حمى القش.. حساسية شائعة في الربيع

مسببات جينية وبيئية تؤدي إلى حدوثها

TT

فصل الربيع من أجمل فصول السنة وأكثرها اعتدالا في المناخ، ولكنه لا يخلو من متاعب صحية خاصة للأطفال؛ إذ إن ظروف الطقس تعمل محفزا للأشجار على إطلاق حبوب اللقاح من الأشجار إلى الهواء، وهو أمر يزيد من حدة أعراض أمراض الحساسية بكل أنواعها، سواء الربو الشعبي، أو حساسية حمى القش، أو حساسية الأنف.

وفي الواقع، فإن حبوب اللقاح أو غيرها من الأشياء التي يستنشقها الشخص العادي لا تؤذيه، لكن لدى مرضى الحساسية ونظرا لزيادة نشاط الجهاز المناعي لديهم، يتم التعرف على هذه الأشياء على أنها مادة غريبة، وبالتالي يتم تحفيز الجهاز المناعي للجسم لإفراز مواد كيميائية للدفاع عن الجسم ضد المادة الغريبة.

ومن أشهر هذه المواد مادة الهيستامين بجانب بعض المواد الأخرى. وعلى الرغم من أن الحساسية تنشأ في الصغر، فإنها تلازم الإنسان طوال حياته، ويختلف تأثره بها من فترة لأخرى، كما أنها لا تخضع لقواعد محددة لكل المرضى.

ولا تصيب حساسية الأنف أو حمى القش الأطفال في الأغلب قبل سن الدراسة، وقد يكون السبب في ذلك راجع إلى عدم تعرض الأطفال للبيئة الخارجية بكثرة، حيث يقضون معظم الوقت مع ذويهم في المنازل. ويكون الأطفال الأكبر سنا والمراهقون أكثر عرضة للإصابة من البالغين. وتحدث الحساسية في الأغلب في بداية الربيع وهو ما يمكن أن يطلق عليه «الحساسية الفصلية»، وهى عبارة عن تفاعل مناعي من الجسم مع ذرات من أجسام غريبة محمة عبر الهواء سواء كانت حبوب اللقاح أو حشائش من الأرض.

ويمكن أن يكون للجينات دور في موضوع الحساسية يجعل بعض الأطفال يعانون بشكل أكثر من غيرهم، خاصة أن احتمال إصابة الطفل بالحساسية تزيد إذا كان أحد الأبوين يعاني من حساسية (من أي نوع) لتصل إلى 30%، وإذا كان كلا الأبوين مصابا بحساسية، فإن النسبة ترتفع لتصل إلى 50%.

وبجانب الجينات، يتزامن ذلك مع الوجود في بيئة تسهل حدوث الحساسية من خلال الوجود بالقرب من الأشجار والأعشاب، خاصة الأشجار غير المزهرة.