تحركات إقليمية ودولية لعقد لقاء قمة سريع بين الرئيسين البشير و كير لاحتواء النزاع الحدودي

قصف جوي استهدف سوق بانتيو ومقتل 5 أشخاص

TT

بدأت دوائر إقليمية ودولية في ترتيب لقاء قمة بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي كان يفترض أن يعقد في جوبا في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي وتم تعليقه بسبب التوترات بين البلدين، ويتوقع أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جنوب السودان في أي لحظة، في وقت أعلنت فيه جوبا أن طائرات سلاح الجو السوداني قصفت سوق (بانتيو) عاصمة ولاية الوحدة وقتلت (5) مواطنين بينهم جندي في الجيش الشعبي وجرحت (6) آخرين، إلى جانب قصف آخر بطائرات (الانتنوف) استهدف بلدة (تروالي) في ولاية واراب لم يسفر عن خسائر بشرية.

وقال دكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»: إن سلفا كير رئيس الدولة كان يفترض أن يصل العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زناوي والمسؤولين في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وأضاف أن الزيارة تم تأجيلها إلى وقت لاحق، وقال: إن كير كان يدعو البشير لعقد القمة في جوبا لكن ذلك ليس شرطا، وتابع: «كير أبلغ المجتمع الدولي بأنه مستعد للقاء البشير في أي مكان إذا رفض زيارة جوبا»، مشيرا إلى أن كير أجرى اتصالات مع عدد من قادة العالم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن الدولي حول التطورات في هجليج، وأضاف أن كير جدد تأكيد تمسكه بشروطه في سحب قوات الجيش الشعبي من هجليج أولها نشر قوات من الأمم المتحدة ومراقبين على الحدود بين البلدين، وأن يسحب الجيش السوداني قواته من منطقة آبيي.

وقال بنجامين: إن القوات السودانية حاولت دخول هجليج من الناحية الشمالية في منطقة (الخرصانة) ولكن فشلت بعد أن تصدت لها قوات الجيش الشعبي، وأضاف أن الجيش السوداني يبعد من بلدة هجليج (40) ميلا، وأضاف: «لكن القصف الجوي من قبل القوات السودانية لم يتوقف حيث تم قصف سوق بانتيو عاصمة ولاية الوحدة قتل فيه 5 أشخاص بينهم جندي من الجيش الشعبي وجرح 6 آخرون»، نافيا مشاركة نائب رئيس الدولة رياك مشار في المعارك التي دارت في هجليج، وقال: إن مشار كان في جولة لعدد من ولايات الجنوب منها الوحدة والتي صادفت قصف الجيش السوداني لها، وأضاف: «لم يشارك في هجليج أو أي معارك أخرى».

أفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية السبت أن نحو 100 جندي من القوات المسلحة السودانية من الذين أصيبوا في المعارك الأخيرة مع جنوب السودان في منطقة هجليج يعالجون حاليا في مستشفى العاصمة السودانية العسكري.

وجال مصور الصحافة الفرنسية مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ووزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين خلال زيارتهما إلى المستشفى، موضحا أن الجرحى توزعوا على 16 غرفة بمعدل 6 أشخاص في الغرفة.

ولم يقدم أي من طرفي النزاع أي حصيلة عن ضحايا المواجهات الأخيرة.

وفر نحو 10 آلاف شخص من المعارك بين السودان وجنوب السودان في منطقة هجليج الحدودية بين نهاية مارس (آذار) ومطلع أبريل التي دارت قبل مواجهات الأسبوع الحالي، بحسب النشرة الأسبوعية للشؤون الإنسانية التي نشرتها الأمم المتحدة السبت. وذكرت النشرة نقلا عن اللجنة السودانية للشؤون الإنسانية أن معظم هؤلاء المدنيين أتوا من قرى محيطة بهذه المنطقة النفطية «وتوزعوا على مواقع مختلفة بما في ذلك مدينة هجليج ومناطق أخرى في الشمال». وهذه الأرقام تغطي الفترة الممتدة من اندلاع أول المعارك في المنطقة نهاية مارس وحتى الثامن من أبريل أي منذ يومين قبل الهجوم الجديد لجيش جنوب السودان على هذه المنطقة المتنازع عليها.