النظام السوري واصل عملياته العسكرية قبل ساعات من وقف إطلاق النار

قصف بالمروحيات على ريف اللاذقية واقتحامات بريف دمشق وقذائف مورتر على الخالدية

أحد المباني المهدمة بعد قصف القوات النظامية على أحدى بلدات محافظة حمص أنس (رويترز)
TT

واصلت قوات الأمن السورية، عشية بدء التطبيق الفعلي لوقف إطلاق النار الوارد في خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، عملياتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، ولم تتردد في استخدام الطيران الجوي لقصف بلدات عدة في محافظة اللاذقية، بحسب ما أكده ناشطون أمس. وبعد أن تخطت حصيلة القتلى أول من أمس المائة قتيل سقطوا خلال اشتباكات شهدتها مناطق سورية عدة، انخفضت أمس حصيلة القتلى، وسقط نحو 20 قتيلا حتى السادسة من مساء أمس.

وأشارت المعارضة السورية إلى أن «قريتي عكو وإكبينة في ريف اللاذقية تعرضتا إلى قصف مروحي للجيش السوري، في ظل حملة اعتقالات وحركة نزوح للأهالي، وانقطاع شبه كامل للاتصالات». وتعرضت قرى عدة في منطقة جبل الأكراد لعمليات عسكرية من قبل قوات الأمن السورية، استخدمت فيها قذائف المدفعية، بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي، أعاق عملية نزوح الأهالي. وفي ريف دمشق، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها ديب الدمشقي قوله إن «مناطق الريف تشهد منذ أكثر من شهر تحليقا للمروحيات العسكرية، وهذا الأمر أصبح مألوفا للسكان». وقال: «بدأنا نسمع منذ نحو أسبوع تحليق المروحيات في سماء العاصمة نفسها»، مشيرا إلى أن «المروحيات العسكرية تقلع وتهبط من مطار المزة العسكري في العاصمة، ومن مطار عقربا في الريف».

كما قصفت قوات الجيش النظامي الجبل الشرقي بمحاذاة بلدة بلودان في ريف دمشق، وبحسب مصادر محلية «سمع صوت القصف بقوة بحيث اهتزت المنازل في المنطقة كلها» ولفتت المصادر إلى أن الزبداني البلد شهدت تدعيما للحواجز المتمركزة في البلدة وأطرافها بمدرعات بي إم بي ناقلات جند ودبابات، وشنت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة مضايا، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى هناك.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «تعزيزات أمنية أضيفت على الحواجز المنتشرة في مدينة حرستا في ريف دمشق»، وأفاد عن قيام «قوات الأمن» بتنفيذ «حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة في دمشق بحثا عن مطلوبين للسلطات الأمنية». كما تعرضت قرى بسيمة والخضرة والفيجة وكفير الزيت ودير مقرن ودير قانون الواقعة في وادي بردى في ريف دمشق لقصف وإطلاق نار عنيف».

وفي حمص، واصلت قوات الأمن السورية قصفها لأحياء المدينة، التي دوت انفجارات قوية فيها. وقالت «لجان التنسيق المحلية» إن «القوات السورية قصفت أحياء القرابيص وجورة الشياح بالمدفعية وقذائف الهاون»، وإن «قصفا صاروخيا عنيفا طال حي الخالدية وحي البياضة». وأكد ناشطون أن «دوي انفجارات سمعت في أحياء الصفصاف وباب الدريب».

وفي درعا، قال «المرصد السوري» إن «عشرات الحافلات والآليات العسكرية انتشرت في بلدة معربة وسط سماع إطلاق نار كثيف، ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في قرية تسيل وبلدة انخل»، فيما ذكرت «لجان التنسيق» أن «الجيش السوري اقتحم بالمدرعات بلدة غصم وسط إطلاق نار كثيف»، مشيرة إلى مقتل «شاب من بلدة نوى داخل المعتقل كانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلته قبل أسابيع».

وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «قوات الأمن والجيش السوري طوقت مدينة إنخل منذ ساعات الصباح الباكر، وشنت حملة مداهمات وتكسير وتخريب للمنازل والمحال التجارية، كما اقتحمت بلدة المعربة بعشرات الآليات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف».

وكانت مظاهرة خرجت صباح أمس في بلدة الصورة، دعا خلالها المتظاهرون إلى تسليح «الجيش الحر» في مواجهة جيش النظام، ورددوا شعارات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وجيشه.

وفي حماه، شنت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في الريف، بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية. وأسفرت الحملة عن اعتقال 5 مواطنين على الأقل. وأوضحت «لجان التنسيق» أن «حملة مداهمات شنتها قوى الأمن في حي الفراية، معززة بالمدرعات والمصفحات، وفي ظل انتشار كثيف لعناصر الأمن والشبيحة والقناصة في كل من أحياء الدباغة وضاحية أبي الفداء وحي الحوارنة».

وقال ناشطون إن «انفجارا قويا هز منطقة الحاضر في حماه، تبعه إطلاق نار كثيف من المجمع الطبي، كما قصف الجيش بالدبابات مدينة حلفايا، وسط تحليق مكثف للطيران في سماء المدينة». كما قال ناشط في حماه لوكالة رويترز إن «ما لا يقل عن 20 دبابة تتحرك إلى حيي الدباغة والمجايلي في وسط مدينة حماه». وفي الرستن الواقعة على الطريق السريع بين حمص وحماه، قال ناشط عصر أمس: «بدأوا قصف الرستن بكثافة الآن.. منذ نحو 20 دقيقة يستخدمون المدفعية».

كما قال ناشطون إن قوات الجيش النظامي قصفت بقذائف المورتر حي الخالدية، في الساعة السابعة من صباح أمس وسمع دوي انفجارات متلاحقة. وتواصل القصف على مدينتي القصير والرستن، وسقط في القصير نحو 7 قتلى، جراء تهدم منزلين على عائلتين هناك، وفي قلعة المضيق قامت قوات الأمن والشبيحة باقتحامها وشن عمليات دهم وتفتيش واسعة.

وفي ريف حلب قال ناشطون إن نحو 150 منزلا في بلدة مارع تم تهديمها بالكامل، كما تم تخريب عدد كبير من المحال التجارية من قبل قوات الأمن والجيش النظامي.

من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن تشييع جثامين 7 عسكريين من مشافي تشرين وزاهي أزرق وحلب العسكرية في دمشق واللاذقية وحلب، إلى مثاويهم الأخيرة، وقالت: إن «المجموعات الإرهابية المسلحة استهدفتهم أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وإدلب والحسكة وريف دمشق».

وأشارت إلى أن «ذوي الشهداء أكدوا ثقتهم بقدرة الشعب السوري على تجاوز الأزمة التي يمر بها الوطن عبر التمسك بالوحدة الوطنية مستنكرين أعمال القتل والإجرام التي تنفذها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمواطنين الأبرياء».