موسى: أي إجراء مقلق في عملية الانتخابات سيؤدي إلى فوضى طويلة

المرشح الرئاسي المصري في حوار مع «الشرق الأوسط» : الرئيس المقبل يجب أن يتفاهم مع حزب الأغلبية لتشكيل الحكومة

عمرو موسى أثناء حواره مع «الشرق الأوسط»
TT

في طريقه إلى محافظة الغربية في دلتا مصر تحدث المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، عمرو موسى، مع «الشرق الأوسط»، وحذر من «أي إجراء مقلق في إدارة العملية الانتخابية» المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل، قائلا إن أمرا كهذا «سوف يؤدي إلى الفوضى لفترة طويلة».

موسى الذي جاب عدة محافظات في إطار حملته الانتخابية، وجاء في مقدمة المرشحين في آخر استطلاع للرأي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال أيضا إن ترشيح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزارة في نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، يثير علامات استفهام كثيرة جدا، مؤكدا أن الشعب المصري متمسك بثورته التي جاءت في لحظة ضرورية في عمر البلاد.

ورفض موسى الحديث عن علاقة الرئيس القادم بالمؤسسة العسكرية التي تدير شؤون البلاد في الوقت الراهن، قائلا: «إن البعض استغل هذا الأمر في الإثارة.. لكنني أستطيع أن أقول إن مصر ستكون دولة ديمقراطية، وسوف تدار في إطار الحفاظ على الأمن القومي والمصلحة العليا للبلاد وحسن إدارة الأمور».

كما رفض إقصاء مرشحين ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي، مشيرا إلى أن الشعب المصري هو وحده الذي يملك حق اختيار رئيسه في عمليه ديمقراطية حرة، تحظى بمراقبة دولية وعربية وأفريقية.

وعبر اللقاء الذي جرى في حافلة أقلت المرشح الرئاسي تحدث موسى عن قصة أخيه غير الشقيق، وعن موقفه من حكومة ائتلاف وطني يشكلها حزب الأغلبية في البرلمان.. وإلى نص الحوار:

* دائما ما تتحدث عما تسميه بـ«حالة الالتباس» التي تمر بها مصر حاليا كيف يمكن إنهاء هذه الحالة؟

- حالة الالتباس أصبحت حالة عامة في مصر، ولا أعتقد أنها سوف تنتهي إلا مع انتخاب الرئيس بشكل حر وديمقراطي، دونما أدنى تدخل من جميع القوى السياسية بمعنى تمكين الشعب المصري من اختيار من يحكمه، بعدها يشعر الجميع بالاطمئنان على المستقبل، وأعتبر عدم ارتياح الشعب المصري لطريقة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور كان أمرا إيجابيا، ثم صدر حكم المحكمة للتأكيد على خيار الشعب لهذا الرفض.

* وهل تعتقد أن هناك إمكانية لضبط إيقاع العملية السياسية في مصر رغم حالة الغموض والالتباس؟

- بالتأكيد.

* وهل تضع ترشيح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، وأحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق ضمن حالة الالتباس هذه؟

- ترشيح أحمد شفيق وعمر سليمان في الانتخابات الرئاسية يطرح علامات استفهام كثيرة جدا، الثورة كانت ضرورة والشعب المصري متمسك بثورته وأنا واحد من المصريين الذين يشعرون أن الثورة جاءت في توقيت كانت مصر في حاجة إليها بعد أن أصاب الترهل الدولة المصرية خاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة، فإدارة السياسة لم تكن تتناسب وطموحات ومطالب الشعب، ومن ثم كان لا بد من نهاية لكل هذا، ومن ثم لا بد من بقاء الثورة وحمايتها. ولكن مع الأسف ما جرى اليوم هو محاولات لتخريب الثورة من داخلها ومحاولة خطفها من خارجها، ومحاولة استهلاكها.. كل هذا يجب أن ينتهي ولذلك أرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة محطة مهمة في مسار الثورة لتحقيق أهدافها، وهذا يتطلب إدارة العملية الانتخابية بنزاهة وأن تكون مطروحة أمام كل العالم بأحسن صورها وهذه فرصة وإذا ما فقدناها ستكون مصر وثورتها مهددتين.

* ما طبيعة هذا التهديد؟

- أن يحدث رد فعل سلبي.. إذا جرى أي شيء مقلق في إدارة العملية الانتخابية قد يؤدي إلى فوضى لفترة طويلة، وأن يصحب هذه الفوضى حالة من حالات فقدان الأمل في التغيير.

* وما موقفك تجاه ما يسميه البعض بمحاولات إقصاء بعض المرشحين من سباق الرئاسة، مثل خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وزعيم حزب غد الثورة أيمن نور، والمرشح السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل؟

- أنا لست مع إقصاء أحد، يجب أن يكون الجميع على ساحة المنافسة والشعب هو من يختار.

* البعض حاول الزج باسمك في أتون جدل جنسية المرشحين وتحدث عن وجود أخ غير شقيق لك من أم فرنسية هل لنا أن نعرف حقيقة هذا الأمر؟

- الموضوع بسيط كما ذكرت. كان والدي يدرس في باريس أثناء فترة شبابه الباكر، وكانت هناك علاقة ما وليس لدينا أية أوراق رسمية عنها، هذه العلاقة أسفرت عن ابن وهذا الابن أيضا لا علاقة له بمصر، فقد ظل فرنسي الجنسية وهو بعيد عن الحالة المصرية بالكامل، وعندما عاد والدي لمصر من فرنسا تزوج من مصرية وأنا نجله الوحيد، وفيما يتعلق بأية التزامات فأنا الابن الوريث له وبناء عليه تعامل القانون بالطريقة السليمة معي.

* وهل يمكن لرئيس يمثل التيار الليبرالي أن يتعامل مع أغلبية إسلامية في البرلمان ترغب في تشكيل الحكومة أيضا؟

- لنكن واضحين؛ الإخوان فازوا بانتخابات البرلمان، وهم حزب الأغلبية، ومن ثم فالرئيس القادم لا بد أن يتفاهم مع حزب الأغلبية في إطار القواعد الدستورية، لأن الرئيس القادم من مصلحته تماما أن يكون هناك استقرار، ويبني على الخطوات الديمقراطية التي جرت، وبالتالي الرئيس المنتخب له التزاماته، ورأيه في إطار الدستور. ومن الواضح أن الرئيس سينتخب في إطار الإعلان الدستوري القائم حاليا، وأن مهامه ستكون وفق هذا الإعلان الذي يقضي بأن النظام رئاسي، ومن حق الرئيس تشكيل الحكومة، إنما لحسن إدارة الأمور، عندما يشكل الرئيس الحكومة تكون الجهة الأولى التي يتحدث معها هي حزب الأغلبية.

* لكن البعض يتحدث عن غموض الإعلان الدستوري بشأن اختصاصات وصلاحيات الرئيس؟

- الكلام في مصر كثير جدا هذه الأيام والكل يتحدث لكني على قناعة أن مهام الرئيس واضحة طبقا للإعلان الدستور، وهي كافية.

* وماذا عن الدستور الجديد وما يمكن أن يلحق بهذه الصلاحيات من تغيير؟

- عندما تأتي هذه المرحلة سيكون هناك كلام آخر. ومن الواضح أن صياغة الدستور سوف تتأخر لبعض الوقت، وهذا يتوقف على الدستور الجديد والجميع سيشارك في بلورة هذه الأمور بطريقة جيدة.

* هل ترى أن مهمة الرئيس القادم ستكون صعبة؟

- بالتأكيد الصعوبات ستكون ضخمة.

* وماذا عن علاقة الرئيس القادم بالمؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد حاليا؟

- لست من أنصار أن نتحدث دائما عن هذه العلاقة، لأن البعض استخدمها للإثارة. وأنا ضد هذا. وما يمكنني قوله في هذا الشأن أن مصر ستكون دولة ديمقراطية، وسوف تدار في إطار الحفاظ على الأمن القومي والمصلحة العليا للبلاد وحسن إدارة الأمور.

* هل برنامجك الانتخابي قادر على استيعاب مجمل التداعيات والمخاطر المحتملة؟

- أنا أتعامل مع كل هذه المشاكل وأعرف صعوبتها وأعتقد أن بعضها يمكن حله وبسرعة وبعضها يتطلب بعض وقت وبعضها قد يتطلب عقودا من الزمن، إنما لدينا في المجمل طريق وعر ولكنه ليس مستحيلا، وهناك دول كثيرة سارت من قبل على نفس الطريق وتقدمت وحققت ما تريد فلماذا تعجز مصر.

* قمت بأكثر من جولة في محافظات مصر.. ما أولوياتك بعد قراءة واقع الأزمات على الأرض؟

- استفدت كثيرا من جماهير شعب مصر في كل المحافظات وقد ذهبت إلى الريف والعشوائيات ومناطق تم إهمالها طويلا ولم تحظ بالخدمات وتعرفت على آمال الناس وشكاواهم، تحدثت إليهم في الشوارع وفي الغيطان وعلى ضفاف الترع والمقاهي، وفي المساجد والكنائس، وليس من رأى كمن سمع وليس من قرأ كمن عاش الواقع.

* هل تتوقع مفاجآت خلال الانتخابات؟

- أرجو ألا تحدث مفاجآت سيئة لأنني أرى أن هذه الانتخابات ستكون مفصلية، والعالم كله ينتظرها، ولهذا يجب أن تكون تحت متابعة دولية، وأن نفتح الباب لمشاهدة دولية وأن نفتح الباب لوجود دولي وعربي وأفريقي ليرى الجميع ويتابع.

* ألا ترى أن المراقبة والمتابعة الدولية للانتخابات تدخل في شأن داخلي؟

- لا أتحدث عن التدخل وإنما متابعة الانتخابات حتى ننقل للعالم كله الصورة الحضارية التي نرجوها عن الانتخابات الرئاسية القادمة.

* هناك حديث يتردد عن دعم بعض الدول لمرشحين منافسين لعمرو موسى.. ما تعليقك على هذا الأمر؟

- عمرو موسى يستمع ويرى الإنفاق الهائل لمرشحي الرئاسة، ولا أستطيع أن أجاريهم لأن الإنفاق تجاوز عشرات الملايين.

* على من يراهن عمرو موسى في الانتخابات الرئاسية؟

- الشعب المصري.

* البعض يتحدث عن ترتيبات خارجية للوضع الداخلي المصري، هذا المرشح ترضى عنه هذه الدولة وذاك المرشح يرضي تلك الدولة.. أين أنت من هذا الجدل؟

- لا علاقة لنا بذلك ولكن هناك من يحاول الهجوم على عمرو موسى.

* من بالتحديد؟

- هناك أطراف في الداخل والخارج ومحاولات للتشويه، لكني أرى أن الصمود مهم والبعد الشعبي أهم وهو الرصيد الذي لم تستند إليه التيارات الخارجية والداخلية بل قامت بتهميشه ولم تهتم به، لكن أنا شخصيا اهتمامي كله منصب على المواطنين.

* أي المنافسين يمكن أن يثير مخاوف عمرو موسى؟

- لا أخشى أحدا، ولكن المنافسة ستكون شرسة.

* من هو المنافس الأول لك؟

- عندما تصدر القائمة النهائية للمرشحين يوم 26 أبريل (نيسان) يمكن تقدير هذا الأمر.