فياض يسلم نتنياهو «أم الرسائل» بعد عطلة عيد الفصح اليهودي

على رأس وفد يضم عريقات وعبد ربه

أبو مازن لدى استقباله رئيس الوزراء الإيطالي في رام الله الأحد الماضي (أ.ب)
TT

في الوقت الذي ذكرت فيه الإذاعة الإسرائيلية العامة باللغة العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيستقبل في 17 أبريل (نيسان) الحالي وفدا فلسطينيا برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض، حاملا إليه الرسالة التي طال انتظارها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) التي أصبحت تعرف باسم «أم الرسائل»، قال صائب عريقات، عضو الوفد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا تقدمنا بطلب اللقاء، ويتوقع أن يتم بعد عطلة عيد الفصح اليهودي»، التي تنتهي يوم الأحد 16 أبريل. وقال عريقات إن الرسالة جاهزة وإن الوفد الذي يضم أيضا ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، سيتوجه إلى لقاء نتنياهو في مكتبه في القدس الغربية في اللحظة التي يحدد لنا فيها ديوانه موعدا.

وأكد أوفير جندلمان، الناطق باسم نتنياهو، أول من أمس، أن اللقاء الفلسطيني - الإسرائيلي لتسليم رسالة الرئيس عباس سيجرى في الـ17 من الشهر الحالي، أي الثلاثاء المقبل. وأشار جندلمان إلى أن لقاء ثانيا سيجرى لاحقا من أجل تسليم الفلسطينيين رد نتنياهو على رسالة السلطة الفلسطينية، من دون تحديد موعد ذلك اللقاء. وأكد جندلمان أن فياض وعبد ربه سيحضران عن الجانب الفلسطيني، ولم يتطرق إلى عريقات.

يُذكر أن رسالة أبو مازن التي احتاج إعدادها أسابيع عدة وتوقفت لفترة بعد تدخل من الإدارة الأميركية التي طلبت عدم شمل الرسالة تهديدات بحل السلطة أو ما شابه ذلك ولا أي عبارات استفزازية، ستشمل استعراضا لتجربة عملية السلام بين الجانبين على مدى العقدين الماضيين، وتحدد شروط الفلسطينيين لإعادة عملية السلام بين الجانبين، وهي: «قبول الحكومة الإسرائيلية بمبدأ الدولتين على حدود عام 1967، مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساوٍ بالقيمة والمثل، ووقف جميع النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن المعتقلين، خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994، وإلغاء جميع القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000». وتتضمن الشروط أيضا: «احترام الاتفاقات الموقعة؛ إذ لا يجوز أن يبقى الالتزام بالاتفاقات الموقعة والالتزامات الدولية قائمة من الطرف الفلسطيني فقط».

وأوضح جندلمان أن لقاء آخر سيتم لاحقا لتسليم الرد الإسرائيلي على الرسالة الفلسطينية من خلال مبعوث نتنياهو، إسحاق مولخو، وأشار جندلمان إلى أن نص الرسالة الإسرائيلية سيكون معتمدا على فحوى الرسالة الفلسطينية ومبنيا على ما جاء بها.

كانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد ذكرت، قبل نحو أسبوعين، أن نتنياهو يعتزم توجيه رسالة جوابية إلى أبو مازن يدعوه فيها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل في أسرع وقت ومن دون شروط مسبقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن الرسالة ستكون ردا على رسالة مشابهة يعتزم محمود عباس توجيهها لنتنياهو في الأيام القريبة. وكشفت الصحيفة عن أن مضمون رسالة نتنياهو أصبح جاهزا، قبل أن يقرأ رسالة أبو مازن، وستكون بمثابة «رسالة سياسية واضحة مفادها استعداد إسرائيلي لاستئناف المحادثات التي جرت خلال يناير (كانون الثاني) الماضي في العاصمة الأردنية عمان، تحت رعاية الرباعية الدولية والعاهل الأردني الملك عبد الله». وسيؤكد نتنياهو استعداده لمناقشة القضايا الجوهرية: الحدود، والأمن، واللاجئون، والمياه، والمستوطنات، والقدس.

وبحسب «هآرتس»، فإن نتنياهو سيبلغ أبو مازن بأنه لا يضع شروطا مسبقة، ويتوقع من الفلسطينيين ألا يفرضوا شروطا مسبقة. ومع ذلك، سيؤكد نتنياهو أن إسرائيل ستطالب بأن يشمل أي اتفاق اعترافا بها كدولة للشعب اليهودي، وترتيبات أمنية مناسبة. ونقل الموقع عن المسؤول قوله إن النص النهائي لرسالة نتنياهو سيوضع بعد وصول رسالة أبو مازن.

في السياق نفسه، نقل موقع «فلسطين اليوم» الفلسطيني عن صحيفة «إسرائيل اليوم» فحوى ما وصفته برسالة نتنياهو، مشيرة إلى أنها ستتناول النظرة الإسرائيلية للترتيبات الأمنية في الحل النهائي مع الفلسطينيين. وذكرت الصحيفة أن فحوى الرسالة تتضمن مطالب إسرائيلية كان قد قدمها إسحاق مولخو، مبعوث نتنياهو في اللقاءات الاستكشافية التي رعاها الأردن واللجنة الرباعية الدولية في عمان مطلع يناير الماضي حول العرض وبالتفصيل الموقف الإسرائيلي بالنسبة للترتيبات الأمنية، وهذا ما رفضه الجانب الفلسطيني آنذاك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، معلقا على رسالة نتنياهو، أنها تتحدث عن الترتيبات الأمنية في الحل النهائي بين الجانبين، التي ستكون من أجل الحفاظ على أمن الإسرائيليين والمطالبة بأن تكون هناك دولتان بجانب بعضهما، دولة فلسطينية ودولة يهودية يجب الاعتراف بها. ولفتت الصحيفة إلى أن أبو مازن التقى، مساء أول من أمس، وفدا إسرائيليا برئاسة الوزير الأسبق يوسي بيلين، وأكد عباس، خلال اللقاء، نيته التوجه للأمم المتحدة للمرة الثانية من أجل طلب الاعتراف بدولة فلسطينية في حال لم تتجدد المفاوضات حسب التطلعات الفلسطينية التي أبرزها وقف تام لبناء المستوطنات. وأضافت الصحيفة أن عباس شدد على أنه ما دام في رئاسة السلطة فإنه سيحارب أي نوع من مظاهر التسلح مهما كانت نتائج ذلك، وأنه يعمل ذلك بنجاح، مشيرا إلى أن هذا ليس له صلة بنتائج المفاوضات مع إسرائيل.

يُذكر أن بيلين كان قد وجه رسالة مفتوحة إلى أبو مازن عبر مجلة «فورين بوليسي» الأميركية دعاه فيها إلى إعلان نهاية عملية سلام أوسلو وحل السلطة الوطنية. وقال بيلين، الذي تزعم حزب ميريتس اليساري بعد انسحابه من حزب العمل، في رسالته: «إن حل السلطة الوطنية الفلسطينية وإعادة إدارة الشؤون اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية (إلى إسرائيل) سيكونان إجراءين لا يستطيع أحد تجاهلهما». وأضاف بيلين محذرا: «لا تدعوا رئيس الوزراء نتنياهو يختبئ وراء ورقة التوت المتمثلة بالسلطة الفلسطينية.. افرضوا عليه مرة أخرى مسؤولية 4 ملايين فلسطيني (في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة)».