زعيم كوريا الشمالية ملمحا لامتلاك السلاح النووي: لم يعد بإمكان أي بلد مهاجمتنا

موفد أميركي يبدأ جولة آسيوية لتشكيل جبهة ضد بيونغ يانغ

كيم جونغ أون يصفق أثناء مغادرته عرضا عسكريا بمناسبة مرور مائة عام على مولد جده مؤسس البلاد كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ أمس (رويترز)
TT

أكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أمس، في أول خطاب له موجه إلى الأمة، أن كوريا الشمالية لن تكون أبدا مهددة بالسلاح النووي، وذلك بعد يومين من عملية إطلاق قمر صناعي فاشلة يشتبه الغرب بأنها اختبار صاروخ باليستي.

وقال الزعيم الشاب، الذي لم يبلغ الثلاثين عاما: «إن التفوق العسكري والتقني لم يعد بأيدي الإمبرياليين وحدهم»، مضيفا أن «الزمن الذي كان فيه العدو يهددنا ويبتزنا بقنابل ذرية قد ولى»، ملمحا بذلك إلى أن بلاده باتت تمتلك سلاح الردع هذا. وأكد كيم جونغ أون: «ليس هناك أي بلد يستطيع مهاجمتنا». وظلت الدول الغربية تتهم، منذ سنوات، نظام بيونغ يانغ الشيوعي بامتلاك عدة قنابل نووية والقيام بتجارب نووية من أجل تصغيرها ووضعها في صواريخ.

وألقى الزعيم الكوري الشمالي كلمته في حضور كبار مسؤولي الجيش والحزب الذين كانوا يحضرون عرضا عسكريا كبيرا بمناسبة مرور مائة عام على ولادة جده مؤسس النظام الكوري الشمالي كيم إيل سونغ. وذكر كيم أن الجيش الشعبي لكوريا الشمالية «بدأ تاريخه بمسدسين». وأضاف: «اكتسبنا خبرة كبيرة ونحن اليوم قادرون على مقاتلة أي عدو».

ويضم الجيش الكوري الشمالي 1.2 مليون جندي، وهو الرابع في العالم من حيث العدد، لكن أسلحته من إنتاج روسي وقديمة إلى حد ما. وقال كيم جونغ أون: «من أجل شعبنا، السلام مهم جدا، لكن الكرامة والسيادة تحتلان المرتبة الأولى. والجيش يجب أن يدافع عنهما».

وتحدث الزعيم الكوري الشمالي عن الوضع الاقتصادي في البلاد التي تشهد نقصا في المواد الغذائية بينما تخصص ميزانية كبيرة للقطاع العسكري طبقا لمبادئ «سونغون» التي تعطي الأولوية للجيش. وقال إن الكوريين الشماليين الذين «واجهوا تحديات كبيرة وخدموا بوفاء الحزب، لن يكون عليهم شد الأحزمة بعد اليوم ويمكنهم الاستمتاع بالرخاء الاشتراكي».

وبدأ العرض العسكري والاحتفالات في ساحة كبيرة تحمل اسم مؤسس البلاد كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ. وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لآلاف الجنود المشاركين في العرض العسكري، وهم يحملون رايات حمراء ويسيرون بخطوات متناسقة على أصوات قرع الطبول في ساحة كيم إيل سونغ الكبيرة. وقال الزعيم الكوري الشمالي أمام حشد من الجماهير التي كانت تصفق له في خطاب بثه التلفزيون: «أقدم خالص احترامي وتقديري للرفيقين العظيمين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل» والده الذي توفي في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويعتبر هذا أول خطاب علني يلقيه كيم جونغ أون منذ توليه قيادة كوريا الشمالية بعد وفاة والده كيم جونغ إيل. وألقى كيم جونغ أون، الذي ارتدى بزة سوداء، خطابه المعد مسبقا من على منصة أمام عشرات آلاف الجنود المشاركين في العرض العسكري. وقد تلاه بسرعة ومن دون أي ابتعاد عن النص المكتوب أو النظر إلى الحضور إلا في مرات نادرة. وقال كيم جونغ أون: «أود توجيه تحياتي إلى مواطنينا في كوريا الجنوبية وفي باقي أنحاء العالم الذين يعملون في سبيل توحيد الأمم وازدهارها». وأضاف، مشيرا بإصبعه إلى الجنود: «لنسِر باتجاه نصرنا النهائي!»، بينما كان الجنود يهتفون: «مانساي» (طال عمرك).

كان كيم جونغ أون قد عين، الأسبوع الحالي، سكرتيرا أول للحزب الحاكم في البلاد. واتخذ القرار في مؤتمر استثنائي لحزب العمل الكوري الحاكم في إطار الاحتفالات بالعيد المئوي لمولد مؤسسه كيم سونغ إيل الذي حكم من 1948 إلى وفاته في 1994. وقبل ذلك، عين كيم جونغ أون قائدا أبديا للحزب الحاكم. وذكر أجانب يقيمون في المنطقة التي تجرى فيها الاحتفالات أن آلاف العمال عملوا لشهرين على تنظيف وإصلاح وطلاء مباني المدينة وزراعة الأشجار والورود فيها لإعطائها حلة جديدة بمناسبة هذه الاحتفالات.

جاءت كلمة كيم جونغ أون بينما توجه مبعوث أميركي إلى آسيا في محاولة لتشكيل جبهة موحدة لمنع «استفزازات جديدة» من قبل كوريا الشمالية بعد محاولة إطلاق الصاروخ الفاشلة. وكان مفترضا أن يصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، كورت كامبل، أمس، إلى اليابان قبل توقف في كوريا الجنوبية ثم في سنغافورة. وبعد ذلك سيزور الهند. وقبل مغادرته واشنطن، أشاد كامبل بـ«الرد السريع والقوي من الأسرة الدولية» بعد عملية إطلاق الصاروخ التي تؤكد بيونغ يانغ أنها كانت تهدف إلى وضع قمر صناعي في المدار. وأضاف كامبل للصحافيين في مطار دالس قرب واشنطن أن «هناك تصميما كبيرا من جانب شركائنا الدوليين في منطقة آسيا والمحيط الهادي على توجيه رسالة واضحة جدا لمنع استفزازات جديدة من قبل كوريا الشمالية».