أحمدي نجاد: إيران لن تتخلى عن حقوقها ولا تخشى العقوبات

قبل استئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 في اسطنبول

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى استقباله رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما (يسار) في طهران أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن إيران لن تتخلى عن حقوقها ولا تخشى العقوبات النفطية! وذلك قبل استئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 السبت في اسطنبول، كما ذكر التلفزيون الرسمي.

وقال أحمدي نجاد إن «كل من يريد المس بحقوق الشعب الإيراني سنوقفه عند حده ونوجه إليه صفعة تجعله عاجزا عن سلوك الطريق للعودة إلى منزله».

وكرر المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأخيرة أنهم لن يقبلوا أي شرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وتقول وسائل الإعلام الأميركية إن البلدان الغربية ستطلب من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 40 في المائة وإغلاق موقع فوردو والذي تصعب مهاجمته عسكريا والموافقة على تكثيف عمليات تفتيش مواقعها النووية. وقد استبعد رئيس البرنامج النووي الإيراني فريدون عباسي دواني إغلاق موقع فوردو.

وأعرب البيت الأبيض عن أمله في أن تتخذ إيران «تدابير ملموسة» لإقناع محاوريها بأنها لا تنوي تطوير سلاح نووي. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني أن بلاده «تعرف تمام المعرفة ما يتعين على إيران القيام به لتأدية واجباتها الدولية وطمأنة المجموعة الدولية إلى أنها لا تسعى إلى حيازة السلاح النووي. هنا يكمن صلب المشكلة». وتشتبه بلدان غربية في سعي إيران عبر برنامجها لتخصيب اليورانيوم إلى حيازة السلاح النووي، إلا أن إيران تؤكد أن برنامجها يقتصر على أهداف مدنية.

وقال الرئيس الإيراني من جهة أخرى إن العقوبات النفطية الجديدة التي قررتها الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي لتجفيف موارد تمويل برنامجها النووي لن تؤتي نتيجة. وأكد أحمدي نجاد أن «احتياطاتنا من الذهب والعملات الأجنبية لا مثيل لها في التاريخ.. لدينا احتياطات من العملات الأجنبية تمكننا من أن ندير شؤون البلاد حتى لو لم نتمكن من بيع برميل واحد من النفط طوال سنتين أو 3 سنوات».

ومن المتوقع أن تكون سوريا وإيران وكوريا الشمالية من ضمن المواضيع التي سيثيرها وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الذين سيعقدون قمة في واشنطن يومي الأربعاء والخميس.

ويمكن أن تكون المحادثات المتوقعة بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف على هامش القمة ذات أهمية كبرى في هذا الإطار. إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند لم تؤكد ما إذا كانت كلينتون ستلتقي مع لافروف عندما أعلنت أن كلينتون ستجري لقاءات ثنائية مع نظرائها على هامش القمة. ويشتبه الغرب في أن إيران تسعى من خلال برنامجها لتخصيب اليورانيوم إلى اقتناء السلاح النووي وهو ما تنفيه إيران باستمرار إذ تصر على الطابع المدني البحت لبرنامجها.

وستكون كوريا الشمالية أيضا من ضمن المواضيع المطروحة بعد أن أعلنت بيونغ يانغ عزمها وضع قمر اصطناعي في المدار، وهي خطوة نددت بها واشنطن وحلفاؤها إذ تعتبر أنها ستار لتجربة إطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى.

وبإعلانها عن مشروع الإطلاق المقرر بين 12 و16 أبريل (نيسان) وضعت بيونغ يانغ حدا للآمال بعد الاتفاق الأخير مع واشنطن والذي تعهدت بموجبه بتعليق نشاطاتها النووية والبالستية في مقابل مساعدة غذائية أميركية.

وفي طوكيو، شدد وزير الخارجية الياباني كويشيرو جيما على أن «هذه القمة ستعقد قبل أو في الوقت الذي سيتم فيه إطلاق الصاروخ الذي أعلنت عنه كوريا الشمالية. أريد التعاون بشكل وثيق مع كل دول مجموعة الثماني لنبرهن على عزمنا حث كوريا الشمالية على ضبط النفس».

وقبل لقاء وزراء مجموعة الثماني اليوم الأربعاء، سيعقد اجتماع لوزراء دول اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة)! حسبما أوضحت وزارة الخارجية الأميركية.

من جهة أخرى، قالت مصادر لـ«رويترز» إن رئيسة البرازيل ديلما روسيف عبرت أثناء اجتماعها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مخاوف من أن العقوبات على إيران قد تزيد التوترات في الشرق الأوسط وتتسبب في زيادة حادة في أسعار النفط. وتعارض حكومة روسيف بشكل عام العقوبات ضد سوريا وإيران مجادلة بأن مضارها أكثر من فوائدها. وقالت المصادر - التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها - أن الزعيمين لم يناقشا بشكل مباشر أثناء اجتماعهما الثنائي بالبيت الأبيض اقتراحا لشركة «بوينغ» الأميركية لبيع البرازيل مقاتلات من نوع إف - 18.

إلى ذلك، نقل موقع «شانا» الإلكتروني التابع لوزارة النفط الإيرانية عن وزير النفط رستم قاسمي قوله إن إيران التي تخضع لحظر نفطي تدريجي من الاتحاد الأوروبي، لن تصدر بعد اليوم النفط إلى اليونان. وقال قاسمي إن «إيران في الوقت الراهن لا تبيع النفط إلى اليونان». لكن الوزير الإيراني أكد أن «إيران لن تواجه أي مشكلة لبيع نفطها ومشتقاتها النفطية». وتنتج إيران التي تحتل المرتبة الثانية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) نحو 3.5 مليون برميل من النفط يوميا وتصدر نحو 2.5 مليون. وقد بلغ متوسط ما كانت تصدره إيران مائة ألف برميل من النفط يوميا إلى اليونان أي ثلث ما يستورده هذا البلد. وأكد مسؤول في وزارة الطاقة اليونانية الأسبوع الماضي أن اليونان تبحث عن «مصادر بديلة» للنفط الإيراني جراء الحظر الذي تفرضه بلدان الاتحاد الأوروبي على طهران والذي سيدخل حيز التنفيذ مبدئيا ابتداء من الأول من يوليو (تموز).