مستوطنو الخليل: نتنياهو وباراك خائنان يتعاونان مع العدو الفلسطيني

«الاتحاد القومي» يصف رئيس الوزراء بالكذاب

TT

وصف المستوطنون في الخليل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إيهود باراك، بأنهما «خائنان يتعاونان مع العدو الفلسطيني، ويديران حربا ضد آباء اليهودية: إبراهيم الخليل، وإسحاق، ويعقوب»، وذلك بسبب إقدامهما على إخلاء المستوطنين من البيت الفلسطيني الذي استولوا عليه.

وكتبوا في بيان علني ورسمي، وقعوه باسم «طاقم الدفاع عن الاستيطان اليهودي في الخليل»، أن هذا الإخلاء تقرر في إطار مؤامرة بين نتنياهو وباراك هدفها رفع أسهم باراك في الشارع الإسرائيلي وجعله قادرا على خوض الانتخابات المقبلة وعبور نسبة الحسم. وحسب هذه القوى فإن باراك يعرف أنه لن يعبر نسبة الحسم؛ لأن المواطنين الإسرائيليين ملوا ألاعيبه وفشله السياسي، وقد خطط مع نتنياهو أن يخوض الانتخابات المقبلة في إطار قائمة انتخابية واحدة مع الليكود، لكن الغالبية الساحقة من أعضاء «الليكود» ترفض خطة نتنياهو هذه، ولن يستطيع تمريرها حتى لدى المقربين منه في الحزب؛ لذلك باشرا تنفيذ خطة لتجنيد الشعبية لباراك في الشارع.

وللبرهنة على هذا التصور، أشار المستوطنون في الخليل إلى أن باراك أجرى استطلاع رأي ليفحص إذا ما كان إخلاء البيت في الخليل قد رفع أسهمه الانتخابية، فوجد أنه حقق له قفزة في التأييد الجماهيري، ولأول مرة ظهر أنه سيستطيع عبور نسبة الحسم والحصول على تمثيل برلماني بثلاثة نواب (له اليوم 5 نواب)، لو جرت الانتخابات اليوم. وعليه اعتبروا الإخلاء ذا هدف حزبي محض. وأيد هذا التحليل رئيس كتل الائتلاف الحكومي في الكنيست ورئيس كتلة الليكود، زئيف ألكين، الذي قال: «لقد ظهرت الحقيقة؛ فالوزير باراك يئس من وضعه في قائمة الليكود الانتخابية، فقرر السعي لعبور نسبة الحسم في الانتخابات، على أكتاف 350 ألف مستوطن في الضفة الغربية ومن خلال توجيه ضربة لهم ولمشروعهم الصهيوني الكبير». وانتقد ألكين رئيس حزبه وحكومته، نتنياهو، فقال: «يحظر عليه السماح لباراك بأن يبقي مئات آلاف المستوطنين رهينة بيديه. وإذا كان يريد تخفيف الضرر الذي جلبه لليكود تحالف الأعمى مع باراك، عليه أن يقرر حالا مصادرة صلاحيات باراك في موضوع الاستيطان».

من جهة ثانية، خرج حزب الاتحاد القومي، وهو حزب يميني معارض، بحملة دعائية واسعة ضد نتنياهو شخصيا، بعنوان: «نتنياهو كذاب». ويقول فيها إن نتنياهو زعيم بوجهين: يقول شيئا ويفعل نقيضه. وفي شريط مصور، نشر في «يوتيوب»، يقتبسون أقوال نتنياهو عن حكومة سلفه إيهود أولمرت سنة 2006، عندما هاجمه على إخلاء بؤرة استيطان قرب رام الله، ويقولون: «نتنياهو وصف أولمرت يومها بأنه معاد للاستيطان ومعدوم المسؤولية، وهاتان الصفتان تنطبقان اليوم عليه، في سنة 2012».

جدير بالذكر أن المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البيت الفلسطيني في الخليل أقاموا، الليلة قبل الماضية، خيمة اعتصام أمامه، وأعلنوا أنهم لن يبرحوا المكان إلا إلى داخل البيت المذكور. وقال أحدهم: «إذا كان نتنياهو يريد أن يظل رئيس حكومة، عليه أن يفهم رسالتنا ويتراجع عن قراره ويعيدنا إلى البيت».