قمة الأميركتين تناقش المخدرات وكوبا.. وحراس أوباما أحرجوه «بسوء السلوك»

تفجيرات صغيرة عشية الاجتماع.. والدولة المضيفة تريد «حلولا وليس مشاكل» في جدول الأعمال

شرطية تلاحق رسامة هاوية كولومبية تحمل رسماً لأوباما، في طريقها إلى الفندق الذي ينزل فيه في قرطاجنة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

افتتحت القمة السادسة للأميركتين، أمس، في أجواء غريبة غداة سلسلة انفجارات صغيرة تزامنت مع وصول الرئيس باراك أوباما إلى مدينة قرطاجنة الكولومبية حيث تعقد القمة، وتزامنا مع سحب عدد من أفراد الخدمة السرية المكلفة بحماية الرئيس الأميركي بسبب «سوء السلوك».

وقد أعلنت الشرطة الكولومبية أن عددا من القنابل الصغيرة انفجرت مساء أول من أمس دون أن تسبب إصابات أو أضرارا قرب السفارة الأميركية في بوغوتا وفي قرطاجنة بعيد وصول أوباما إلى المدينة التي نشر فيها نحو عشرين ألف رجل أمن. ولم تسبب هذه الانفجارات أضرارا أو إصابات، حسب السلطات المعتادة على مواجهة الأزمات في هذا البلد الذي يشهد من نحو نصف قرن نزاعا مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية ومجموعات مسلحة أخرى.

وشهدت الزيارة الأولى التي يقوم بها أوباما إلى كولومبيا حادثا آخر أطرف، تمثل في سحب عدد من أفراد قوات النخبة المكلفة بحمايته بسبب «سوء السلوك» بعد تقربهم من بائعات هوى. وأحرجت الشرطة السرية الرئيس أوباما، عندما نشرت قنوات تلفزيونية كولومبية صورا قالت إنها لرجال من الشرطة السرية مع بائعات هوى خلال ساعات فراغهم. وحتى قبل التأكد من الحادث، سارعت رئاسة الشرطة في واشنطن، وأمرت بإعادة عدد من رجالها، وأرسلت بدلا عنهم آخرين على متن طائرات خاصة. وبينما لم يشر المتحدث باسم البيت الأبيض المرافق في كولومبيا إلى الموضوع، وأحال الصحافيين المرافقين إلى رئاسة الشرطة في واشنطن، قال ادوين دونوفان المتحدث باسم الشرطة السرية في واشنطن إن رئاسة الشرطة تحقق في الموضوع. ورفض تقديم تفاصيل عما حدث. لكنه قال إن عددا غير محدد من الشرطة أعيدوا من كولومبيا، وتم إبدالهم بآخرين.

لكن هذه الحوادث لم توقف الاستعدادات للقمة التي كان مقررا أن تبحث التكامل الإقليمي وخفض الفقر، فيما أراد الرئيس أوباما مسبقا أن يجري أيضا التطرق لقضايا حساسة مثل المخدرات وكوبا. وقد دعا الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، نظيره الأميركي، إلى التفكير في «الفرص لا في المشاكل» في هذه المنطقة التي يعيش نحو نصف سكانها في الفقر. لكن الجانب الأميركي رغب في طرح موضوع مكافحة تهريب المخدرات، المثير للجدل في آسيا الوسطى، حيث قتل أكثر من عشرين ألف شخص في حوادث مرتبطة بعصابات التهريب العام الماضي.

وقد دعا قادة هذه المنطقة كولومبيا والمكسيك إلى تنظيم اجتماع مصغر صباح أمس قبل القمة للتفاهم في مواجهة الولايات المتحدة أول دولة مستهلكة للكوكايين في العالم. واستبعد الرئيس الأميركي الاقتراع المثير للجدل بتشريع المخدرات في بلد وظف ثمانية مليارات دولار منذ عام 2000 لمكافحة تهريب هذه المادة في أميركا اللاتينية. وقال أوباما لمحطة التلفزيون الكولومبية «كاراكول» مساء الخميس: «لا أعتقد أن تشريع المخدرات هو الرد المناسب لكنني أحترم التحدي الذي تشعر به الحكومات»، داعيا إلى «حوار مثمر» في هذا الشأن.

وبما أنه يسعى لكسب أصوات الناطقين بالإسبانية البالغ عددهم نحو خمسين مليونا في الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يسعى الرئيس الأميركي إلى استخدام الدبلوماسية للتطرق إلى قضية كوبا الحساسة.

وباستثناء كندا، أمل كل المشاركين في أن يسمح أوباما بحضور الجزيرة الشيوعية اجتماعات المنظمة التي تغيبت عنها منذ تعليق عضويتها عام 1962 السنة التي فرضت خلالها واشنطن حظرها الاقتصادي. ويتوقع أن تؤدي مطالبة الأرجنتين بارخبيل فوكلاند أو المالوين بعد ثلاثين عاما من حربها ضد بريطانيا، إلى رص الصفوف في مواجهته. وهاتان القضيتان الشائكتان اللتان دفعتا الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا إلى مقاطعة القمة، يمكن أن تحرما الاجتماع من بيان ختامي كما حدث في 2009 تحت ضغط اليسار الراديكالي في أميركا اللاتينية. وقد لا تتاح لأحد ممثلي هذا التيار الرئيسيين الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز هذه المرة فرصة إسماع صوته لأنه بقي في كوبا أمس لمتابعة علاجه ضد السرطان.