الألعاب الإلكترونية تعبر عن المجتمعات التي تصنعها

30 عاما من «غيم بوي» إلى «آي فون»

TT

عبرت شركة «ناينتيندو» اليابانية الرائدة في مجال الألعاب الإلكترونية إلى الجانب الآخر من العالم من أجل إطلاق نسختها في الولايات المتحدة، نسختها من الحرية. وكان المنتج الجديد هو «غيم بوي»، وهو عبارة عن قطعة بلاستيكية في حجم كف اليد تعمل بالبطارية وتعد بمنح مستخدميها الحرية بعد كل تلك العقود من القيود المجهدة وظلم غرف الترويح ومطاعم البيتزا والألعاب الإلكترونية التي تعمل بالعملات المعدنية.

ويشير الذين يجرون دراسات على الألعاب إلى أنها تعبر عن شكل المجتمعات التي تُصنع وتستخدم بها. على سبيل المثال تعد لعبة «مونوبولي» نموذجا يعبر عن فترة الثلاثينات، حيث تتيح اللعبة للجميع أن يكون قطب أعمال في خضم فترة الكساد. وتعبر لعبة «ريسك»، التي ظهرت في الخمسينات، عن السياسة الواقعية العملية للحرب الباردة، بينما تعد «تويستر» التعبير الواضح عن حرية العلاقات الجنسية في منتصف الستينات. اخترعت لعبة «تيتريس» بالتحديد في المكان والزمان المتوقعين، في معمل بالاتحاد السوفياتي عام 1984 ويتجلى هذا فيها بوضوح، فالعدو في «تيتريس» ليس هو الشرير الذي يمكن تحديد هويته، مثل دونكي كونغ ومايك تايسون وكارمن ساندييغو، فهو بلا وجه ولا يكل ولا يعمل وفق منطق ولا يفتأ يهددك بالقضاء عليك. وتتساقط المكعبات بحماس كبير وليس أمامك للتصدي لها سوى سلسلة متكررة من التصنيف الأجوف. إنها البيروقراطية في أوضح صورها وعمل بلا هدف أو غاية ومن المستحيل الهروب منه. تتمثل الإهانة الأخيرة في هذه اللعبة في تقويض الإرادة الحرة. ورغم وضوح عدم جدواها، لا يمكن أن نحمل أنفسنا على تحريك المكعبات المتساقطة بشكل دائري، فهي تجبرنا مثلها مثل كل الألعاب الغبية على عقاب وتعذيب أنفسنا. عام 2009 أي بعد 25 عاما من اختراع «تيتريس»، تمكنت شركة فنلندية شبه مفلسة تسمى «روفيو» من الدمج بين اللعبة والجهاز في اختراعها «أنغري بيردز».