ناشطون: السلطات السورية أفرجت عن «ذات الرداء الأحمر»

رامي جراح لـ «الشرق الأوسط»: المنطق يقول إن «دالي» لم تتعرض للتعذيب

TT

أكد ناشطون سوريون أمس خبر الإفراج عن المواطنة السورية ريما دالي، التي تم اعتقالها قبل يومين أمام البرلمان السوري في العاصمة السورية دمشق، بعد أن عبرت عن غضبها برفع لافتة قالت فيها: «أوقفوا القتل.. نريد أن نبني وطنا لكل السوريين»، وهو ما كلفها اعتقالها برفقة عدد من الناشطين والمارة الذين دافعوا عنها، ورغم الإفراج عن مجموعة الشباب الذين دافعوا عنها، فإن ريما ظلت حبيسة في أحد أفرع الاستخبارات الأمنية في دمشق قبل أن يتم الإفراج عنها ظهر أمس.

لكن ناشطين آخرين قالوا إنه تم الإفراج عنها مساء أول من أمس وليس ظهر أمس. وأكدت المصادر أن ريما، 33 عاما، التي أبهرت العالم بموقفها الاحتجاجي اللاعنيف، تتمتع بصحة جيدة. وبين القاهرة ودمشق، شهدت الساعات الماضية تضاربا حول موعد الإفراج عن ريما، التي اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بـ«صاحبة الرداء الأحمر» الذي ارتدته أثناء وقفتها الجريئة، فبينما كان الناشطون في القاهرة يؤكدون الإفراج عنها، كان الناشطون في الداخل السوري ينفون ذلك باستماتة، ذلك حتى أكدت هاجر الخطيب، وهو اسم مستعار لناشطة سورية وصديقة مقربة من ريما، أن الأمن السوري أفرج عن ريما ظهر أمس الأربعاء، وأنها عادت إلى منزلها، وهو ما تبعته تأكيدات من ناشطين آخرين أن ريما تم الإفراج عنها.

وخلال الساعات الماضية، عبر العديد من الناشطين عن مخاوفهم من تعرض ريما للتعذيب في مقر احتجازها لإجبارها على الاعتراف بانتمائها إلى خلايا إرهابية.

وأوضحت الخطيب في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «عشنا ساعات من الرعب على مصير ريما.. السلطات السورية لا تتردد في إيذاء أحد»، مضيفة، بعد أن أخذت نفسا عميقا: «لكنها بخير الآن».

وقال رامي جراح، مؤسس «رابطة أخبار الناشطين»، إن المنطق يقول إنها لم تتعرض للتعذيب، وأضاف جراح: «هي شخصية معروفة والعالم عرف عن اعتقالها من حملة الإفراج عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يمكن لهم تعذيبها أو انتهاكها حتى لا يتم فضحه»، موضحا أن معلوماته تفيد أنه أفرج عنها مساء الثلاثاء.

وتبلغ ريما من العمر 33 عاما، وهي غير متزوجة، وتنحدر من مدينة اللاذقية الشاطئية في شمال سوريا، ودرست الحقوق في جامعة حلب، ثم انتقلت للعمل في دمشق لحساب مشروع مشترك بين الأمانة السورية العامة للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) تحت اسم «NGO Platform»، وهو برنامج يساعد منظمات المجتمع المدني.

وأفادت الخطيب أن ريما تؤمن بالنضال السلمي وموقفها كان دوما ضد استخدام العنف من قبل الجميع. وقالت: «ريما كانت زميلتي بمشروع الأمم المتحدة.. كانت دوما جريئة وشجاعة»، وأضافت: «آخر مرة تحدثت مع ريما كان قبل شهر من اعتقالها.. كانت في حالة نفسية جيدة، ولكنها كانت مستاءة من شلال الدم الذي يضرب سوريا»، ثم تابعت: «قالت لي إنها عازمة على فعل شيء يدعم النضال السلمي ضد القتل في سوريا».

بعدها بأسابيع، شاركت ريما ضمن مجموعة من المتظاهرين السلميين أمام مبنى البرلمان السوري في مظاهرة اعتراضا على العنف الدائر في أرجاء سوريا منذ ما يزيد على عام.

وتقول الخطيب، التي هربت من سوريا بسبب مطاردة السلطات السورية لها: «ريما كانت تحاول إقناعي وآخرين بالعودة إلى سوريا مرة أخرى.. كانت تقول لنا إن سوريا تريد توحيد مجهودنا لوقف القتل».

ويقول مواطنون سوريون في الداخل السوري إن النظام السوري يرتكب تجاوزات بحق النساء مثل الاغتصاب بحق الناشطات والمعتقلات، كما تقول الأمم المتحدة إن نحو 10 آلاف مواطن قضوا خلال عام من الثورة.