أوباما يؤكد ثقته بحراسه بعد تورط بعضهم في فضيحة جنسية

اختتام قمة الأميركتين.. ومشاركة كوبا ترهن مستقبل اجتماعات التجمع الإقليمي

قادة الدول المشاركة في قمة الأميركتين يغادرون بعد التقاط صورة لهم في قرطاجنة أمس (رويترز)
TT

أكد المتحدث باسم باراك أوباما أن الرئيس الأميركي لا يزال يثق بحراسه الشخصيين، وذلك بعد استدعاء بعض منهم إلى واشنطن، على خلفية تورطهم المفترض في علاقات مع بائعات هوى، أثناء مشاركة الرئيس في قمة الأميركتين في كولومبيا. وجاء هذا فيما اختتمت أمس القمة السادسة للأميركتين، في مدينة قرطاجنة الكولومبية، وسط جدل بين الدول الأعضاء حول كوبا التي أصبحت قضية تهدد مستقبل هذا الاجتماع الإقليمي.

شابت زيارة الرئيس أوباما إلى كولومبيا، فضيحة جنسية تورط فيها 11 من حراسه و5 عسكريين أميركيين أعدوا لرحلته إلى هذا البلد للمشاركة في قمة الأميركتين. وانفجرت القضية بُعيد وصول أوباما، الجمعة، إلى قرطاجنة، وتفاقمت في اليوم التالي، ما أجبر البيت الأبيض على تأكيد أن أوباما يركز على البرنامج الرسمي للزيارة. وكان الجهاز السري، قوة النخبة المكلفة حماية أوباما، أعلن الجمعة أنه يشتبه في أن عددا من أعضائه «أساءوا التصرف في قرطاجنة» في كولومبيا قبل رحلة الرئيس، من دون أن يضيف أي تفاصيل. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن رئيس الاتحاد الأميركي لضباط الشرطة الفيدرالية أن واحدا على الأقل من هؤلاء الشرطيين اتهم بإقامة علاقات مع بائعات هوى في قرطاجنة. وأعلنت شرطة النخبة الأميركية أول من أمس تعليق عمل 11 من عناصرها بعد الاتهامات بتورطهم في قضية جنسية في قرطاجنة. وقال المدير المساعد لجهاز الخدمة السرية الأميركي بول موريسي إن «أعضاء الجهاز المتورطين اقتيدوا إلى القسم المركزي لجهاز الخدمة السرية في واشنطن ليتم استجوابهم»، مضيفا أن «هؤلاء الموظفين الـ 11 أوقفوا عن العمل».

وفي حديثه عن حيثيات القضية، قال موريسي «وجهت اتهامات إلى 11 عنصرا في جهاز الخدمة السرية بسوء السلوك في قرطاجنة في كولومبيا، قبل سفر الرئيس» أوباما. إلا أن المسؤول أوضح أن «أيا (من هؤلاء العناصر) لم يفصل بسبب (الإخلال بواجب) الحماية المباشرة للرئيس»، من دون تقديم تفاصيل حول التهم الموجهة لهؤلاء العملاء. وبدورها، قالت القيادة العسكرية الأميركية لأميركا الجنوبية، أول من أمس، إن 5 من أفراد القوات المسلحة أرسلوا إلى قرطاجنة في مهمة دعم للجهاز السري «أساءوا التصرف» في إطار القضية نفسها على ما يبدو. وأضاف المصدر نفسه أن الوقائع المنسوبة إليهم «جرت في الفندق نفسه الذي كان يقيم فيه عناصر الجهاز السري الذين تم سحبهم». وقال قائد القيادة العسكرية لأميركا الجنوبية الجنرال دوغلاس فريجر إن هؤلاء الخمسة قد تتم إحالتهم على القضاء العسكري. وعبر عن «خيبة أمله» لسلوك «لا يليق بما ننتظره من أفراد الجيش الأميركي».

من جهته، أكد المتحدث باسم باراك أوباما أن الرئيس الأميركي لا يزال يثق في حراسه الشخصيين. وقال المتحدث جاي كارني، في مؤتمر صحافي في مدينة قرطاجنة الكولومبية، إن «الرئيس على ثقة تامة في الجهاز السري الأميركي»، مضيفا أن «هذا الحادث لم يكن له أي تأثير على أمن الرئيس».

وحول أعمال قمة الأميركتين، مارس قادة الدول الأعضاء في منظمة الدول الأميركية التي تضم أكثر من 30 بلدا، في اجتماعهم في قرطاجنة على البحر الكاريبي، ضغوطا هائلة على الرئيس أوباما لانتزاع حق جزيرة كوبا في المشاركة في القمة المقبلة. ورأى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أنه «من غير المقبول» التفكير في قمة مقبلة بلا كوبا، وأنه يجب العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة الدبلوماسية. وقال وزير الخارجية البيروفي رافايل رونكاليو إن الاجتماع العام الذي عقد في جلسة مغلقة الجمعة «شهد خلافات ومناقشة صريحة». وأضاف بُعيد انتهاء الاجتماع الذي عقد السبت: «الآن نريد إعلانا ختاميا للقمة وعلى الرئيس الكولومبي إعداده». وبعد اجتماع جديد بين الرؤساء صباح أمس، أعلن سانتوس البيان الختامي، مع نظيره البنمي ريكاردو مارتينيلي الذي يفترض أن يستضيف القمة المقبلة للمنظمة التي تعقد كل 3 سنوات. لكن عقدها بقي محل شك خلال الاجتماعات.

فقد قالت الدول السبع الأعضاء في التحالف البوليفاري للأميركتين الذي يضم خصوصا كوبا وحليفاتها فنزويلا والأكوادور وبوليفيا، إنها لن تشارك في أي قمم تحرم كوبا من المشاركة فيها. وحذر الرئيس البوليفي ايفو موراليس، أول من أمس، من أنه «إذا لم تدعم الولايات المتحدة هذه الاندفاعة الجديدة لأميركا اللاتينية فإنني على ثقة من أنه لن تعقد قمة للأميركتين بعد اليوم». ولم تحضر كوبا التي طردت من المنظمة منذ نصف قرن وتفرض عليها الولايات المتحدة حصارا، هذا النوع من القمم التي تنظم منذ 1994. وألغي طرد كوبا في 2009 لكن هافانا رفضت باستمرار العودة إلى هذه المنظمة التي تقول واشنطن إنها لا تحترم ميثاقها الديمقراطي. لكن الموقف الأميركي لم يتغير. وقد صرح أوباما حتى قبل بدء القمة أن كوبا «لم تبد أي اهتمام بتعديل علاقاتها مع الولايات المتحدة». كما قال مساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس: «قلنا وكررنا إنه سيأتي يوم نرحب فيه بكوبا ديمقراطية تشارك في قمة الأميركتين. لكن للأسف هذا اليوم لم يأتِ بعد». وكان مقررا أن يبحث القادة في قمة الأميركتين أيضا الموضوع الشائك الآخر وهو مكافحة المخدرات.