مظاهرات متفرقة أمس والتحدي اليوم في جمعة «ثورة لكل السوريين»

المجلس الوطني يدعو للتظاهر ويحث المجتمع الدولي على توفير وسائل حماية

TT

لبى السوريون في معظم أنحاء سوريا الدعوة للتظاهر التي أطلقها المجلس الوطني السوري صبيحة أمس الذي كان من المفترض أن يشهد وقفا لإطلاق النار تطبيقا لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان. وخرج المئات في مظاهرات متفرقة بالمحافظات كافة، خاصة في ريف دمشق وحمص والرقة وإدلب. فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن أي مظاهرة يجب أن تحصل على «ترخيص من الجهات المختصة»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس.

وذكرت الوكالة أن «وزارة الداخلية تدعو المواطنين إلى التقيد بالقانون الناظم (المنظم لحق التظاهر السلمي)، وعدم التظاهر إلا بعد الحصول على ترخيص من الجهات المختصة.. حرصا على ضمان سلامة المواطنين وممارسة هذا الحق بشكل حضاري». وكان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون دعا السوريين إلى التظاهر بعد وقف إطلاق النار في سوريا، وطالب الدول الداعمة لخطة كوفي أنان بتأمين وسائل حماية الشعب في هذه المظاهرات. وقال غليون لوكالة الصحافة الفرنسية: «ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه، والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة أنان»، وأضاف أن «التظاهر حق مطلق للشعب السوري، لأنه لا قيمة لوقف إطلاق النار إلا بسبب سماحه للشعب بالتظاهر». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من مظاهرة خرجت أمس في البلدات والمدن السورية وبالتحديد في درعا وريف إدلب وريف دمشق وحلب في ظل استمرار وجود الدبابات في الشوارع وانتشار الحواجز بين المناطق والقرى».

بدوره، تحدث ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي عن خروج مظاهرات «وبشكل مكثف يوم أمس، تعرضت جميعها لإطلاق نار؛ إما بشكل مباشر، وإما في الهواء، لتفريق المتظاهرين». وحتى الساعة السادسة من مساء أمس أحصت لجان التنسيق، وبحسب إدلبي، «خروج 6 مظاهرات في محافظة الرقة، و7 في دير الزور، كما خرجت مظاهرات في كل مناطق ريف دمشق دون استثناء، ومظاهرات في حمص، وفي حلب، وفي الشام وإدلب».

وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد وجهنا دعوات للناشطين وللقيمين على التنسيقيات المحلية بتكثيف المظاهرات وجعل اليوم الجمعة يوم تظاهر كثيف»، موضحا أن «لجان التنسيق عممت دعوة للمظاهرة في جمعة (ثورة لكل السوريين)». وتوقع إدلبي، وفي حال التزم النظام بخطة أنان، أن يستعيد الحراك المدني السلمي زخمه، وشدد على أن المعارضة تعول اليوم على المظاهرات كونها العصب الأساسي للثورة.

من جهته، أكد بسام جعارة المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، أن «الشعب السوري سيستمر في التظاهر على الرغم من أنه ليس ضد خطة أنان»، لافتا إلى أن «اللعبة مستمرة وعلى حساب السوريين». وبالتزامن، حمل الناشطون السوريون عبر موقع «يوتيوب» وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأكثر من مظاهرة خرجت في المناطق السورية هاتفة بالحرية وبإسقاط النظام؛ ومنها ما خرج في ريف دمشق، وبالتحديد في كل من زملكا حيث خرجت مظاهرة طلابية حاشدة نادت بإسقاط النظام، ومن ريف دمشق أيضا حيث خرجت مظاهرات في القارة وفي جديدة عرطوز، وفي مضايا، وفي يبرود حيث رفع المتظاهرون أكبر علم استقلال. أما في حمص، فخرج ما تبقى من أهالي المدينة في مظاهرة في حي جورة الشياح المنكوب، وكذلك في الرستن.

وفي مظاهرة طيارة خرج العشرات في اللاذقية عند جامع عبادة هتفوا للجيش الحر ولجبل الأكراد والمدن المنكوبة. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن مظاهرة مناهضة للنظام خرجت من إدلب، وبالتحديد في خان شيخون، متحدثة أيضا عن خروج مظاهرات في شارع حسن الطه في دير الزور، بمنطقة السبع حارات في الرقة، وفي جامعة حلب.