قبيل وصول المراقبين: مدافع الهاون تدك حمص وطائرات الاستطلاع تقصف 3 أحياء.. و15 قتيلا

إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: النظام يعزز آلياته وأسلحته الثقيلة بدلا من سحبها من الشوارع

رتل من الدبابات في مدينة رنكوس شمال العاصمة السورية أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قبل ساعات من وصول بعثة المراقبين الدوليين، أظهر الوضع الميداني المتفجّر في سوريا أن خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان لوقف إطلاق النار، لم تحقق أيا من أهدافها حتى الآن، مع تجدد القصف العنيف على مدينة حمص وسقوط أكثر من 15 قتيلا معظمهم في حمص، ومواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي؛ بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية. في وقت أكد فيه الناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري يدخل تعزيزات على آلياته العسكرية ودباباته ومدافعه وصواريخه بدلا من سحبها من الأحياء والشوارع».

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، أن «أحياء عدة في مدينة حمص تعرضت للقصف العنيف من قبل جيش النظام الحاكم، وسقوط عدة قذائف هاون من عيارات مختلفة، مما أدى إلى احتراق عدد من المنازل، كما سمع دوي انفجارات هزت حي البياضة». بينما أوضح ناشطون أن عددا من العائلات الحمصية النازحة بدءا بالعودة إلى حمص وريفها، لتفقد منازلهم، بينما مكث العدد الأكبر من النازحين الحماصنة ينتظرون ما ستتمخض عنه مهمة المراقبين الدوليين في سوريا.

وأوضح المرصد أن حي الخالدية في حمص «تعرّض لقصف عنيف جدا، وبمعدل ثلاث قذائف بالدقيقة الواحدة، وهو القصف الأعنف منذ سريان وقف النار صباح يوم الخميس الماضي طبقا لخطة أنان». في حين أفاد المتحدث باسم «مجلس قيادة الثورة» خالد أبو صلاح، بأن «طائرات الاستطلاع قصفت صباح اليوم (أمس) أحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور».

أما في درعا، فأعلن ناشطون أن «منطقة الصنمين شهدت في ساعات الفجر الأولى (أمس) حملة دهم وتفتيش واعتقالات واسعة من قبل قوات الأمن، ترافقت مع الضرب المبرح لأصحاب المنازل وسرقة ممتلكاتها وحرق أثاثها، كما شهدت المنطقة انشقاق بعض عساكر الجيش وانضمامهم إلى الجيش الحر». وأشار الناشطون أيضا إلى أن «قوات الأمن اقتحمت حي قنينص في اللاذقية بعد تطويقه وداهمت البيوت، وقامت بحملة اعتقالات عشوائية أسفرت عن اعتقال أكثر من عشرة أشخاص».

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة قامت بإطلاق نار كثيف لأكثر من مرة بهدف منع تشييع جنازة أحد الضحايا في مدينة دوما، وقالت مصادر محلية إن بلدة عين ترما في ريف دمشق شهدت اشتباكا ليل أول من أمس بعد هجوم على جنود موجودين عند أحد الحواجز هناك، وسمعت أصوات إطلاق نار وقنابل لمدة 20 دقيقة.

كما سمع صوت إطلاق نار كثيف في مدينة حماه، ليل أول من أمس، وقامت قوات الجيش النظامي باقتحام قرية حربنفسه في ريف حماه، وبحسب لجان التنسيق المحلية توفيت، يوم أمس، طفلة في مدينة الرستن، وشاب في وادي بردة.

في هذا الوقت وصف الناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» وعضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي استمرار النظام السوري بالتصعيد وقصف المناطق السكنية بـ«الخطير جدا». وأكد إدلبي لـ«الشرق الأوسط» أن النظام «ماض في استخدام أسلحته الثقيلة، وقصف المناطق والأحياء السكنية وإقدامه على إدخال تعزيزات على آلياته العسكرية ودباباته ومدافعه وصواريخه بدلا من سحبها من الأحياء والشوارع».

وقال إدلبي: «ما زالت أحياء حمص تتعرض للقصف العنيف، وهذا اليوم (أمس) هو يوم دام، إذ سقط سبعة شهداء في حمص وحدها، إضافة إلى سقوط عدد آخر في درعا. كما أن مدفعية النظام دكّت أحياء الخالدية والبياضة وقلعة حمص الأثرية، من مرابض المدفعية المتمركزة في منطقة الغابة في حي الوعر، ومن الحاجز الذي أقامته في حي القصور»، مؤكدا أن «القصف طال مناطق عدة في ريف حلب وحملات دهم واعتقالات في ريف دمشق، فضلا عن استقدام مدرعات إلى هذه المناطق، مما يؤكد أن النظام السوري لم يلتزم بأي شيء من مبادرة وقف إطلاق النار، وهو الآن يعزز قواته وأسلحته الثقيلة وليس بوارد سحبها».

وأبدى إدلبي أسفه لـ«استمرار سقوط الشهداء بالعشرات على الرغم من مضي أربعة أيام على دخول خطة وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ»، وردا على سؤال عما إذا كان النظام السوري هو من كسب من مبادرة أنان، بحيث وافق عليها بينما بقيت قواته وعملياته على الأرض، شدد على أن «الشعب السوري هو من كسب في السياسة، أما النظام فكسب مزيدا من كراهية الشعب له، وكسب تأكيدات المجتمع الدولي بأن هذا النظام غير ملتزم بحل الأزمة»، مشيرا إلى أن «المكاسب الأمنية التي يحققها نظام الأسد ستزيد من عزلته الداخلية والخارجية وتعمق مأزقه، وستزيد من تمسك الشعب السوري أكثر بالحرية وتصميمه على التخلص من هذا النظام المجرم».