كوريا الشمالية تنهي تجميع الصاروخ وسط احتجاجات دولية

موسكو تندد وتعتبره استخفافا بمجلس الامن وبكين تدعو لضبط النفس

TT

أعلنت كوريا الشمالية أمس عن انتهائها من عملية تجميع الصاروخ «أونها - 3»، ووضعه على منصة في شمال غربي البلاد، بانتظار إطلاقه خلال الأيام القليلة المقبلة. وتحدث ريو كوم شول المدير المساعد لهيئة تطوير الفضاء التابعة للجنة، خلال مؤتمر صحافي في أحد الفنادق الكبيرة في بيونغ يانغ عن «الانتهاء من عملية التجميع» أمس. وبعد تثبيت القمر الاصطناعي على القسم الثالث والأخير من الصاروخ «أونها - 3» فإن المرحلة المقبلة ستكون ملء خزانات الوقود في قاعدة الإطلاق التي شيدت على شبه جزيرة شولسان (50 كلم من الحدود الصينية). وأثارت عملية الإطلاق التي باتت وشيكة احتجاجات دولية عدة إذ اتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان كوريا الشمالية بالإعداد لتجربة إطلاق صاروخ باليستي.

وأمس، نددت روسيا القريبة من النظام الكوري الشمالي بالمشروع إذ اعتبرته «استخفافا» بقرارات مجلس الأمن الدولي.

وينص القرار 1874 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في عام 2009 على ألا تقوم بيونغ يانغ «بأي تجربة نووية جديدة أو إطلاق صواريخ باليستية». ومن جهتها، دعت الصين الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية «الأطراف المعنيين» إلى ضبط النفس، وذلك بعد أن حثتها الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط على جارتها. وصرح المتحدث بأمس وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين «ندعو الأطراف المعنيين إلى الهدوء وإلى تفادي تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية». واستبعد ريو بحركة من اليد قراري الأمم المتحدة الصادرين في 2006 و2009 واللذين ينددان بحكومة بلاده. وقال ريو «لم نعترف بتلك القرارات التي تنتهك سيادتنا. لقد أبلغنا المنظمات الدولية بموجب اتفاقية الفضاء»، في إشارة إلى المنظمة البحرية الدولية. وأضاف أن «الحق في امتلاك قمر اصطناعي حق عالمي لكل دولة في العالم».

في غضون ذلك، اعتبر وزيرا الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين والأميركي ليون بانيتا، أمس، أن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخها المفترض سيكون «استفزازا خطيرا». وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن الوزيرين ناقشا خلال اتصال هاتفي أمس سبل التعاون بين البلدين فيما يتعلق بخطط بيونغ يانغ لإطلاق الصاروخ بعيد المدى. وأشارت إلى أن هذا الاتصال الهاتفي هو الرابع بين الوزيرين منذ تولي بانيتا منصبه. واتفق الوزيران على أن إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ بعيد المدى «ينتهك» الالتزامات الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي.

ويفترض أن يضع الصاروخ «أونها - 3» قمرا اصطناعيا لمراقبة الأرض في المدار زنته 100 كلغ بين 12 و16 أبريل (نيسان). وسيزود القمر الذي تبلغ زنته 100 كلغ وله 5 هوائيات وألواح شمسية لتزويده بالطاقة الكهربائية، بكاميرا دقتها 100 متر عن الأرض. وستكون مهمة القمر تزويد معلومات حول المحاصيل والغابات والموارد الطبيعية لكوريا الشمالية. ويفترض أن يسقط القسم الأول من الصاروخ في البحر الأصفر في غرب شبه الجزيرة الكورية، بينما سيسقط القسم الثاني في شرق الفلبين بعد أن يحلق فوق جزء من جزر أوكيناوا في جنوب اليابان.

ونشرت اليابان بطاريات صواريخ أرض - جو من طراز باتريوت ادفانست كابابيلتي (باك - 3) في وسط طوكيو وتم إعداد قاعدتين مشابهتين في المنطقة لحماية العاصمة وسكانها البالغ عددهم 35 مليون نسمة. إلا أن المسؤول الكوري الشمالي حاول طمأنة الدول المجاورة. وقال: «لقد اخترنا مسارا آمنا. من المقرر أن يسقط القسم الأول على بعد 160 كلم من الساحل والقسم الثاني على بعد 200 كلم من سواحل الفلبين». إلا أنه ذكر بأن الصاروخ «فيه آلية للتدمير الذاتي» في حال الضرورة. ولم تنجح كوريا الشمالية في وضع قمر اصطناعي في المدار رغم محاولتين في 1998 و2009. وتشك الولايات المتحدة وحلفاؤها في النوايا السلمية لكوريا الشمالية وتتهمها بالإعداد لتجربة صاروخ باليستي.