اليمن: عشرات القتلى من «أنصار الشريعة» وانسحابهم من ضواحي لودر

الميسري لـ «الشرق الأوسط» : «القاعدة» تلقت ضربة موجعة في المدينة ولدينا أسرى منهم

TT

استمرت، أمس، في اليمن ولليوم الثالث على التوالي المواجهات المسلحة في مديرية لودر بمحافظة أبين بجنوب اليمن، بين القوات الحكومية المسنودة من أبناء المديرية، ومسلحي تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة المتشدد، وقد قتل عدد غير قليل من الجانبين. وقال أحمد الميسري، عضو اللجنة العامة ومحافظ أبين السابق، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، «هاجمت (القاعدة) قبل يومين مدينة لودر بأعداد كبيرة ومن جنسيات مختلفة، واندلعت معارك شرسة، وسيطروا على إحدى الوحدات المرابطة على أحد مداخل المدينة، واستمرت المعارك، وتصدى لهم أبناء لودر الذين انضووا تحت مسمى (ملتقى شباب لودر) مع القوة المرابطة حول مقر قيادة اللواء 111 الموجودة قرب المدينة التي التحمت بالمواطنين وسلحتهم، مع مشاركة بالمدفعية من قبل لواء في الحرس الجمهوري في عقبة ثرة»، وقال الميسري «كان الضغط شديدا خلال اليومين الماضيين، غير أنني أؤكد لك أن ما يسمى (أنصار الشريعة) قد تم دحرهم تماما وحق الهجوم الذي قام به أكثر من خمسمائة عنصر من هذه الجماعة من كل الجنسيات»، وأضاف: «تم قتل أعداد كبيرة منهم، وأعتقد أنهم أخطأوا التقدير بمهاجمتهم لودر»، وأكد الميسري «وجود قتلى سعوديين وصوماليين بين المهاجمين ومن القيادات»، وذكر الميسري أن مقاتلي «(ملتقى شباب لودر) والقوات الحكومية لم يتلقوا أي دعم في هذه المعركة بالذات من الطيران الأميركي وأن القوة كانت يمنية خالصة»، وأكد المسيري مقتل ما «يزيد على 200 من عناصر (أنصار الشريعة) التي لاذ الهاربون من أنصارها بالفرار جهة منطقة الوضيع» بينما ذكرت مصادر محلية في لودر لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحي «القاعدة» حاولوا الاستيلاء على عدة مبان حكومية في المدينة في هجمات متتالية نفذت من أكثر من اتجاه، بينها مبنى مؤسسة الكهرباء المحلية، وأن مسلحي اللجان الشعبية أو «ملتقى شباب لودر» تمكنوا من أسر 19 من المسلحين المهاجمين، في حين أعلنت السلطات اليمنية عن مقتل 15 من المسلحين المدنيين المدافعين عن المدينة.

وذكرت مصادر حكومية أن اثنين من القيادات البارزة في «القاعدة» بمحافظة أبين، قتلا في المواجهات التي دارت أمس، وهما: عماد المنشبي ودارديش أحمد محمد طاهر، إضافة إلى مقتل عناصر أخرى في أطراف المدينة، التي تمكن المقاتلون المدنيون فيها من طرد مسلحي «أنصار الشريعة» من منطقة وموقع جبل «يوسف» العسكري الجبلي واستعادة السيطرة عليه.

وأشارت المصادر الخاصة إلى قيام الطيران الحربي اليمني بتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية المدرعة التي استخدمتها عناصر «القاعدة» في قصف مدينة لودر بعد أن استولوا عليها من الثكنات العسكرية التي نفذوا هجمات عليها. وتذكر المصادر أن المسلحين المهاجمين يحاولون إحكام الحصار على المدينة ومنع دخول الإمدادات إليها، سواء من المواد الغذائية أو العتاد العسكري العادي، حيث يقاتل شباب ملتقى لودر بالأسلحة التقليدية (الكلاشنيكوف) وما تيسر من العتاد العسكري، في ظل إصرار من المواطنين على عدم تسليم المدينة لعناصر «القاعدة» والاستبسال في الدفاع عنها.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها على شبكة الإنترنت إن «أبطال القوات المسلحة من اللواء 111 مشاة والحرس الجمهوري ومعهم اللجان الشعبية وأبناء محافظة أبين، وجهوا ضربات موجعة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة خلال الساعات الماضية في مديرية لودر بمحافظة أبين». وأضافت الوزارة، نقلا عن مصدر محلي، أن «عددا من قيادات وعناصر التنظيم، بينهم سعوديون وصوماليون وباكستانيون، لقوا مصرعهم في قصف مدفعي بمنطقة زارة ومناطق أخرى وبغارات جوية استهدفت تجمعا لهم في منطقة (أم عين)، وتم تدمير عدة نقاط وأوكار للإرهابيين كانوا قد استحدثوها على طريق لودر - مكيراس وإعادة فتح الطريق»، وأن «أبطال القوات المسلحة ومعهم أبناء محافظة أبين يواصلون تسطير ملحمتهم البطولية في التصدي للإرهابيين ودحرهم من المواقع التي كانوا قد وصلوا إليها بهدف السيطرة على مدينة لودر».

ويسيطر مسلحو تنظيم القاعدة على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وعدد آخر من المدن منذ عدة أشهر، ويحاولون، السيطرة على مدن أخرى في محافظات: عدن، لحج والبيضاء.