مواجهات دامية بين قوات الجيش ومواطنين غاضبين بالسلوم تسفر عن مقتل 3 وإصابة العشرات

أدت إلى احتراق مبنى الاستخبارات العسكرية وعطلت العمل بالمعبر الحدودي

TT

واصل المئات من أهالي مدينة السلوم الحدودية قطع الطريق الدولي بين مصر وليبيا بعد يوم من اندلاع الاشتباكات العنيفة التي نشبت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل 3 مواطنين وإصابة نحو 4، وفقا لمصادر طبية في محافظة مطروح التابعة لها مدينة السلوم، بالإضافة إلى قيام المواطنين الغاضبين بإحراق مبنى الاستخبارات العسكرية بالمدينة اعتراضا على قتل ذويهم، وبينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الاضطرابات اندلعت عقب اتخاذ إجراءات تنفيذ قرار منع تجارة الترانزيت عبر منفذ السلوم للحد من أعمال التهريب، يقول مواطنون من السلوم إن الأزمة تعود إلى قيام ضباط الجيش المصري بإساءة معاملتهم لوقت طويل، بالإضافة إلى تهميش التنمية في المدينة. وأسفرت المواجهات عن توقف العمل بالمعبر الحدودي بين البلدين وتكدس عشرات الشاحنات بالمعبر.

وبينما أكدت الوكالة الرسمية للدولة أن 11 من عناصر الجيش أصيبوا في الاشتباكات، قال مصدر مسؤول، رفض ذكر اسمه، في مستشفى مطروح العام، والتي تتبعها مدينة السلوم إداريا، إن عدد القتلى في صفوف المواطنين بلغ 3 أفراد و4 مصابين، قضوا بالرصاص الحي، وقال المصدر «لم تطلب منا السلطات في السلوم أي مساعدات طبية.. كل ما طلبوه إمدادهم بالمياه.. وهو ما تم».

واندلعت الاشتباكات عقب اتخاذ السلطات المصرية لإجراءات تنفيذ قرار منع تجارة الترانزيت عبر منفذ السلوم للحد من أعمال التهريب التي أصبحت ظاهرة تؤثر سلبا على الاقتصاد، وهو ما تلاه قيام المواطنين العاملين في هذه التجارة بأعمال عنف ضد عناصر القوات المسلحة القائمة بتأمين منفذ السلوم، مستخدمين في ذلك بنادق خرطوش وزجاجات المولوتوف، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية، لكن المواطنين يقولون إن الأزمة تعود إلى إساءة ضباط الجيش معاملة سائق وتعذيبه أمام المواطنين بشكل مهين.

وقال مواطن يدعى خليل لـ«الشرق الأوسط»: «ضباط الجيش انتهكوا كرامة سائق بشكل لا تسمح به تقاليدنا وأعرافنا». وأسفرت المواجهات عن احتراق مبنى الاستخبارات العسكرية بعد مهاجمة المواطنين الغاضبين له، وأمام الغضب الشعبي انسحبت قوات الجيش من المدينة إلى أعلى الهضبة التي تضم المعبر الحدودي بين مصر وليبيا، وقالت مصادر إن قوات الجيش استقرت في معسكراتها حاليا تفاديا للاشتباك مع المواطنين.

وأفادت مصادر، رفضت الكشف عن هويتها، بأن الأهالي استخدموا الأسلحة في مواجهة الجيش، مما أسفر عن سقوط جندي قتيل وآخر مصاب في صفوف الجنود، وقال المصدر «الأهالي استخدموا الأسلحة الآلية في مواجهة الجيش». وقالت مصادر أمنية إن تعزيزات عسكرية في طريقها من الإسكندرية للسلوم للسيطرة على الوضع هناك، كما نفى مصدر مسؤول استقالة اللواء طه السيد، محافظ مطروح، من منصبه، مؤكدا أنه لا يزال يباشر مهام عمله. وقال خالد ناصف (30 عاما) عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط»: إن «الأزمة تعود بالأساس للتعامل العنيف من قبل الجيش للمواطنين»، مضيفا، أثناء مشاركته في قطع الطريق الدولي، «لا أحد يهتم بأمرنا.. الجيش يشرب مياها عذبة ونحن نشرب مياها مالحة من البحر.. هذا غير المعاملة السيئة الدائمة»، قبل أن يضيف بتحد «سنواصل قطع الطريق حتى يتم تقديم المسؤولين عن قتل شبابنا للمحاكمة فورا».

وقالت مصادر إن الأزمة في طريقها للحل عبر توسط عدد من مشايخ القبائل البدوية في المنطقة، خاصة من قبائل أولاد علي.

ويعتقد أيمن شويقي، القيادي الحقوقي بمحافظة مطروح، أن منطقة السلوم تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية بالغة وتفتقد للتنمية، وقال شويقي «حل الأزمة الحالية سيتم عبر تقديم الجنود المسؤولين عن قتل شبابنا إلى محاكمة عبر (لجنة الشرع) وقبول الدية عنه بحكم أنه قتل عن طريق الخطأ». وأضاف شويقي «الحل الدائم هو تنمية المنطقة».