السلطات السورية تعلن تسليم مسلحين أنفسهم وأسلحتهم والمعارضة تنفي

«الجيش الحر» والثوار يعتبرون إلقاء السلاح انتحارا كاملا

سوري يرفع علم الاستقلال رغم الحصار الأمني الشديد على دمشق (أوغاريت)
TT

ما إن دخلت مهلة وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، حتى أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن المسلّحين «بدأوا تسليم أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة». وهو ما نفاه الجيش السوري الحر وتنسيقيات الثورة على الأرض، الذين أكدوا أن «إلقاء السلاح هو انتحار، وأن حصول ذلك هو من سابع المستحيلات».

فقد نقلت «سانا» عن مصدر رسمي سوري، أن «خمسة وسبعين شخصا من حرستا وستة أشخاص من بلدة زبدين بالمليحة وأربعة وخمسين من قرية الجبة بريف دمشق وخمسة وعشرين آخرين من الحفة باللاذقية، سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة للعودة إلى حياتهم الطبيعية». وأشار المصدر السوري إلى أن «الذين سلموا أنفسهم تعهدوا بعدم العودة إلى حمل السلاح والتخريب واللجوء إلى كل ما من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الوطن».

وسارع ضابط كبير في «الجيش السوري الحر» إلى نفي هذه المعلومات، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات التي تطلقها أجهزة استخبارات بشار الأسد، ما هي إلا شائعات هدفها التأثير على الروح المعنوية لعناصرنا وللثوار الموجودين على الأرض». وقال الضابط «أجزم بأن أي عنصر من الجيش الحر ومن الثوار لم يسلّم نفسه أو سلاحه، والحقيقة أن أجهزة المخابرات تعتقل المدنيين الذين يمرون على الحواجز، وترغمهم على الظهور على شاشة التلفزيون التابع لنظام الأسد ليعلنوا أنهم مسلحون ألقوا السلاح وأعلنوا التوبة».

وأضاف الضابط «في منطقة اللطامنة في حماه أجبرت أجهزة المخابرات السكان أن يعلنوا أن من ارتكب المجازر في منطقتهم هو الجيش الحر، ولما رفضوا ما كان من عصابات المخابرات إلا أن أمروا ضابطا في الجيش أن يوجه مدفع دبابته على التجمع ويقصفه، فسقط عدد منهم نحسبهم شهداء عند الله».

بدورها نفت التنسيقيات ومجالس الثوار الرواية السورية الرسمية جملة وتفصيلا، وأكد قيادي في مجلس الثوار في مدينة حمص، طالبا استخدام اسم أبو عمر المقدم لتعريفه، أن «تسليم الثوار لأنفسهم وأسلحتهم هو بمثابة انتحار كامل، لأن النوايا الحسنة غير موجودة عند هذا النظام».

وقال أبو عمر لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان الذين اعتقلوا في مظاهرات سلمية ما زالوا مفقودين وربما أعدموا، فما بالك بمن يحمل السلاح ويواجه قوات الأمن والشبيحة، لذلك فإن إلقاء السلاح من سابع المستحيلات، وهو أقرب إلى الأحلام، ولن يحصل قبل إسقاط هذا النظام». وسأل «كيف نأمن جانب هذه العصابة التي كلّما مرّ يوم اكتشفنا هول جرائمها ومجازرها؟، وهل يعقل أن من انتهك الحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعاث خرابا وتدميرا للمساجد والكنائس، يمكن أن نأمن جانبه بعد كل ما حصل؟».

مشيرا إلى أن «الجيش الحر بعد أن استعاد السيطرة على حي دير بعلبة أمس (الأول) اكتشف مجزرة جديدة قتل فيها جيش النظام ما يزيد على ستين شخصا من عائلتين أو ثلاثة وكلّهم من الأطفال والنساء والعجّز، الذين لا ذنب لهم، وهو أقدم على ذبحهم كالنعاج». موضحا أن «من يريد حفظ الأمن والسلم في البلد لا يقدم على تدمير مناطق بكاملها». مؤكدا أنه «خلال الأسبوع الذي سبق إعلان النظام وقف إطلاق النار، أقدمت قوات الأسد على تدمير مناطق عن بكرة أبيها، وهي أحياء الخالدية، ديربعلبة، البياضة، جورة الشياح والأرابيص في حمص، وحوّلها إلى أكوام من الركام».

وأوضح أبو عمر أن «وقف إطلاق النار هو شكلي، فالجيش النظامي أوقف إطلاق الهاون والصواريخ، لكن الأسلحة المتوسطة والخفيفة لم تصمت أبدا، كما أن القناصة ما زالت تمشط الشوارع والأحياء لإبقاء حظر التجوال قائما وللحؤول دون انطلاق المظاهرات».