قتيل وعشرات الجرحى في حريق مستودع ضخم للطاقة قرب قناة السويس

شركة البترول استبعدت السبب الإرهابي.. والخسائر المبدئية 10 ملايين دولار

TT

بعد ساعات قليلة من نجاح قوات الإطفاء المصرية في السيطرة على الحريق الهائل، الذي شب مساء أول من أمس داخل صهاريج شركة «النصر للبترول» جنوب مدينة السويس شرق القاهرة، تجددت الحرائق من جديد منذ صباح أمس، ووقع انفجاران آخران ظهر أمس داخل صهاريج البترول.

وقالت السلطات إن الحادث تسبب في سقوط قتيل واحد و55 مصابا، بينهم 12 من رجال الشرطة. وشاركت طائرات تابعة للقوات المسلحة وعربات إطفاء في إخماد النيران التي أصابت سكان المدينة الواقعة على قناة السويس بحالة من الهلع.

وأشارت التقديرات الأولية إلى أن الخسائر المبدئية للشركة تزيد على 10 ملايين دولار، وأن الانفجار قد يتسبب في حدوث أزمة في السولار الذي تنتج منه الشركة نحو 30 في المائة من الاستهلاك داخل السوق المصرية.

واستبعدت التحقيقات الأولية وجود عمل إرهابي وراء الحادث، وقال محققون إن معرفة أسباب الحريق «فنية وتحتاج إلى وقت حتى تتم المعاينة لمكان الانفجار».

ووفقا لشهود عيان، بدأ الحريق في الشركة من أحد الصهاريج الصغيرة بوحدة توليد البخار والزيوت (جهاز التقطير 3) ثم بدأ بعد ذلك يمتد إلى الصهاريج المجاورة حتى وصل عدد الصهاريج التي اشتعلت بها النيران إلى أربعة.

وأكد محمد عامر من قسم الورش في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، وهو أحد شهود العيان على الأحداث في يومها الثاني، أمس (الأحد)، أن الخزان رقم 134 اشتعل بأكمله، وفي انتظار توقف النيران في خزانين آخرين هما رقم 131 و133. وأوضح مسؤول في الشرطة أن المعاينة الأولية كشفت عن أن الحريق شب داخل منطقة خزانات تضم 4 صهاريج، طاقتها 20 ألف طن، إلا أن الكمية، التي كانت موجودة بالفعل، كانت تقدر بـ10 آلاف طن، تبلغ قيمتها نحو 10 ملايين دولار.

وقال اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، أمس، إنه تمت السيطرة على الحريق بالكامل صباح أمس، وإن أكثر من 50 سيارة شاركت في عمليات الإطفاء، جاءت من محافظات الإسماعيلية والشرقية والقاهرة، بينما قررت النيابة العامة في السويس تشكيل لجنة فنية من أساتذة كلية «هندسة البترول»، لإعداد تقرير فني كامل عن الحريق وتقدير خسائره.

وأوضح المهندس كامل سعفان، رئيس الشركة، أن جميع وحدات الشركة توقفت ولا يعمل حاليا سوى مصادر الطاقة وخطوط المياه. وصرح عادل مكاوي، رئيس قطاع المعامل بشركة «النصر للبترول»، أن الانفجار جاء بشكل مفاجئ، و«لم توجد أي أعمال ذات مصدر حراري تؤدي إلى هذا الحريق بهذا الشكل المروع، الذي لم يحدث في تاريخ الشركة ولم يشهده قطاع البترول إلا في حرب 1967 مع إسرائيل».

وشوهدت ألسنة وكور اللهب تتصاعد بشكل كبير حتى ارتفاع 150 مترا في سماء السويس. وقال شهود عيان إنه من حسن الحظ أن الرياح لم تكن قوية، ما منع الحريق من الانتشار وإصابة باقي خزانات البترول والغاز الطبيعي الواقعة على بعد نحو 800 متر.

وأكد الدكتور حافظ الهوان، مدير مستشفى السويس العام، أن المستشفى لم يستقبل حالات جديدة منذ منتصف ليلة السبت، وأن جميع المصابين غادروا المستشفى بعد إسعافهم، مشيرا إلى أن المستشفى ما زال في حالة استعداد قصوى حتى يتم الإعلان عن السيطرة على الحريق بالكامل.

وتم تحويل مسارات الطرق القريبة من موقع الحريق. وأطلقت شركات ومستودعات المواد البترولية بالمحافظة صافرات الإنذار لديها ورفع درجة الاستعداد القصوى مع غلق جميع الخطوط البترولية الواصلة بين الشركة والشركات والمستودعات الأخرى.