أنان أعلن وقف العنف صباحا.. وأبلغ مجلس الأمن لاحقا بـ«عدم التزام سوريا الكامل»

بان كي مون حذر من أن عملية وقف النار هشة ويمكن كسرها في أي وقت

TT

أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان صباح أمس أن الأعمال العدائية قد توقفت في سوريا مع انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار، مؤكدا لمجلس الأمن أن الأوضاع في سوريا أصبحت هادئة «نسبيا» وأن العنف قد توقف، مطالبا مجلس الأمن بالموافقة على نشر بعثة مراقبين من الأمم المتحدة في أسرع وقت.. لكن دبلوماسيون في مجلس الأمن قالوا في وقت لاحق أمس إن أنان أبلغ المجلس أن سوريا لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام (وذلك بعد أنباء عن حدوث أكثر من حالة خرق لوقف إطلاق النار)، وحث المجلس على مطالبة دمشق بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية.

وقال أنان في بيان أرسله من مكتبه بجنيف صباح أمس: «شجعتني التقارير التي تشير إلى أن الوضع في سوريا هادئ نسبيا، وأن الأعمال العدائية على ما يبدو قد توقفت، وسوريا تشهد الآن على ما يبدو لحظة هادئة من الهدوء على أرض الواقع، وهذا يحقق بعض الراحة والأمل المطلوبة بشدة للسوريين الذين عانوا لفترة طويلة في هذا الصراع الوحشي».

وأضاف أنان: «يجب أن يستمر هذا، وجميع الأطراف لديها التزامات من أجل التنفيذ الكامل للخطة المكونة من ست نقاط، وهذا يشمل الجزء الخاص بالآليات العسكرية، والجزء الخاص بالالتزام بالانتقال إلى عملية سياسية، وأحث جميع السوريين على اغتنام هذه الفرصة».

وأكد أنان أن المجتمع الدولي مصمم على العمل مع الشعب السوري لدعم هذه العملية، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيطلب من مجلس الأمن الموافقة على نشر بعثة مراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن. وقال أنان: «إن إرسال هذه البعثة سيمكننا من التحرك بسرعة لبدء حوار سياسي جاد، بما يؤدي إلى مناقشة القضايا التي تشغل السوريين وتطلعاتهم». وأضاف أن «هذا هو الوقت المناسب لجميع السوريين للعمل معا، على أمل أن يتمكنوا من البدء في تضميد الجراح، والشروع في مرحلة تحول سياسي إلى نظام ديمقراطي تعددي يكون فيها المواطنون متساوين في الحقوق وتكافؤ الفرص، بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم».

لكن دبلوماسيون في مجلس الأمن قالوا لاحقا إن أنان أبلغ المجلس أمس أن «سوريا لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام»، وحث المجلس على مطالبة دمشق بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية.

وقال الدبلوماسيون، لوكالتي «رويترز» و«الصحافة الفرنسية» الإخباريتين، بشرط عدم الكشف عن أسمائهم، إن أنان أبلغ المجلس أيضا أن «الهدنة الهشة في سوريا تحتاج إلى الدعم، ودعا إلى سرعة نشر المجموعة الأولى من المراقبين غير المسلحين، على أن يتم نشر المجموعة الثانية في وقت لاحق».

وبدا وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة صامدا في الساعات الأولى من أمس، لكن نشطاء مناهضين للحكومية قالوا إنهم لم يروا أي علامة على سحب القوات من المدن. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان أنان أبلغ المجلس بأن الجيش السوري ما زال يحتفظ بقوات وأسلحة ثقيلة في المدن، قال أحد الدبلوماسيين: «نعم فعل ذلك».

وقال الدبلوماسي إن أنان أبلغ مجلس الأمن أيضا أن «وقف إطلاق النار يحتاج إلى دعم لأنه هش»، وأنه حث المجلس أيضا على «المطالبة بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات».. وهي التصريحات التي أكدها دبلوماسي آخر لوكالتي الأنباء.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المسؤولية تقع على الحكومة السورية في الحفاظ على وعدها بمراقبة وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه. وقال مون في مؤتمر صحافي بجنيف إن الوضع في سوريا يبدو أكثر هدوءا، وإنه سيعمل مع مجلس الأمن القومي لإرسال فريق من المراقبين في أسرع وقت ممكن بتفويض من القوى العالمية لضمان سريان الهدنة واستمرار وقف القتال. وطالب مون المجتمع الدولي بالبقاء متحدا لتجنب وقوع سوريا في الفوضى.

وقال مون «العالم يراقب، وهناك عيون متشككة منذ الوعود السابقة التي تقدمت بها الحكومة السورية ولم يتم الوفاء بها»، مضيفا «أحث الرئيس الأسد على الوفاء بوعده وممارسة أقصى درجات ضبط النفس».. وأن «عملية وقف إطلاق النار هشة للغاية ويمكن كسرها في أي وقت، وإذا تم إطلاق طلقات نارية حتى بسلاح ناري صغير قد يعطي ذلك للجانبين ذريعة للدخول في قتال آخر، وهذا مقلق للغاية».