كوريا الشمالية ترفض دعوات الخارج لها بالامتناع عن إطلاق صاروخها

واشنطن تحاول إغراء بيونغ يانغ بـ«مستقبل سلمي».. وطوكيو تشكل خلية أزمة

TT

أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها بدأت تزود بالوقود صاروخها الذي بات إطلاقه وشيكا على ما يبدو، متجاهلة إدانة المجموعة الدولية ودعوة واشنطن للتخلي عنه في مقابل «مستقبل سلمي» لشعبها المعوز. ومن المقرر أن ينطلق «أونها - 3» من مركز «تونغشانغ - ري» (شمالي غرب) الفضائي بين اليوم الخميس والاثنين المقبل، ليضع في المدار قمرا صناعيا للمراقبة الأرضية.

ويؤكد النظام الكوري الشمالي أن القمر الصناعي مخصص للاستخدام المدني، لكن الولايات المتحدة وحليفيها الكوري الجنوبي والياباني تتهم بيونغ يانع بأنها تعد في الواقع لتجربة صاروخ باليستي. وتدين روسيا أيضا هذا المشروع، فيما أعربت الصين، الحليف الوحيد الكبير لبيونغ يانغ عن هواجسها ودعت إلى ضبط النفس.

وأعلن النظام الكوري الشمالي أمس صراحة أنه يرفض تلبية دعوات الخارج. وقال بيك شانغ، وهو مدير معهد مراقبة الأقمار الاصطناعية في ضاحية بيونغ يانغ: «بدأنا ضخ الوقود الآن»، مضيفا أن ملء الخزانات بالوقود «سينتهي قريبا». وتابع بيك أن موعد الإطلاق «يقرره المسؤولون».

وشكلت الحكومة اليابانية أمس خلية أزمة لمواجهة الإطلاق الوشيك للصاروخ الكوري الشمالي، لكنها واصلت دعوة بيونغ يانع إلى التراجع عن عملية الإطلاق المثيرة للجدل. وقد خصص مكتب في مقر رئيس الوزراء لمجموعة من الموظفين والخبراء من أجل جمع المعلومات وتحليلها في الأيام المقبلة. وأقامت وزارة الخارجية اليابانية أيضا في مكاتبها بطوكيو مركزا خاصا لإدارة الوضع الكوري الشمالي، مشيرة إلى «ازدياد إمكانية إطلاق كوريا الشمالية صاروخا تقول إنه (منصة لقمر صناعي) ابتداء من (اليوم) الخميس». وعلى غرار كوريا الجنوبية، استعدت اليابان التي تطرقت إلى إمكان سقوط الصاروخ أو حطامه على أراضيها، إلى مسألة إسقاطه إذا اقتضت الضرورة.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كوريا الشمالية إلى التخلي عن إطلاق صاروخها إذا ما كانت تريد «مستقبلا يسوده السلام». وقالت كلينتون في واشنطن أول من أمس: «نجري مشاورات حثيثة (مع شركائنا) وفي الأمم المتحدة في نيويورك وسنقوم بالمساعي التي يتعين القيام بها. إذا كانت كوريا الشمالية تأمل في مستقبل يسوده السلام، وملائم لشعبها، يتعين عليها الامتناع عن إجراء عملية إطلاق جديدة تشكل تهديدا للأمن الإقليمي». ولم تتمكن كوريا الشمالية حتى الآن من وضع قمر صناعي في المدار، على رغم محاولتين في 1998 و2009. ومحاولة 2009 تلتها محاولة نووية، ويعتقد الخبراء أن بيونغ يانغ يمكنها سريعا إجراء محاولة ثالثة. لكن السلطات الكورية الشمالية تقول إنها لا تخفي شيئا ودعت في هذا الصدد عشرات الصحافيين الأجانب إلى زيارة المركز الفضائي في «تونغشانغ - ري». ودعتهم أيضا أمس إلى زيارة مركز مراقبة الأقمار الصناعية المحاط بتدابير أمنية مشددة في الضاحية الشمالية لبيونغ يانغ. وداخل المركز، يعمل 16 تقنيا من الرجال والنساء بستراتهم البيضاء حول شاشات أجهزة الكومبيوتر. وتبث شاشة عملاقة ما قال مسؤولون رسميون إنه صور مباشرة لصاروخ يبلغ ارتفاعه 30 مترا على أهبة الإطلاق. واعتبر خبراء أجانب أيضا أن تجهيزات المركز بدائية جدا مقارنة بالتكنولوجيا الروسية أو الغربية.