لا تطورات في عمل الصليب الأحمر والدخول إلى السجون ينتظر موافقة النظام

الناطقة باسم اللجنة في دمشق لـ «الشرق الأوسط»: المباحثات مستمرة.. ونأمل التوصل إلى نتائج إيجابية قريبا

TT

بعد أسبوع على زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى سوريا وإجرائه مباحثات مع مسؤولين سوريين، أعلن بعدها التوصل إلى اتفاق مع السلطات على تفعيل عمل اللجنة التي تطالب بوقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية في المناطق، إضافة إلى توسيع دائرة زيارة أماكن الاحتجاز تبدأ من سجن حلب المركزي، يبدو واضحا أن هذه النتائج لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، ولم يطرأ على عمل فريق الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري أي تطورات إيجابية.

وأكدت رباب الرفاعي، الناطقة باسم لجنة الصليب الأحمر في دمشق، غياب أي تطورات للأوضاع.. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن عمل الفريق لم يشهد أي تطورات واضحة خلال هذا الأسبوع، لكن الأعمال الإنسانية التي كان يقوم بها لا تزال مستمرة في معظم المناطق السورية».

وأضافت «نعمل بشكل دوري على إعادة تقويم الوضع الإنساني والاحتياجات في كل المناطق، مع الأخذ بعين الاعتبار حرصنا على سلامة الفريق وعدم تعريضه للخطر والمجازفة بحياته في المناطق التي تشهد قتالا، وعملنا حاليا يرتكز على مناطق حمص، بعدما كان في الأشهر الماضية في درعا وريف دمشق وحلب».

وفي ما يتعلق بالاتفاق الذي توصل إليه كيلنبرغر بشأن وقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية، لفتت الرفاعي إلى أن «آلية العمل التي اتفق عليها مع السلطات السورية ترتكز على طلب وقف إطلاق النار عند الحاجة وفي الحالات القصوى التي يصعب خلالها الوصول إلى المناطق، حيث يتطلب منا إجلاء الجرحى والمصابين، وخلال الأسبوع الماضي لم نصل إلى هذه المرحلة، وبالتالي لم يتم الطلب لتنفيذ هدنة إنسانية، واستطعنا إلى حد ما القيام بعملنا». وأرجعت الأمر إلى نزوح العائلات من المناطق التي تشهد قتالا إلى مناطق أكثر هدوءا، الأمر الذي يسهل الوصول إليهم لتقديم المساعدات.

وعن خطة زيارة السجون التي كان من المفترض أن تبدأ من سجن حلب المركزي، أشارت الرفاعي إلى أن المباحثات بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية لا تزال مستمرة، رافضة الإفصاح عن المعوقات التي تحول حتى الآن دون إمكانية الدخول إلى السجون، على اعتبار أن هذه المباحثات سرية، آملة التوصل إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب وتوسيع دائرة الزيارات إلى أكبر عدد من السجون، بعدما كانت اقتصرت حتى الآن على سجن دمشق المركزي في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأكدت الرفاعي، أن عمل فريق اللجنة في السجون يتم من خلال إجراء مقابلات شخصية مع المحتجزين وتقديم تقارير فقط في ما بعد إلى الجهة المحتجزة بهدف تحسين الأوضاع داخل السجون.

وأضافت أن الاحتياجات لدى العائلات السورية في تزايد مستمر، وهذا ما يجعل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تطلب توسيع نطاق أنشطتها، ولا سيما تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة.

في المقابل، اعتبر عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري، أن المحادثات التي أجراها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي مع السلطات السورية «كانت عقيمة والنتائج التي أعلنت بعد اللقاء ليست إلا كلاما، ولم تعكس أي تغير ملحوظ في مهمة فريق لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر على الأرض. ولا يزال عملهم يقتصر على توزيع المساعدات الغذائية والاحتياجات إلى العائلات في البلدات التي تشهد هدوءا، في ظل عدم السماح لهم للدخول إلى المناطق الساخنة، والتي تواجه حصارا من قبل قوات النظام ورفضه السماح لهم بالدخول إليها لإجلاء الجرحى والمرضى، وحتى إيصال المساعدات الطبية».

ولفت إدلبي إلى أن جثث القتلى في ساحة حمص القديمة وشارع أبو العوف في حي باب هوت وجورة الشياح في حمص، لا تزال على الأرض منذ 15 يوما من دون أن يتمكن الناشطون من إخراجها بسبب كثافة إطلاق النار وعمليات القنص، وحتى في هذه الحالة لم يتمكن الصليب الأحمر من القيام بالمهمة، سائلا «إذا لم يتم تطبيق اتفاق الهدنة الإنسانية ويسمح للصليب الأحمر بإخراج القتلى في وضع كهذا، فمتى إذن وكيف يكون عمل المنظمات الإنسانية؟».

وأشار إدلبي إلى أن الوضع في السجون مأساوي للغاية، واصفا إياه بـ«الأمكنة التي نستقبل منها الشهداء»، إما بسبب الإهمال الطبي وإما بسبب التعذيب، وأنه لم يتمكن لا الصليب الأحمر ولا أي منظمات إنسانية أخرى من الدخول إليها والعمل على تحسين الأوضاع فيها، مضيفا «ليس سجن حمص المركزي إلا مثالا عن هذا الواقع، فهو يتسع فقط لـ700 شخص، بينما يحجز فيه 4200 معتقل، يعانون الإهمال الغذائي والطبي ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، والوضع نفسه هو في سجن الحسكة المركزي وحلب المركزي». وناشد إدلبي المنظمات الإنسانية والدولية العمل على إجبار النظام السوري للإيفاء بوعوده، معتبرا أن الأهم هو معالجة الأسباب وليس النتائج، وبالتالي إطلاق سراح المعتقلين.