تونس: المرزوقي يشارك في إحياء الذكرى 12 لوفاة بورقيبة

خطوة فاجأت كثيرين باعتبار أن عائلة الرئيس الحالي كانت معارضة

TT

في خطوة اعتبرت مفاجأة للكثير من التونسيين، انتقل المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المنتخب إلى مدينة المنستير (160 كلم وسط شرق تونس) ليشرف على إحياء الذكرى 12 لوفاة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة ووضع إكليل زهور على قبر بورقيبة واستقبل أفرادا من عائلة الزعيم الراحل. وكانت الاحتفالات بميلاد بورقيبة (3 سبتمبر/ أيلول) أو وفاته (6 أبريل/ نيسان) ممنوعة في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي المتهم بالتضييق على بورقيبة بعد خلعه من الحكم في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1987.. إلا أن الاحتفالات عادت بعد الثورة من جديد خاصة لدى سكان مدينة المنستير مسقط رأس بورقيبة واتخذت خلال هذه السنة طابعا وطنيا رد الاعتبار لبورقيبة.

وللتأكيد على التوجه نحو الاحتفاء ببورقيبة كزعيم وطني بعيدا عن التجاذبات السياسية، زار المرزوقي متحف الزعيم بمقبرة آل بورقيبة الذي يحتوي على مجموعة من كتبه وملابسه ووثائقه الشخصية وكذلك مكتبه الخاص. وصرح المرزوقي في المناسبة بضرورة رد الاعتبار للزعيم الحبيب بورقيبة وقال كذلك إنه من الضروري الاعتراف بالجميل لكل المناضلين الذين ضحوا في سبيل استقلال البلاد ومن بينهم اليوسفيون (نسبة إلى الزعيم التونسي صالح بن يوسف الذي اغتيل في بداية الستينات من القرن الماضي بألمانيا واتهم بورقيبة باغتياله)، داعيا كذلك إلى كتابة تاريخ تونس.

ويعرف عن عائلة المنصف المرزوقي أنها عائلة معارضة لنظام بورقيبة وقد عاش والده منفيا في المغرب وتوفي هناك وهو من عائلة يوسفية، ولا يزال إلى الآن والده محمد البدوي المرزوقي يرقد في مقبرة مراكش المغربية بناء على وصيته حيث قضى آخر أيامه في المغرب، وكان متزوجا من امرأتين واحدة مغربية والثانية تونسية. ولا يزال إخوته من والده يعيشون في المغرب. وحول الاحتفال بذكرى الوفاة، قال المؤرخ التونسي خالد عبيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الموقف من «الزعيم» بات محل سجال وجدل، فبعض التونسيين يريد محاكمة بورقيبة والبعض الآخر يريد أن يدافع عن إنجازاته وتاريخه السياسي بصفة مستميتة من دون أن يتعمق في بعض الهنات التي رافقت حكمه.