أوباما يدفع هو الآخر ضرائب أقل من سكرتيرته

دخل الرئيس وزوجته بلغ 789 ألف دولار العام الماضي دفعا منه 20%

أوباما يتحدث حول موضوع التجارة مع أميركا اللاتينية في تامبا بفلوريدا مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ظل الرئيس الأميركي أوباما يبدي دهشته، على مدى أشهر، من دفع الملياردير وارين بافيت ضرائب أقل من سكرتيرته، مشيرا إلى ذلك باعتباره مثالا على عدم عدالة قانون الضرائب. لكن تبين أن هناك أميركيا آخر شهيرا يجني دخلا كبيرا، إلا أنه يدفع ضرائب لا تتناسب مع هذا الدخل. وهذا الرجل هو أوباما، حيث بلغ إجمالي الدخل المعدّل للرئيس الأميركي وزوجته ميشيل 789674 دولارا في عام 2011، بينما دفعا ضرائب نسبتها تتعدى بالكاد 20 في المائة من هذا الدخل، بحسب عائدات الضرائب على الدخل وعائدات الضرائب على الهبات التي كشف عنها البيت الأبيض يوم الجمعة. وأكد البيت الأبيض أن سكرتيرة أوباما، أنيتا ديكر بريكنريدج، دفعت ضرائب «أكبر قليلا» من رئيسها عام 2011 على راتبها البالغ 95 ألف دولار.

وقالت آمي برونداغ، الناطقة باسم البيت الأبيض: «لهذا نحتاج إلى إصلاح قانون الضرائب والطلب من الأثرياء دفع نسبة عادلة».

وسوف يناقش مجلس الشيوخ (غدا)، بناء على طلب الرئيس «قانون بافيت»، الذي يحدد الحد الأدنى من الضرائب التي يجب على أثرياء أميركا دفعها. وكان الرئيس أوباما يشير دائما، في معرض حديثه عن حالة بافيت وسكرتيرته، إلى أنه يبلي حسنا ولا يحتاج إلى ثغرات في قانون الضرائب، ويستطيع تحمل دفع المزيد. وجدير بالذكر أن دخل الرئيس انخفض بمقدار مليون دولار تقريبا عن العام الماضي، عندما كان يحقق أرباحا من مبيعات كتبه التي كانت الأكثر مبيعا. وعلى الرغم من أنه لا يزال ضمن الـ1 في المائة، خرج من فئة الذين يجنون مليار دولار سنويا، والذين يخضعون إلى «قانون بافيت». ويوضح هذا كيف يمكن أن يتم التدقيق في أمر الضرائب خاصة خلال العام الذي يشهد إجراء الانتخابات الرئاسية التي استخدم فيها أوباما الضرائب وغياب العدالة الاقتصادية، في معركته ضد المرشح الجمهوري المحتمل المنافس له، ميت رومني.

وانتقدت حملة أوباما، التي نشرت على موقعها الإلكتروني الضرائب التي يدفعها الرئيس إضافة إلى المبالغ التي دفعها كضرائب خلال العشر سنوات الماضية، رومني لرفضه الكشف عما يدفعه من ضرائب. كما لفتت الحملة الانتباه إلى نسبة الضرائب التي يدفعها رومني وزوجته آن، اللذان يحصلان على الجزء الأكبر من دخلهما من الفوائد على الاستثمارات، التي تكون الضرائب عليها أقل من الضرائب على الدخل.

وقال جيم ميسينا، مدير حملة أوباما الانتخابية، في بيان: «ليلة الـ17 من أبريل (نيسان)، لم يسدد الحاكم رومني الضرائب المستحقة عليه عن الفترة التي جنى خلالها مئات الملايين من الدولارات كمتخصص في شراء الشركات. يطرح امتناع ميت رومني عن الالتزام بعرف، التزم به لعقود مرشحون رئاسيون من الحزبين كان من بينهم والده، سؤالا مهما، وهو: ما الذي يخفيه رومني؟».

وأعلنت حملة رومني يوم الجمعة الماضي تقدم رومني بطلب إلى هيئة العائدات الداخلية لمنحه فترة سماح مدتها ستة أشهر يقدم خلالها تقريرا يوضح دخله لعام 2011. وقالت أندريا سول، المتحدثة باسم رومني، إنه سوف يقدم تقريرا يوضح دخله في غضون الستة أشهر المقبلة وقبل الانتخابات، عندما تتوفر المعلومات الكافية لتقديم تقرير واف وشامل.

واضطر رومني في يناير (كانون الثاني) الماضي، تحت ضغط من خصومه من الحزب الجمهوري، إلى نشر وثائق تكشف حصوله على نحو 20.9 مليون دولار في عام 2011 ودفعه ضرائب عليها قيمتها نحو 3.2 مليون دولار، مما يجعل نسبة الضرائب 15.4 في المائة من الدخل. وتوضح الاستمارة التي تقدم بها من أجل منحه فترة سماح أن قيمة الضرائب التي عليه دفعها هي 3226623 دولار. وقدم أوباما وزوجته في عام 2011 تقريرا يفيد بدفعهما 162074 دولارا ضريبة على الدخل مما يجعل نسبة الضرائب الفعلية 20.5 في المائة. وتعد هذه النسبة أقل من النسبة عام 2010 عندما كان مقدار ما دفعه أوباما كضرائب للحكومة الفيدرالية 453770 دولار على إجمالي الدخل المعدّل البالغ 1728096 مما يعني أن نسبة الضرائب كانت تتجاوز بالكاد 26 في المائة. وتظل هذه النسبة أقل من النسبة التي دفعها نائب الرئيس الأميركي، جو بادين، الذي كشف عن دخله يوم الجمعة أيضا. وبلغ إجمالي الدخل المعدّل لبايدن وزوجته، جيل، 379035 دولارا ودفعا 87900 دولار ضرائب للحكومة الفيدرالية، مما يجعل نسبة الضرائب الفعلية 23 في المائة. ويقترب هذا الرقم من الرقم الذي كشفا عنه العام الماضي.

وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن أوباما يعتقد أن عليه دفع المزيد من الضرائب، وأن إدارته تدفع باتجاه إقرار «قانون بافيت» الذي سيتعين بموجبه على أثرى أثرياء أميركا دفع نسبة أكبر من دخلهم كضرائب، وفي الوقت ذاته حماية الأسر التي يقل دخلها عن 250 ألف دولار من دفع نسبة أكبر من دخولهم. ويقول أوباما وزوجته إنهما تبرعا بـ172130 دولار، أي 22 في المائة من إجمالي دخلهما المعدّل، إلى 39 جمعية خيرية. وكان أكبر مبلغ دفعه الزوجان كتبرع هو 117130 دولارا إلى مؤسسة «فيشر هاوس فاونديشن». ويخصص أوباما أرباح كتاب الأطفال الذي ألفه بعد اقتطاع الضرائب لمنحة دراسية لأبناء الجنود العاجزين أو الذين قُتلوا في الحرب.

وساعدت التبرعات الكبيرة التي يدفعها الرئيس للجمعيات الخيرية، أوباما على خفض الضرائب الفعلية، لأنها تُخصم من الدخل الذي يخضع للضريبة، لكن ليس من إجمالي الدخل المعدّل. وقد حصل أوباما على نصف دخله من مبيعات الكتب، بحسب بيان البيت الأبيض، على الرغم من انخفاض تلك المبيعات.

* شارك مايكل شير في إعداد هذا التقرير

* خدمة «نيويورك تايمز»