودة، بعدم سفر المسيحيين للقدس حتى لا يتم التطبيع مع إسرائيل»، نافيا ما تردد عن تقديم الكنيسة الكاثوليكية طلبا لتنظيم رحلات خاصة إلى القدس.

ومن جهته قال الأب إكرام لمعي، مدير كلية اللاهوت الإنجيلي، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الكنيسة الإنجيلية مع قرار البابا شنودة بمنع السفر للقدس حتى يدخلها المسيحيون مع المسلمين يدا بيد عقب تحريرها من إسرائيل»، مؤكدا أن رأي البابا شنودة لم يكن رأي الطائفة الأرثوذكسية وحدها، بل شمل الكنائس العربية بأكملها، لافتا إلى أن هذا الموقف موقف وطني قبل أن يكون كنسيا.