وزيرة الخارجية الأميركية تلقي بمسؤولية بقاء الأسد في الحكم على المساندة الروسية له

كلينتون تناقش الأزمة السورية مع لافروف

TT

احتل الملف السوري صدارة المناقشات في اجتماعات دول الـ8 التي بدأت في واشنطن أمس وتستمر لمدة يومين، حيث تتزايد الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات دولية بسبب المخاوف الأمنية حول الأزمة السورية والشكوك حول الالتزام بخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف القتال والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية للسوريين.

وأوضح مسؤول بالخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستجتمع اليوم مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات دول الـ8 لبحث موقف روسيا من دعم النظام السوري، ومدى التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار، وفقا لخطة أنان ذات النقاط الـ6 والخطوات القادمة لمساعدة الشعب السوري، إضافة إلى موقف روسيا في الأمم المتحدة، حيث أعاقت روسيا إصدار أي قرار في الأمم المتحدة يزيد الضغوط على النظام السوري. وكانت كلينتون قد ألقت مسؤولية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم إلى الآن على المساندة التي تقدمها له روسيا. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها أمام الأكاديمية البحرية الحربية بمدينة أنابوليس بولاية ميريلاند مساء أول من أمس: «رفض روسيا الانضمام إلينا في اتخاذ إجراءات بناءة يسمح للأسد بالبقاء في الحكم، وهو (الأسد) مسلح بشكل جيد ويمتلك إمكانيات لتجاهل مطالب شعبه وإقليمه والعالم». ولفتت كلينتون إلى مخاطر اشتعال حرب أهلية في سوريا، وأشارت إلى أنها ستحاول إقناع نظيرها الروسي لافروف باتخاذ قرارات تسمح بوصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وقالت كلينتون إنها تتوقع أياما صعبة في محاولة لتحديد اتجاه روسيا إذا ما سعى مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار حاسم حول سوريا.

وكان من المرتقب أن يعقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لقاء عبر دائرة تلفزيونية مع نظرائه من وزراء خارجية مجموعة الـ8 للتشاور حول أوضاع السوريين عند الحدود التركية السورية وموقف بلاده من الأزمة السورية.

وقال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه في تصريحات صحافية قبيل بدء الاجتماعات إن باريس تصر على أن صباح اليوم هو موعد انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار في سوريا، وإنه يجب على الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجتمع الدولي النظر في التدابير الجديدة التي قد تكون ضرورية لوضع حد للعنف وبدء حوار سياسي.

واستقبلت كلينتون وزراء خارجية مجموعة الـ8 ظهر أمس في مبنى «بلير هاوس» للضيوف الرسميين، حيث عقدوا اجتماعا للمجموعة مساء أمس استعدادا لقمة مجموعة الـ8 التي تستضيفها الولايات المتحدة في كامب ديفيد يومي 18 و19 مايو (أيار) المقبل ويشارك فيها رؤساء دول مجموعة الـ8، من بينهم فلاديمير بوتين الرئيس الجديد لروسيا. وتضم مجموعة الـ8 كلا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وروسيا.

وأشار محللون إلى عدم وجود أية مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة أو تركيا أو جهات أخرى تفكر في التدخل بصورة مباشرة في سوريا واستخدام القوة كما حدث في الوضع الليبي، وتدور المحادثات وفقا للمحللين ما بين فكرة تسليح المعارضة السورية ودعمهم سياسيا، وبين الدفع بقوة متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في سوريا، خصوصا أن تلك القوة لن تعد تدخلا أجنبيا وانتهاكا لسيادة الأراضي السورية وإنما أداة لحفظ السلام، وهو حل لا يسعى لتغيير النظام كما تصر روسيا.

وتحمل أجندة الاجتماع مناقشة الأزمة السورية وخطط كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ الأسبوع المقبل لإرسال قمر اصطناعي إلى المدار، بينما تعتبره واشنطن وحلفاؤها اختبارا منها لإطلاق صاروخ بالسيتي. وقد حذرت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الياباني أول من أمس من الاستفزازات التي تقول بها كوريا الشمالية، وطالبت بتوقف هذه التجارب حفاظا على الأمن والاستقرار، بينما أكد وزير الخارجية الياباني كويشيرو جامبا أن اجتماع مجموعة الـ8 سيوجه رسالة قوية جدا حول كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية قد وافقت في أواخر فبراير (شباط) الماضي على تعليق برنامجها لليورانيوم جنبا إلى جنب مع التجارب النووية وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى مقابل الحصول على مساعدات غذائية ضخمة من الولايات المتحدة.

ويحتل الملف النووي الإيراني جانبا هاما من المناقشات، خصوصا قبل موعد استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة الـ5+1 التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تبدأ في إسطنبول السبت المقبل. كما يناقش الاجتماع القضية الفلسطينية الإسرائيلية، حيث يشار وزير الخارجية الروسي في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تتألف من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتتطرق المحادثات إلى قضايا الإرهاب في المنطقة وانتشار تهريب الأسلحة والوضع في أفغانستان.

وبحث مسؤولون من الدول الـ8 أمس بنود البيان الختامي للوزراء، المتوقع إصداره اليوم والذي من المتوقع أن يشمل رسالة واضحة حول سوريا وأهمية وقف عمليات القتال فيها.