مصادر سورية: سافانا بقلي لا تزال معتقلة منذ مظاهرة البرلمان

عبرت عن خشيتها من تعرض الناشطة للانتهاكات

سافانا بقلي
TT

قالت «شبكة أخبار الناشطين» السورية إن ناشطة تدعى سافانا بقلي (30 عاما) لا تزال قيد الاعتقال إثر المظاهرة السلمية التي قامت بها الناشطة ريما دالي أمام البرلمان السوري قبل خمسة أيام، حيث تعرضت دالي وعدد من الشباب الذين دافعوا عنها للاعتقال، لكن السلطات السورية أفرجت عنهم جميعا دون بقلي، ويخشى ناشطون من تعرض بقلي لانتهاكات أثناء اعتقالها الذي لم يتحدد مكانه بعد.

ويقول ناشطون سوريون إن المئات من السيدات السوريات يتعرضن لانتهاكات قاسية ومروعة تبدأ بالتحرش وتنتهي بالاغتصاب والقتل من قبل الأجهزة الأمنية والجيش السوري في عدة مدن سوريا، أبرزها حي بابا عمرو في مدينة حمص، لكنها تبقى إشارات يصعب التأكد من صحتها على الأرض.

وبقلي فنانة موسيقية وتلعب القيثارة، ويعرف عنها صوتها الملائكي، كما أنها معروفة لأصدقائها بأنها «قيثارة الحرية»، وكان من المفترض أن تغرد بقلي في حفل غنائي في دار الأوبرا في دمشق مساء الأربعاء 11 الشهر الجاري، لكنها بطبيعة الحال لم تظهر تلك الليلة، ويخشى ناشطون أن تكون بقلي قد تعرضت لانتهاكات في الليلة التي كان من المفترض أن ترتدي فيها أزهى ثيابها فوق مسرح أوبرا دمشق.

وتخرجت سافانا بقلي من المعهد العالي للموسيقى بدمشق. وقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، وتتحدث اليابانية بطلاقة.

وقالت الناشطة السورية هاجر الخطيب، وهي صديقة مقربة لبقلي، لـ«الشرق الأوسط»: «سافانا.. إنها رفيقتي.. إنها مثالية». وقالت هاجر التي عملت بشكل وثيق مع بقلي: «لديها دائما أفكار عميقة جدا وذكية، هي دوما كانت مميزة، عيونها حادة، وابتسامتها حلوة، وصوت هادئ جدا.. كانت تلهمنا جميعا».

وقال صديق مقرب جدا لبقلي إن الظروف التي من الممكن أن تكون فيها الآن، وفقا لما يسمعه من تعرض النساء للانتهاكات على أيدي الأجهزة الأمنية في سوريا، تجعله غير قادر على ممارسة حياته بطريقة طبيعية.

وتقول تقارير الأمم المتحدة إن نحو 10 آلاف سوري قتلوا خلال عام من الثورة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين، لكن اللافت أن سافانا نفسها مسعفة، كما تطوعت مع الهلال الأحمر العربي السوري منذ عام 2001، وقالت صديقة لبقلي: «سافانا رقيقة المشاعر وتعشق القطط.. لقد كانت تأتي بها من الشارع لمعالجتها». وأضافت الخطيب أن آخر مرة تحدثت معها «كانت قبل الحادث بنحو أسبوعين، حينها عبرت لي عن قلقها البالغ من استمرار العنف»، وقالت حينها بقلي لهاجر: «يبدو أن العالم تخلى عنا ولن يضغط على النظام السوري من أجل الوصول لحل سياسي». وأوضحت هاجر أن بقلي نصحتها أكثر من مرة بالعودة إلى سوريا والعمل على وقف تيار الدم، وتابعت هاجر بصوت يملؤه القلق: «أخشى عليها من الممارسات الوحشية للنظام السوري بحق المعتقلات».

وعبرت سافانا أكثر من مرة، عبر مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن اعتقادها في المقاومة غير العنيفة، وكيفية تحقيق التغيير دون الحاجة لاستخدام العنف، ونشطت بقلي من خلال جمعية «نواب شباب» المعروفة بأنها أول حملة لمنظمة مجتمع مدني في سوريا تهدف إلى دعم الشباب للعب دور في مجلس النواب والتنمية في سوريا.