النظام السوري يتهم «المجموعات الإرهابية المسلحة» بتصعيد عملياتها.. والمعارضة تنفي

العميد الشيخ لـ «الشرق الأوسط»: النظام يعرف انه سيسقط في الشارع إذا أوقف عملياته

صورة غير مؤرخة وزعتها لجنة التنسيق المحلي السورية لمظاهرة في احدى القرى قرب إدلب (إ.ب.أ)
TT

أكد العميد الركن مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الثوري أن تصريحات مصدر عسكري مسؤول في النظام السوري حول تصاعد الاعتداءات من قبل «المجموعات الإرهابية المسلحة» على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة، منذ إعلان وقف العمليات العسكرية، «عارية عن الصحة تماما»، مشددا على أن «الجيش السوري الحر لا يمتلك طلقة واحدة، بعدما جفت الذخيرة بحوزته في المدن السورية».

وأشار الشيخ في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه أبلغ نائب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، ناصر القدوة، في بداية الشهر الحالي خلال لقاء معه، بأن النظام «سيوجه اتهاماته للجيش الحر وما يطلق عليهم المجموعات الإرهابية بخرق الهدنة، وسيدعي النظام ما يدعيه الآن»، لافتا إلى أنه أبلغه بأن النظام «سينزل شبيحته ورجال أمنه إلى الشوارع، ويلقي التهمة على الجيش الحر». ووجه للقدوة سؤالا: «عندها، من القادر على تحديد المسؤولين عن الانتهاكات؟».

وصرح مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع السورية أمس، بأنه «منذ إعلان وقف العمليات العسكرية، تصاعدت الاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة، التي تجاوزت عشرات الخروقات، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات».

وأضاف المصدر: «بالتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي (العربي - الدولي) كوفي أنان، صعدت المجموعات الإرهابية المسلحة بشكل هستيري من اعتداءاتها على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين».

وأكد المصدر أن الجهات المختصة «انطلاقا من واجبها في حماية أمن الوطن والمواطن، ستقوم بمنع هذه المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الإجرامية، وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم».

وإذ نفى الشيخ ما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن المصدر العسكري، نفيا قاطعا، أكد أن النظام «يعرف أنه سيسقط في الشارع إذا أوقف العمليات العسكرية، لذلك يواصل حربه بلا هوادة»، مشددا على أن «كل تحركات النظام العسكرية وانتهاكاته، مكشوفة ومصورة عبر الأقمار الاصطناعية، ولا يمكن إخفاؤها».

وشدد الشيخ على أن الجيش الحر «بالكاد يستطيع الدفاع عن نفسه، وقد تحولت بنادقه الرشاشة إلى عصي بعد فقدان الذخيرة، فضلا عن أننا أعطينا تعليماتنا لهم بعدم الرد على انتهاكات النظام للهدنة، ولا يمكن لأحد أن يخرق تلك التعليمات». وأشار إلى أن «ما يحصل اليوم من ادعاءات، يعيدنا بالذاكرة إلى أشهر قليلة ماضية حين وصلت بعثة الجامعة العربية إلى دمشق، وادعى النظام أن الجيش الحر يمارس القتل، واليوم يعيد الأسطوانة نفسها».

ووجه الشيخ اللوم إلى المجتمع الدولي «كونه لم يتخذ إجراءات وقرارات توقف النظام عند حده»، مؤكدا أن «لا قرارات دولية حاسمة وُجّهت إلى النظام لإيقافه عند حده»، مشيرا إلى «تراخ في التعامل مع النظام السوري، وسط الضغط الروسي على مجلس الأمن». وقال: «يبدو أن هذا النظام مدلل من قبل المجتمع الدولي، كونه يحقق مصالح الغرب وإسرائيل في سوريا».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، إن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت تصعيد عملياتها الإجرامية والتخريبية واعتداءاتها على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وقوات حفظ النظام في عدد من المناطق بالمحافظات، وذلك بالتزامن مع مناقشة مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار حول إرسال مراقبين إلى سوريا».

وقالت الوكالة إنه «في حلب أطلقت مجموعة إرهابية مسلحة النار في منطقة جبل الإذاعة على المواطنين وقوات حفظ النظام التي لم تكن تحمل أي نوع من السلاح، ما أدى إلى استشهاد المواطن يوسف جمعة حزواني وآخر مجهول الهوية، وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينهم عنصران من قوات حفظ النظام».

وأضاف مراسل الوكالة أن «مجموعات غريبة عن منطقة سيف الدولة وصلت إلى المنطقة بالتزامن مع صلاة الظهر إلى جامع الرشيد، وانتشرت في كل المناطق المؤدية إلى الجامع والمركز الإذاعي والتلفزيوني حاملة الأسلحة والأجهزة المحمولة، ثم بدأت بعملية إطلاق النار بشكل كثيف مستغلة تجمع مئات المواطنين المتوافدين إلى الصلاة»، مشيرا إلى أنها «اعتدت أيضا على الممتلكات العامة والخاصة، وحاصرت مبنى المركز الإذاعي والتلفزيوني، وقامت بعمليات تخريبية في المنطقة، وقطعت كل الطرقات المؤدية إلى المبنى من الجنوب إلى مفرق كلية العلوم عند الشمال، وتمركزوا وسط الحارات، وأحرقوا صيدلية وسيارتين مدنيتين وكمين شرطة تابعا لقسم شرطة الأنصاري».

وأفادت الوكالة بإقدام «مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق قذائف (آر بي جي) على مساكن المواطنين في حي الزهراء في حمص». كما اتهمت «مجموعة إرهابية مسلحة باغتيال العقيد المتقاعد عقل محمود في المدينة العمالية بعدرا في ريف دمشق».