مصادر إسرائيلية: لقاء بين عباس ونتنياهو في الأيام القريبة

بعد تراجعه عن شرط الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل دولة يهودية

TT

ذكرت مصادر إسرائيلية عليمة، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينوي التراجع عن الشرط التعجيزي الذي كان يضعه حتى الآن بأن تعترف السلطة الفلسطينية بإسرائيل دولة يهودية، شرطا لإطلاق مفاوضات جادة حول قضايا الصراع الدائمة (الحدود - القدس -اللاجئون)، وأنه قرر أن يترك هذا الشرط مؤقتا، على أن يثيره من جديد في نهاية المفاوضات.

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «يتيد هنئمان» التابعة لحزب ديني مشارك في الحكومة، أن لقاء قمة رسميا سيعقد في غضون أيام بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وأن هذا اللقاء تقرر في ضوء تنازل نتنياهو عن شرط الاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية».

وقالت مصادر سياسية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن خطة نتنياهو هذه انجلت خلال التحضير لتسلم الرسالة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والرد على هذه الرسالة بشكل خطي. وأضافت أن نتنياهو ينوي الاقتراح على عباس رفع مستوى المفاوضات بين البلدية إلى «لقاءات قمة بأربع عيون». ولكي يتغلب على الشرط الذي يضعه عباس بتجميد البناء الاستيطاني، قرر إبلاغه بأنه لا يتنازل عن مطلبه بالاعتراف بالدولة اليهودية «في هذه المرحلة من التفاوض».

ولم تستبعد الصحيفة في تعليق لها أن يكون نتنياهو قرر إحداث تغيير في وضعية الجمود التام القائم حاليا في المفاوضات، ولذلك يكتب رسالته بروح إيجابية. وأكدت أن الدافع لذلك هو كثرة الانتقادات في الغرب لإسرائيل على سياستها الاستيطانية وعلى تخريبها الجهود للتفاوض.

المعروف أن الرئيس الفلسطيني أعد رسالته إلى نتنياهو منذ أكثر من شهر. وقد مرت الرسالة بعدة تصحيحات وتغييرات، خلال البحث في مضمونها داخل المؤسسات الفلسطينية وفي لجنة متابعة المفاوضات المنبثقة عن الجامعة العربية وفي المحادثات مع الاتحاد الأوروبي ومندوب الرباعية الدولية وكذلك في المكالمة الهاتفية الثنائية بين عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما وغيره. وقد طلب الأكثرية من عباس أن لا يهدد بحل السلطة الفلسطينية، احتجاجا على سياسة إسرائيل وعقابا لها، باعتبار أن مثل هذه الخطوة تقضي على ما تبقى من آمال لتسوية الصراع بالطرق السلمية، وقالوا له إن مثل هذه الخطوة قد تجر إلى تبعات مدمرة على حياة الإنسان الفلسطيني ونصحوا عباس بأن لا يتحمل وزرها.

وقد أوضح الرئيس الفلسطيني، في حديث له في نهاية الأسبوع، خلال لقاء مع السفراء العرب في طوكيو، أنه سيقول في رسالته المقرر إرسالها إلى نتنياهو، بواسطة وفد رفيع برئاسة د. سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، إن إسرائيل جردت السلطة الفلسطينية من سلطاتها فأصبحت سلطة من دون سلطة، مشيرا إلى أنه سينتظر الرد الإسرائيلي بعد أسبوعين وأنه في حال عدم نجاح هذا المسعى، فإن الولايات المتحدة ستتقدم باقتراحات وفي حال عدم نجاحها فإن القيادة الفلسطينية ستجتمع لاتخاذ القرار.

ومن المقرر أن يسلم فياض الرسالة إلى نتنياهو في غضون الأيام المقبلة، لكن الموعد النهائي سيحدده نتنياهو، علما بأنه لم يرد بعد على الطلب الفلسطيني بعقد الاجتماع.

وفي إسرائيل، يقول مقربون من نتنياهو إنه ينوي التركيز على القضية الأمنية، بدعوى أنها أكثر ما يهم المواطنين في إسرائيل، وسيقول، حسب «يديعوت أحرونوت»، أمس، إنه يريد أن يبقي قوات إسرائيلية في غور الأردن حتى لو ضمن اتفاق إيجار واستئجار، وإنه يريد أن يعرف إن كان الفلسطينيون مستعدين لاتفاق أمني جدي يلبي مطالب إسرائيل، بخصوص بقاء الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.

وطلبت الصحيفة أن تسمع ردا فلسطينيا على هذا التوجه، فقال لها مسؤول فلسطيني طلب عدم نشر اسمه إن تخلي نتنياهو عن مطلبه بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية هو تطور إيجابي مفاجئ ولكنه لن يفضي إلى استئناف المفاوضات، والسبب في ذلك، حسب التصريح الذي نقلته الصحيفة، أن العقبة الكأداء أمام استئناف المفاوضات هو استمرار البناء في المستوطنات ومواصلة نهب الأرض الفلسطينية ومصادرتها بقوة الاحتلال وعمليات التهويد التي تشهدها القدس.

ورفض المسؤول الفلسطيني مقولة إن المفاوضات يجب أن تستأنف بلا شروط، وقال إن موضوع الاستيطان ليس شرطا مختلقا، إنما هي محاولة لمنع عملية سرقة في وضح النهار؛ «فالعالم كله يقول لهم إن الاستيطان غير شرعي، وهم لا يكترثون؛ بل يبنون بشكل جنوني».