إسرائيل تهدد بضرب خلايا الصواريخ في سيناء

مصادر أمنية في تل أبيب: في الصحراء المصرية تجري الاستعدادات للحرب

طفل فلسطيني يتحدى جنود الاحتلال خلال مظاهرة احتجاجية ضد الجدار العازل في قرية المعصرة قرب بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية، الليلة قبل الماضية، أن سلاح الجو تلقى تعليمات بالإغارة على خلايا مسلحة تعمل من سيناء المصرية في حال اكتشافها، وتصفيتها قبل أن تنجح في إطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل. وقالت هذه المصادر، وفقا للقناة التلفزيونية الإسرائيلية التجارية «قناة 10»، إن قيادة الجيش الإسرائيلي، وحسب أوامر من وزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قررت تغيير تعاملها مع التنظيمات المسلحة في سيناء المصرية، «بعد أن ثبت لها أن هذه التنظيمات ومن يقف وراءها يستغلون حساسية العلاقات المصرية - الإسرائيلية وامتناع إسرائيل عن ملاحقتهم في سيناء بسبب هذه الحساسية». وتابعت: «من الآن فصاعدا، سيحاول الجيش الإسرائيلي رصد نشاط هذه الخلايا وملاحقة أفرادها لمعرفة نوايا تحركاتهم. وفي حال اكتشاف تحرك لهم نحو الحدود مع إسرائيل بهدف إطلاق صواريخ، كما حصل فجر أول من أمس الخميس، عندما أطلقوا صاروخ (غراد) سقط في إيلات، فإن سلاح الجو سيقصف هؤلاء ويصفيهم».

وأبدى الجيش تفهما واضحا للأبعاد السياسية الخطيرة لمثل هذا القرار بالنسبة للعلاقات مع مصر، فقال، وفقا لتلك المصادر: «نشاط هذه التنظيمات الإرهابية بات يهدد أمن مصر والمصريين أكثر مما يهدد أمن إسرائيل. فهي تعمل على نشر الفوضى الأمنية في سيناء كلها. تهاجم مراكز شرطة. وتحتل سجنا وتطلق سراح المجرمين المحكومين فيه. وتهدد قوات حفظ السلام الدولية. كما تهدد السياحة المصرية ومصادر رزق عشرات ألوف المواطنين الذين يعتاشون منها. فإذا قرر المصريون السكوت عنهم، فهذا لا يعني أن تسكت إسرائيل، خصوصا أن على رأس هذه التنظيمات يقف إرهابيون كبار هربوا من السجون المصرية وأبرموا صفقات تعاون مع حركة حماس في قطاع غزة ومع حزب الله اللبناني ومع تنظيم القاعدة ومع الحرس الثوري الحاكم في إيران».

وجاء هذا القرار الإسرائيلي، خلال مناقشات أجرتها قيادات الجيش والمخابرات بقيادة باراك، ورئيس أركانه بيني غانتس، للبحث في تبعات إطلاق الصاروخ على إيلات. وتبين خلاله أن ثلاثة صواريخ وليس صاروخا واحدا أطلقت على إيلات، جميعها سقطت في مناطق غير مأهولة. واعتبروا الأمر بمثابة «أعجوبة عيد الفصح»، إذ لو أن أحدها أو جميعها سقطت في المناطق السياحية في المدينة، لأوقعت عشرات وربما مئات القتلى.

ووجه غانتس أصبع الاتهام بشكل واضح وصريح إلى حماس في غزة. وهددها قائلا «إن لدينا من القوة والتكنولوجيا والعزم والإرادة، ما يجعلنا نلقن الإرهابيين في سيناء وغزة أقسى الدروس. وقد أثبتنا ذلك فقط قبل أسابيع، مرة أخرى، عندما أطلقوا الصواريخ على إسرائيل وتلقوا ردا جعلهم يصرخون طالبين الهدنة». وأما باراك، فقال إن «الوضع الأمني في سيناء يلزم إسرائيل بنوع آخر من المواجهة. فالحديث هنا يتم عن أمر خطير تجري دراسته، وأنه سيتم التعرض لمن قام بإطلاق الصاروخ ومن أرسلوه».

من جهة ثانية، أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، الجنرال أفيف كوخافي، أن قوات الأمن كشفت في الشهور الأخيرة أكثر من «10 خلايا إرهابية نشطت في سيناء»، وقامت بتصفيتها أو بإجهاض محاولاتها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وقال كوخافي إن من المفترض ألا يفاجأ الإسرائيليون من قصف إيلات، ومن النشاط في سيناء، حيث إن «الشرق الأوسط يشهد وتيرة تسلح هي الأعلى في العالم يغير وجهه وطابعه تماما». وأضاف أن «رياح التغيير في العالم العربي قد تحمل فرصا وبشائر، ولكن المخاطر تتصاعد على المدى القصير والمتوسط، وما يحصل في سيناء وإطلاق الصواريخ باتجاه إيلات، ما هما إلا تعبير عن التغيير الجوهري الذي يحصل». وقال إن «التجارب تفيد بأنه يجب الاستعداد لجبهات جديدة وتحديات في ظل عدم الاستقرار الأمني الذي سيميز المنطقة في السنوات القريبة. وإن الواقع يتغير بسرعة كبيرة مقارنة مع السنوات والعقود الماضية، ويتحول إلى كثير الأبعاد وبمركبات كثيرة». واعتبر الشرق الأوسط اليوم «شرق أوسط جديدا وخطيرا».

ولم يوضح كوخافي كيف تمت تصفية تلك الخلايا، ولكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، ذكرت، أن «خلايا لحزب الله سابقا في مصر، ضبطت مؤخرا من قبل أجهزة الأمن المصرية واعتقلت أفرادها بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين، وضد سفن إسرائيلية في قناة السويس ومواقع سياحية في مصر يردها السياح الإسرائيليون. وأن إسرائيل حذرت من أن إيران تنشئ بنى تحتية في مصر، تمهيدا لمعركة عسكرية محتملة مع إسرائيل». وأشارت الصحيفة أيضا إلى تصريحات مسؤول أمني إسرائيلي، الأسبوع الماضي، التي جاء فيها أن خبراء عسكريين إيرانيين يمكثون في قطاع غزة، ويقدمون المساعدة في تشكيل خلايا مسلحة في سيناء. وبحسبه، فإن الخبراء الإيرانيين توجهوا من إيران إلى السودان، ومن هناك إلى سيناء مصر. وادعى المصدر الأمني أن إيران تحث الفلسطينيين على تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وبحسبه، فإن هناك ثلاث مجموعات تنشط في سيناء؛ الأولى عناصر محلية عربية بدوية تتبنى الآيديولوجية الجهادية، والثانية عناصر تتلقى الدعم من إيران وتحاول تجنيد وإقامة بنى تحتية في سيناء وفي كافة أنحاء مصر، أما الثالثة فتتألف من عناصر فلسطينية مسلحة. كما ادعى أن عناصر أجنبية تنضم إلى هذه المجموعات تأتي من دول عربية وإسلامية مثل العراق وأفغانستان واليمن والسعودية.