في اليوم الثالث للهدنة.. قتلى واعتقالات وقصف على حمص

العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط»: الهدنة فاشلة.. والنظام يعيد ترتيب قواته ليستأنف عملياته العسكرية

صورة وزعتها المعارضة السورية أمس تظهر أمرأة حاملة صليبا بألوان العلم السوري بمناسبة «الجمعة الحزينة» (أ.ف.ب)
TT

في اليوم الثالث على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفي ظل إصرار السوريين على الخروج في مظاهرات في مناطق سورية عدة تحت عنوان أساسي وإن اختلفت شعاراته، وهو «إسقاط النظام»، لا تزال هذه المظاهرات تتعرض للاستهداف والقنص اللذين أوقعا عددا من القتلى والجرحى، إضافة إلى حملات اعتقال، بحسب ناشطين سوريين. وهذا ما أكده أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد بأن حيي جورة الشياح والقرابيص في مدينة حمص تعرضا لقصف من القوات النظامية السورية صباح أمس، مشيرا إلى سقوط قتيل في ريف دمشق بنيران القوات النظامية.

وأكد الناشط كرم أبو ربيع لوكالة الصحافة الفرنسية «تعرض حي القرابيص للقصف باستخدام مدفعية الدبابات وقذائف الهاون». وأضاف: «سقطت أيضا 6 قذائف هاون عند الساعة الثامنة صباحا على مناطق حمص القديمة».

وفي محافظة ريف دمشق، أكد المرصد قتل مواطن وإصابة آخرين بجراح إثر إطلاق القوات النظامية النار على سيارة كان على متنها مطلوبون للأمن السوري في مدينة الضمير، بينما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في المدينة.

وفي ريف حماه، طوقت قوات الأمن بلدة خطاب وقامت بحملة اعتقالات في ظل منع أي شخص من دخول البلدة أو الخروج منها بحسب ما أفاد عضو المكتب الإعلامي في مجلس الثورة في حماه، أبو غازي الحموي.

وفي محافظة درعا، أعلن المرصد عن إصابة 20 مواطنا بجراح إثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين في مدينة جاسم، قبيل منتصف ليل الجمعة - السبت، واستمر إطلاق الرصاص لمدة ساعتين وتم نقل الجرحى إلى بلدة مجاورة بسبب الانتشار الأمني والعسكري الذي حال دون تمكن خروج الكوادر الطبية لإسعافهم، كما نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات لاحقا اعتقل إثرها 5 مواطنين على الأقل.

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون ليلة أول من أمس خطيب وإمام حسينية الحوزة العلوية في سوريا، سيد ناصر العلوي. وقالت أسرة العلوي إن شخصا أطلق رصاصة واحدة على الضحية أمام منزله في منطقة السيدة زينب في دمشق. وأضافت الأسرة، في بيان، أن المعتدي كان برفقة مجموعة من الأشخاص، واصفة العملية بـ«الإعدام».

وقد نقل العلوي إلى مستشفى المجتهد في دمشق، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. يُذكر أن الضحية أفغاني الأصل وسوري المولد، وكان ناشطا في تأمين المساعدات للعائلات المتضررة المهاجرة إلى منطقة الزينبية بسبب الأحداث الأخيرة.

وفي حلب، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات الأمن والشبيحة كانت منتشرة على الأسطح في حي الإذاعة، بينما سُجل انتشار للقناصة واستهدافها لأي شيء يتحرك، وأفيد بوقوع 4 قتلى وعدد من الجرحى إثر إطلاق نار مباشر على مشيعي أحد قتلى الجمعة في حي الإذاعة، بينما خرجت في كل من بلدة عتمان في درعا وجسر الشغور في إدلب مظاهرات حاشدة، أما في جبل الزاوية في إدلب فقد أكدت لجان التنسيق استشهاد الشرطي المنشق جميل مصطفى الأيوب بعد مداهمة منزله في قرية جوزف من قبل قوات الأمن.

كذلك، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في حمص عن قتل مصور في مبنى المشفى الوطني حي جورة الشياح أثناء قيامه بتصوير الدبابات.

في هذا الإطار، وصف العقيد في الجيش الحر، عارف الحمود، هدنة إطلاق النار بـ«الفاشلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن القول بنجاح نسبي، إما تنجح وإما تفشل، وما جرى على الأرض منذ صباح يوم الخميس دليل واضح على هذا الفشل، إضافة إلى خرق إطلاق النار، فلم يتم تنفيذ البنود الخمسة الأخرى، وأهمها سحب الآليات العسكرية، التي بقيت في مكانها، أو أُخرجت من داخل المناطق ووضعت على أطرافها». وفي حين أكد الحمود التزام الجيش الحر بهذه الهدنة بانتظار ما ستؤول إليه المستجدات واتخاذ قرار عام بذلك، قال: «نؤكد سلمية الثورة، وما نقوم به ليس إلا دفاعا عن النفس وعن المدنيين، وبالتالي نحن بحاجة للشرعية الدولية وملتزمون بالقانون، بينما النظام الذي لن يتقيد بهذه الخطة لأنه على يقين أنه إذا سمح بالتظاهر عندها سيسقط بتصفيق الشعب وليس بالأسلحة».

ورأى الحمود أن «النظام الذي يعيد ترتيب قواته ليستأنف عملياته في المناطق السورية كما كانت في السابق يعتبر أن الثورة انتهت وهو في مرحلة تثبيت الأمن، رافضا التخلي عمَّا يعتقد أنها مكتسبات له، ومستمرا في استهداف المظاهرات وقتل المدنيين».

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» في أوروبا، بسام جعارة، أن «في سوريا قرارا شعبيا لإسقاط نظام الأسد»، مشيرا إلى أن «جيش النظام استعمل أسلحة فتاكة وقنابل فسفورية» ضد المدن والمتظاهرين. وشدد جعارة على أن «معظم المعارضة السورية متفقة على مسألتين، الأولى: إسقاط النظام السوري المجرم الحالي، والثانية: بناء دولة ديمقراطية تعددية مدنية لا إقصاء فيها ولا تمييز لأي مكون من مكونات الشعب السوري»، معربا عن اعتقاده أن «الشوارع السورية ستشهد المزيد من المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، والمزيد من القتل من قبل هذا الأخير»، معتبرا أن «الوقت، لأول مرة، ضد مصلحة النظام، وفي النهاية الشعب السوري سيعلم شعوب العالم كيف تصنع حريتها بدمها».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنه في إطار تصعيد ما سمته المجموعات الإرهابية المسلحة أعمالها الإجرامية التي تستهدف المدنيين والعسكريين ومحاولة نسف أي جهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة وضرب الاستقرار، أقدمت هذه المجموعات على اغتيال العقيد المتقاعد عقل محمود في المدينة العمالية بعدرا، كما أعلنت عن عثور الجهات المختصة، أمس، على جثتين شرق جنوبي الجيزة بريف درعا تبين أنهما تعودان لضابطين هما المقدم محمد علي عتبة من حماه مصياف والملازم أول مجد ماهر بكري من إدلب الجانودية.

وفي دوما بريف دمشق عثرت الجهات المختصة على جثة عيد علي المعطي من إدلب، كما تم العثور على جثة زكية اللحام في كفر بطنا بشارع الكورنيش مصابة بطلق ناري وجثة أحمد العبدالله في الضمير.

وأشارت «سانا» إلى قيام «مجموعات إرهابية» مسلحة، أمس، باختطاف ضابط برتبة عقيد في حماه والمرشح لانتخابات مجلس الشعب محمد إسماعيل الأحمد في بلدة التح بإدلب، إضافة إلى قيامها بهجوم على دورية لحفظ النظام على الطريق الواصل بين درعا والسويداء «بين قريتي الغصم والسهوة»، مما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الأمن وجرح اثنين آخرين.

كذلك، أفادت «سانا» بقيام «مجموعة إرهابية مسلحة» بالاعتداء على حافلة تقل مدنيين في سراقب وحرق المركز الصحي في حي قنينص باللاذقية.