بعثة «موود» تتم أسبوعها الأول في سوريا.. دون أن يشعر بها أحد

الجيش الحر: مهمتها بدون جدوى.. وناشطون: لم نرهم إلا في وسائل الإعلام

TT

تنهي بعثة المراقبين الدوليين التي يترأسها الميجور جنرال النرويجي روبرت موود، أسبوعها الأول في سوريا من دون أن تحقق شيئا على الأرض أو يشعر بوجودها أحد، بل إن عدد الضحايا - بحسب إحصاءات دولية محايدة - شهد ازديادا خلال وجودها على الأراضي السورية، في وقت أكد فيه الجيش السوري الحر أن «مهمة هؤلاء المراقبين بلا جدوى، لأن النظام السوري لن يلتزم بأي هدنة أو وقف لإطلاق النار إلا إذا قضى على الثورة الشعبية».

وأعلن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أنه «لا وجود لهؤلاء المراقبين إلا في نقاط قليلة جدا، لأن حركتهم مقيدة من قبل قوات النظام»، وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «قبل خمسة أيام تقريبا صادفنا وجودهم في مدينة اللاذقية، وقبل وصولهم، قام النظام بإزالة الحواجز وكل المظاهر المسلحة، لكن ما إن أنهى المراقبون جولتهم داخل المدينة التي بدت فيها الحياة طبيعية، وغادروها، حتى عادت الحواجز والوجود العسكري إلى ما كان عليه».

وأكد الكردي أن «المراقبين ليست لديهم حرية التحرك، لأن النظام هو الذي يحركهم حسب إرادته، وهو من يحدد لهم النقاط التي يجب أن يزوروها»، واصفا مهمة المراقبين بـ«الكذبة الكبيرة، وكوفي أنان أضحى جزءا من هذه الكذبة، لأنه يصدق النظام السوري ووعوده».

وأضاف الكردي: «اليوم (أمس) حصل هجوم على منطقة جبل الأكراد في اللاذقية، وبدأت المروحيات تقصف المنطقة بشكل عنيف من السادسة صباحا وتستخدم القنابل العنقودية، فضلا عن دخول أرتال من الدبابات والمدرعات وأكثر من ألف عنصر من الجيش والأمن، لمواجهة ثلاثين عنصرا من الجيش الحر متمركزين في جرود هذه المنطقة»، معتبرا أن «ما يحدث يندى له جبين التاريخ».

وأشار الكردي إلى أن «المراقبين لن يصلوا إلى مكان (الضحايا)، لأن النظام لديه من الخبث والدهاء والمكر ما يمكنه من أن يكذب لسنوات على المجتمع الدولي.. كل الدول الغربية بما فيها أميركا وفرنسا والأمم المتحدة، تعرف أن النظام السوري يكذب ويراوغ، لكنهم غير قادرين على إزاحته، لأن الروس يقفون حجر عثرة في وجههم»، جازما بأن «النظام السوري لن يوقف العمليات العسكرية حتى لو راقبه كل العالم، لأنه نظام غدر وخيانة، وكلما حاولنا إبعاد الطائفية عن الصراع وعما يرتكبه من جرائم، نجده يمعن في زرع بذور الطائفية».

وسأل الكردي: «عندما نجد الطائفة العلوية تتعامل بحقد مع الطائفة السنية؛ ألا يعني ذلك إثارة للحرب الأهلية؟ وما معنى أن يهاجم المئات من العلويين بلدة سنية ويحرقوا المنازل وينتهبوها ويقتلوا شبابها، وماذا ستكون ردة الفعل؟»، مشددا على ضرورة أن «يقتنع العالم بأن لجنة المراقبين لن تحقق شيئا على الأرض، كما حصل مع بعثة المراقبين العرب، إنما المطلوب إجراءات رادعة».

إلى ذلك، أعلن الناشط الميداني في تنسيقية ثوار حمص جواد الحمصي، أن «أهالي حمص لم يعرفوا عن لجنة المراقبين الدوليين إلا بعض ما ذكر في وسائل الإعلام»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أيًّا من هؤلاء المراقبين لم يصل إلى حمص رغم أن المدينة تتعرض على مدى أسبوع لأعنف قصف، وتشهد تدميرا ممنهجا لما تبقى من منازلها وأبنيتها». وقال جواد: «نحن لا نحتاج إلى مراقبين لأن تجربة بعثة المراقبين العرب كانت مخيبة، وليس لدينا تفسير لإرسال المراقبين إلى سوريا إلا إعطاء المزيد من الوقت للنظام السوري ليستكمل أعمال القتل وارتكاب المجازر بحق الشعب الأعزل». وتساءل: «هل سمح النظام للصليب الأحمر بالدخول إلى حمص وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية وإجلاء المصابين ورفع الجثث من الشوارع قبل أن يسمح بدخول مراقبين دوليين؟».