مصادر يمنية لـ «الشرق الأوسط»: اللواء الأحمر المقال قد يحال للقضاء العسكري

قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وعناصر «القاعدة» في جنوب اليمن

يمنية تستند إلى حائط طيني أثناء رحلتها اليومية لطلب المعونة من المارّة حيث تتدهور الحالة المعيشية للمواطنين (رويترز)
TT

ذكرت مصادر سياسية وعسكرية مطلعة أنه من المحتمل أن يحال اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني المقال، إلى محكمة عسكرية مختصة، وقد يجرد من رتبته العسكرية إذا ما أصر على مواصلة الامتناع عن تنفيذ قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يقضي بإقالته. وقالت تلك المصادر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، مشترطة حجب أسمائها: «إذا ما استمر محمد صالح الأحمر في الامتناع عن تنفيذ القرار الرئاسي الذي يقضي بإقالته من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، فإنه من المحتمل أن يحال خلال اليومين المقبلين إلى محكمة عسكرية مختصة، مع احتمال تجريده من رتبته العسكرية». وقالت تلك المصادر إن اللواء الأحمر «يحتمي حاليا بحراسات من الحرس الجمهوري». وأضافت: «قرارات الرئيس هادي نافذة وغير قابلة للنقاش، وسوف تنفذ بحذافيرها، ولا تراجع عنها». وأكدت المصادر «أن اللواء الأحمر يسعى من خلال تمرده على القيادة السياسية إلى تحسين شروط خروجه من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي».

وفي السياق ذاته، أعلنت المزيد من الألوية العسكرية في القوات المسلحة اليمنية، أمس، دعمها وتأييدها للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، وأعلن «اللواء العسكري 22 رادار»، و«اللواء 90 طيران»، و«اللواء 190 طيران»، و«اللواء 170 دفاع جوي» بالتزامن مع تجدد الاحتجاجات في القوات الجوية والدفاع الجوي من قبل من يسمون أنفسهم «أحرار الجوية»، للمطالبة برحيل اللواء محمد صالح الأحمر، الذي جرت إقالته من القيادة وتعيين بديل له، غير أنه يرفض، حتى اللحظة، الامتثال للقرار الرئاسي وتسليم قيادة الجوية إلى خلفه، بعد أن قام أنصاره، الأسبوع الماضي، بتعطيل حركة الطيران المدني في مطار صنعاء الدولي.

على الصعيد السياسي، ذكرت مصادر حكومية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي التقى، أمس، سفراء دول الاتحاد الأوروبي، وأطلع هادي السفراء على نتائج تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، ونقل عن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، السفير ميكليه سيرفونه دورسو، قوله لهادي: «نحن هنا نؤكد الدعم الكامل لكم في كل الخطوات والقرارات التي تتخذونها، وندعم بقوة كل ما ستتخذونه في إطار سعيكم القوي والحثيث لإخراج اليمن من أزمته وظروفه الصعبة الراهنة». وأبدى السفراء «استعداد الاتحاد الأوروبي لبحث الخيارات المناسبة ضد كل من يقف في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة»، وقال دورسو: «نعتقد جميعا أن المضي في الطريق المرسوم لإخراج اليمن من الأزمة أمر حيوي ومهم للمجتمع الدولي كله، ولا يحق لأي طرف أو جهة الوقوف أمام هذا الاتجاه». كما رحب بقرار الحكومة اليمنية تشكيل لجنة خاصة للتواصل مع الشباب في ساحات الاعتصامات، واعتبرها «خطوة مهمة في طريق الحوار الوطني الشامل الذي ستلتقي فيه جميع الأطراف والقوى السياسية والثقافية والمجتمعية دون استثناء لأحد، وبما يرسم الخطوات المحددة للدولة المدنية الحديثة التي تضمن العدالة والمساواة والحرية للجميع».

وعلى صعيد الوضع في الجنوب تواصلت المواجهات المتصاعدة في جنوب اليمن بين القوات الحكومية المسنودة بعناصر اللجان الشعبية وبين عناصر تنظيم القاعدة المتنامي نشاطه هناك، حيث قتل، أمس، عدد من الأشخاص في تفجير انتحاري في أبين، كما سقط المزيد من عناصر التنظيم قتلى في غارات جوية. وأعلنت مصادر حكومية يمنية أن 3 مواطنين قتلوا أمس، وأصيب 8 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة مفرق الحضن بمديرية لودر في محافظة أبين التي تشهد مواجهات عنيفة مع عناصر «القاعدة» منذ نحو أسبوع بصورة متتالية، ورجح مراقبون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» أن «القاعدة» لجأت إلى أسلوب التفجيرات الانتحارية مجددا، بعد أن تلقت ضربات قاسية وموجعة، الأيام الماضية في لودر، على يد القوات الحكومية، وبالأخص من قبل اللجان الشعبية وشباب ملتقى لودر الذين دحروا محاولة المسلحين المتشددين السيطرة على المدينة. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن «عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة، أقدمت على قصف عدة منازل للمواطنين بمدينة لودر بمحافظة أبين، بينها منزل محمد الوحيشي وكيل أمانة العاصمة، ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص بينهم 3 أطفال و3 نساء». وأشارت إلى مقتل أحد القيادات البارزة في «القاعدة» بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، ويدعى زايد ناصر عمر السعيد، مع عدد من زملائه في مواجهات «مع أبطال القوات المسلحة». كما أعلنت السلطات اليمنية عن مقتل 3 أطفال في عبوة ناسفة انفجرت في مدينة القطن، بمحافظة حضرموت، حينما مر الأطفال بجوار العبوة التي انفجرت بهم، والتي يعتقد أن عناصر «القاعدة» هم من قاموا بزراعتها في تلك المنطقة التي ينشطون فيها، أيضا، بجنوب شرقي اليمن، وسبق لهم أن نفذوا عدة عمليات استهدفت رجال الجيش والشرطة قتل فيها مدنيون. وكان عدد من عناصر تنظيم أنصار الشريعة التابع لـ«القاعدة» قتلوا في وقت متأخر من مساء أول من أمس، في غارة جوية استهدفتهم في محافظة البيضاء المجاورة لأبين، وأعلنت السلطات اليمنية مقتل هؤلاء المتشددين في غارة قالت إن الطيران اليمني نفذها، غير أن مصادر أخرى تشير إلى طائرات أميركية من دون طيار هي من نفذت الغارة.