أردوغان يقول إن دمشق لم تلتزم بخطة أنان.. ويلوح بورقة «الأطلسي»

المتحدث باسم الخارجية التركية: نبحث كافة الخيارات.. وعلى استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة

TT

اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن النظام السوري لم يلتزم بوقف إطلاق النار وبخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لوقف العنف في سوريا. وصرح أردوغان مساء أمس للصحافيين قبل توجهه إلى السعودية لإجراء محادثات حول الأزمة في سوريا، قائلا «لقد قدم أنان خطة من ست نقاط.. هل يتم تطبيقها؟ أنا لا أرى أنه يتم تطبيقها». وأضاف: «يجب سحب الدبابات من المدن لاستعادة الثقة بين السوريين». ودعا دمشق إلى إجراء انتخابات «شفافة وديمقراطية».

ومن جهة اخرى, أكد حلف شمال الأطلسي، أمس، أنه «يأخذ على محمل الجد» مسألة حماية الدول الأعضاء فيه، على الرغم من تكرار إعلانه أنه لا يعتزم التدخل في سوريا، وذلك بعد أن قال رئيس الوزراء التركي، إن تركيا يمكن أن تستند إلى المادة الخامسة من معاهدة الحلف لحماية حدودها مع سوريا.. بينما أكد المتحدث باسم الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط»: نبحث كافة الخيارات.. وعلى استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأعلنت تركيا أنها قد تطلب من الحلف حماية حدودها بعد إطلاق القوات السورية النار على أراضيها، وقال أردوغان لصحافيين يرافقونه في زيارة إلى الصين إن «الحلف الأطلسي مسؤول عن حماية حدود تركيا».

وأضاف أردوغان، بحسب صحيفة «صباح» الموالية للحكومة: «أمامنا الكثير من الخيارات»، عند سؤاله عما تعتزم الحكومة التركية القيام به إذا استمر إطلاق النار على الأراضي التركية، مؤكدا أنه «لدينا حقوق إذا انتهكت حدودنا. هناك أيضا خيار اللجوء إلى المادة الخامسة في ميثاق الحلف الأطلسي.. سنقرر وفقا للتطورات».

وحول إمكانية دعوة تركيا إلى اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي، الهيئة العليا لاتخاذ القرارات في الحلف الأطلسي، للتذرع بالمادة الخامسة، قال أردوغان: «ستتخذ تركيا مثل هذا القرار في حال واجهت وضعا تستمر معه الخروقات».

وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي على أن كل دولة عضو في الحلف يجب أن تعتبر تعرض بلد من الحلف لهجوم كعمل موجه ضد كل الأعضاء، وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم.

من جهته، كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حذرا في هذا الشأن، معتبرا أن هذا الخيار غير مطروح حاليا. وشدد داود أوغلو على أن «الحدود التركية هي حدود حلف شمال الأطلسي، وحماية هذه الحدود تعني جميع الحلفاء».. لكنه أضاف: «ليس هذا موضوع الساعة، اليوم الأولوية هي وقف إطلاق النار (في سوريا تطبيقا لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان)».

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إذا ما كانت تركيا ستبدأ في اتخاذ إجراءات تدشين منطقة عازلة مع سوريا وما إذا سيكون موقف الناتو إذا ما تدخل في سوريا سيكون دفاعيا عن الأراضي التركية أو هجوميا أشار سيلجوك أونال، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية عبر البريد الإلكتروني إلى أنه «لم يتم الإعلان بعد بشكل رسمي عن المقترحات السابقة، ولكننا نبحث كافة الخيارات». وأضاف أونال أنه «هناك عدة مخاطر بشأن سوريا، ولهذا السبب، ومن أجل حماية الحدود والأمن القومي التركي فسنكون على استعداد لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة».

في المقابل، أكد الحلف الأطلسي أمس أنه «يأخذ على محمل الجد» مسألة حماية الدول الأعضاء فيه، وذلك بعد تصريحات أردوغان، وذلك على الرغم من إعلان الحلف مرارا أنه لا يعتزم التدخل في سوريا الحليفة السابقة لتركيا.. وصرحت كارمن روميرو، المتحدثة باسم الحلف الأطلسي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نأخذ مسؤوليتنا لحماية حلفاء الحلف الأطلسي على محمل الجد»، مضيفة: «نتابع الوضع عن كثب وسنواصل القيام بذلك».

وأوضحت المتحدثة أن الحلف الأطلسي «قلق جدا للأحداث في سوريا، خصوصا الحوادث الأخيرة على الحدود مع حليفنا التركي»، وتابعت أن «العالم أجمع يراقب سوريا، والعالم بأسره يريد أن تنتهي أعمال العنف غير المقبولة (في سوريا)». وذكرت أن الحلف يدعم «كليا» خطة أنان الرامية إلى «إنهاء القمع غير المقبول من قبل النظام السوري». وأضافت روميرو: «الآن الأسرة الدولية بكاملها يجب أن تبذل الجهود اللازمة للتحقق من أن خطة أنان ستطبق».

وكانت الحدود التركية - السورية قد تعرضت لاعتداء حين فتحت القوات السورية النار على عناصر من الجيش السوري الحر كانوا يقتربون من الحدود التركية، ليل الأحد - الاثنين.

وسقط قتيلان سوريان نتيجة الحادث، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، بينهم تركيان في مخيم كيليس التركي خلال هذا الهجوم، وهو الأول الذي يسفر عن ضحايا في الجانب التركي من الحدود منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا في مارس (آذار) 2011.