700 شرطي في مطار تل أبيب ينتظرون المتضامنين مع «أهلا بكم في فلسطين»

قائمة سوداء لمحاضرين يهود «معادين للصهيونية».. وشركات طيران تستجيب للضغط الإسرائيلي

متظاهر فلسطيني يرتدي كمامة واقية من الغاز يلوح بعلم فلسطين أثناء مواجهات في بلدة بلعين غرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

اختصرت إسرائيل نصف معركتها مع المتضامنين الأجانب، الذي يخططون إلى الوصول لبيت لحم في الضفة الغربية اليوم، ضمن حملة «أهلا وسهلا بكم في فلسطين»، بمنع العشرات منهم من السفر من بلدانهم الأصلية، بعدما نجحت في إقناع شركات طيران بإلغاء حجوزاتهم وإلغاء الرحلة برمتها، غير أن النصف الآخر من المعركة، والأكثر أهمية، ينتظر الحسم على أرض مطار «بن غوريون» الإسرائيلي في تل أبيب، حيث ينتظر نحو 700 شرطي ورجل أمن إسرائيلي وصول أكثر من ألف متضامن.

وأعلنت شركة بريطانية للرحلات الجوية إلغاء تذاكر السفر لثلاث ناشطات بريطانيات كن يعتزمن التوجه إلى إسرائيل اليوم، في طريقهن إلى الضفة الغربية، في إطار الحملة التي أطلقها ناشطون فلسطينيون للتضامن السلمي مع الشعب الفلسطيني على أرضه، وفي مواجهة الاحتلال. وأرسلت شركة «جيت 2» رسائل بالبريد الإلكتروني، إلى الناشطات البريطانيات الثلاث، تبلغهن فيها رفضها سفرهن في الرحلة الجوية المنطلقة إلى إسرائيل اليوم، كما أبلغتهن برفضها تعويضهن ماليا عن ذلك.

وقالت الناشطة نورما تيرنر «لم يخطر ببالي يوما أن إسرائيل تستطيع أن تمنع حاملي جوازات سفر بريطانية من مغادرة المطار في بريطانيا». وتنضم الشركة البريطانية، لشركة «لوفتهانزا» الألمانية، التي ألغت هي الأخرى أول من أمس حجوزات عشرات الناشطين، قائلة إنها ملتزمة بالمبادئ والقواعد ذات الصلة بالدخول إلى الدول التي تنقل المسافرين إليها.

وكانت إسرائيل أعدت قائمة بأسماء الناشطين الأجانب، وأرسلتها إلى بلدانهم وشركات الطيران، وطلبت منعهم من السفر. وتقول مصادر إسرائيلية إن شركات أخرى قد تتخذ الإجراء نفسه، وتمنع مسافرين من الوصول إلى إسرائيل، وهو ما يعفي تل أبيب من مواجهة لا تسعى إليها، في مطار بن غوريون ومحيطه.

وأدانت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية قرار بعض الشركات الأوروبية إلغاء حجوزات بعض المتضامنين الذين وصفتهم «بالأبطال الذين يصرون، على الرغم من حملة التحريض والتهديد التي أطلقتها سلطات الاحتلال، على الوصول إلى فلسطين المحتلة، وكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس أسوأ أنواع العدوان والظلم والتمييز العنصري بحق أبناء شعبنا». وأكدت المنظمات الأهلية على سلمية الحملة التي تبدأ في بيت لحم، وتستمر لمدة أسبوع.

وطالبت المنظمات المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية «بالتدخل الفوري لتوفير الحماية والدعم لهؤلاء المتضامنين، وبخاصة في ظل ما أعلنته سلطات الاحتلال من استعدادات وخطط أمنية لمواجهة هؤلاء المتضامنين والاستمرار في فرض الحصار والعزلة على شعبنا، بما يؤكد وجود ارتباك وتخبط إسرائيلي في التعامل مع هؤلاء المتضامنين».

ويسعى المتضامنون الأجانب لزيارة فلسطين تكريسا لمبدأ «زيارة السجين»، وسيفتتح المتضامنون مدرسة تعليمية دولية، في بيت لحم، وسيستصلحون أراضي زراعية في قرى قريبة.

وحسب الخطة المرسومة، فإن هؤلاء المتضامنين سيصلون إلى إسرائيل عبر مطار «بن غوريون»، في أوقات مختلفة اليوم، بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي مباشرة، ومن ثم يتوجهون إلى بيت لحم في الضفة الغربية، في محاولة للتعبير عن احتجاجهم على السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ونشرت إسرائيل نحو 700 شرطي في «بن غوريون» ومحيطه، لمنع أي من المتضامنين من دخول إسرائيل. وتحول المطار منذ الخميس إلى ثكنة عسكرية تعج برجال الأمن، الذين يدققون النظر في أوراق كل المشتبهين المحتملين، بينما ينتشر آخرون في محيط المطار، ونصبوا حواجز ثابتة ومتحركة لمنع المتضامنين من المغادرة، أو منع وصول من يرحب بهم، إلى المطار.

وقررت إسرائيل التعامل مع المتضامنين كمهاجرين غير شرعيين، وبالتالي، فإنها ستحتجزهم، في منشآت خاصة تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وأرسلت الخارجية الإسرائيلية رسائل إلى جميع القنصليات والسفارات الغربية لديها، وأخبرتها بطريقة التعامل مع رعاياها في حالة اعتقالهم خلال رحلة التضامن الجوية.

وتحارب إسرائيل كل حراك شعبي وسلمي مساند للحقوق الفلسطينية، حتى وإن كان إسرائيليا. وأدرجت جمعية إسرائيلية ناشطة، مؤخرا، عشرات المحاضرين في الجامعات الإسرائيلية ضمن قائمة سوداء، بسبب تأييدهم للحقوق الفلسطينية، وهو ما وصفته الجمعية بالعمل «المعادي للصهيونية». وأعلنت جمعية «مرصد الأكاديمية الإسرائيلية» أنها ستسعى للكشف عن مزيد من هوية الأكاديميين الإسرائيليين «المتطرفين الذين يستغلون الحرية الأكاديمية بشكل سيئ، لأجل مصادرة حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية».

وتضم الجمعية التي أسست هذا العام شخصيات يمينية متطرفة مثل البروفسور إيلي بولاك، والمستشرق المعروف في جامعة بار إيلان مردخاي كيدار، وتحظى بدعم من صندوق تابع لرجل الأعمال اليهودي الروسي «ميخائيل تشرنوي» القريب من وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

ومن بين الأسماء التي ضمتها قائمة الجمعية «السوداء»، البروفسور «نيف غوردن» المحاضر في جامعة «بن غوريون»، الذي دعا إلى فرض مقاطعة على إسرائيل بصفتها دولة «أبرتهايد»، والبروفسور «اورن يفتحئيل» المحاضر في جامعة بئر السبع، وهو رئيس مشارك في منظمة «بتسيلم»، والبروفسور «ايال غروس» أستاذ القانون في جامعة تل أبيب، الذي كتب ضد الجدار الفاصل وضد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بخصوصه.

ويقول المرصد الإسرائيلي «هؤلاء يحملون معهم شحنة معادية للصهيونية إلى غرف التدريس ولا يترددون في تفريغها أمام كل منبر عالمي. وفوق ذلك، يتلقون رواتبهم من دافعي الضريبة». ويشجع المرصد الأكاديميين الإسرائيليين على التشهير بزملائهم «معادي الصهيونية»، وحتى بالمطالبة بطرد هؤلاء من الجامعات.