اليمن: 222 قتيلا حصيلة 5 أيام من المواجهات مع «القاعدة»

مقتل 10 جنود في هجوم على نقطة عسكرية قرب عدن.. وهدوء على جبهة لودر

رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة يشارك في حملة لتنظيف العاصمة من أكوام القمامة أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل، أمس، في اليمن، عدد من الجنود وعناصر من تنظيم القاعدة في المواجهات المستمرة في جنوب البلاد، يأتي ذلك فيما هدأت نسبيا حدة المواجهات بين «القاعدة» والمسلحين المدنيين المدعومين من الجيش في مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية، بعد أن ارتفعت حصيلة القتال إلى 220 قتيلا، غالبيتهم من مقاتلي التنظيم المتطرف. في وقت قالت فيه مصادر في صنعاء إن اللجنة العسكرية واصلت مهامها في نزع فتيل الأزمة العسكرية بين الأطراف اليمنية، وقامت بإزالة الكثير من المظاهر العسكرية المسلحة.

وهاجم مسلحو «القاعدة» نقطة «الجعولة» في محافظة لحج على مشارف مدينة عدن، وحسب مصادر مؤكدة لـ«الشرق الأوسط»، فإن 10 من الجنود لقوا مصرعهم، بعد أن هاجم المسلحون النقطة العسكرية، في سياق سلسلة هجمات متواصلة قامت بها هذه المجاميع لاستهداف النقاط والثكنات الأمنية والعسكرية وقضى فيها مئات الضباط والجنود، بصورة أثارت حفيظة الشارع اليمني.

إلى ذلك، قتل 3 من أبرز قيادات تنظيم القاعدة الناشطين في مديرية لودر بمحافظة أبين، بعد 6 أيام من المواجهات الدامية التي تصدى لها المواطنون ومنعوا سيطرة هذه العناصر على المديرية التي كانت مقرا لهم في السابق قبل أن يطردهم منها شباب المدينة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن عناصر في «القاعدة» يتحركون ميدانيا نحو مناطق معينة في محافظات: لحج، والبيضاء وعدن، إضافة إلى تحركاتهم الواسعة لإحكام السيطرة على مدن محافظة أبين التي يسيطرون على عاصمة محافظتها وينطلقون في هجماتهم من مدينة جعار، وسبق لهم أن اتخذوا من جبال المراقشة وحطاط، مناطق للتدريب والاستعداد، خلال فترة التسعينات وإلى سنوات مضت.

وفي هذه المدينة، أيضا، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إنه جرى، أمس، تطهير: «عدد من مناطق وجبال مديرية لودر بمحافظة أبين من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، بعد مواجهات استبسل فيها أفراد اللواء 111 مشاة واللجان الشعبية الأبطال الذين كبدوا تلك العناصر الإرهابية خسائر فادحة»، وقال رئيس أركان اللواء 111 مشاة المرابط في مديرية لودر العقيد الركن فرج حسين أبو بكر إنه «تم تطهير جبل زارة وما حوله كاملا من عناصر تنظيم القاعدة وتكبيدهم خسائر كبيرة بين قتيل وجريح بالإضافة إلى تطهير منطقة المثلث وجبل يسوف بعد معارك قوية استخدمت فيها الدبابات والمدفعية«. وأضاف أن «عصابات تنظيم القاعدة الإرهابي بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح باتت تجر خلفها أذيال الهزيمة وهروب بقية عناصرها»، وأنه: «وبعد هذا الانتصار الكبير تم فتح طريق زاره مكيراس».

وفي سياق متصل، عقد، أمس، لقاء مشترك لمحافظ محافظة أبين الجديد، جمال العاقل، ونظيره محافظ محافظة البيضاء المجاورة، محمد ناصر العامري، والتي يسعف إليها الجرحى من المقاومين المحليين، وحسب المصادر الرسمية، فقد ناقش الاجتماع «عملية التنسيق المشتركة لنقل الجرحى والمصابين المقاومين لتنظيم القاعدة ومعالجتهم في مستشفيات مدينة البيضاء ومديرية مكيراس بمحافظة البيضاء»، وأكد الاجتماع أهمية «تكاتف الجهود والتنسيق الأمني المشترك لضبط تلك الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب ضد المواطنين في محافظة أبين والمحافظات المجاورة»، ثم جرى الاتفاق على عدد من الإجراءات «الهادفة إلى مضاعفة التنسيق الأمني في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي بين محافظتي البيضاء وأبين».

من جهته، كشف مصدر أمني عبر موقع وزارة الدفاع اليمنية (سبتمبر نت) عن هوية منفذ العملية الانتحارية الذي فجر نفسه الجمعة الماضي بالقرب من مبنى الأمن السياسي (المخابرات) بمدينة البيضاء التي لم تكن هناك أي أضرار من العملية الانتحارية سوى مقتل منفذها، وقال المصدر: «إنه شاب يدعى علي صالح مرزة الملقب بعلي حشلة (25 عاما) من أبناء مديرية الطفة محافظة البيضاء».

ويسيطر التنظيم على قطاعات واسعة من جنوب البلاد، خصوصا في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، ويحاول تكثيف عملياته في عدن، كبرى مدن الجنوب وعاصمة اليمن الجنوبي السابق. وأفادت حصيلة جديدة من مصدر عسكري، السبت، بأن 222 شخصا على الأقل بينهم 183 من أنصار «القاعدة»، قتلوا خلال 5 أيام من المعارك حول مدينة لودر في جنوب اليمن التي حاولت الشبكة المتطرفة السيطرة عليها لكنها لم تنجح.