الأمم المتحدة تبلغ عن وقوع انتهاكات منذ بدء الهدنة في سوريا

أكثر من 11 ألف قتيل في سوريا بينهم 55 بعد وقف إطلاق النار

TT

بينما أعلن أمس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومركزه لندن، عن سقوط أكثر من 11 ألف ضحية في سوريا جراء أعمال العنف الدائرة هناك منذ مارس (آذار) 2011، وأن من بينهم 55 شخصا في الأربعة أيام الأخيرة (ليس من بينها أمس) بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والمعارضة حيز التنفيذ.. قال محققو الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنهم تلقوا تقارير عن قيام القوات السورية بعمليات قصف واعتقال منذ وقف إطلاق النار، وكذلك عن قيام قوات المعارضة بإعدام بعض الجنود الذين اعتقلوهم، رغم إقرار المحققين بانخفاض مستوى العنف بوجه عام.

وعبر المحققون الذين يرأسهم البرازيلي باولو بنهيرو في بيان عن قلقهم تجاه ما وصفوه بـ«تدهور الوضع الإنساني في سوريا»، والتي فر منها عشرات الآلاف من المدنيين بسبب تصاعد حدة القتال قبل بدء سريان الهدنة الأسبوع الماضي.

وأقر فريق المحققين بأن مستويات العنف تراجعت بوجه عام في بعض المناطق بسوريا منذ الهدنة، لكنهم قالوا «إنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء روايات تتحدث عن عدد من الحوادث منذ ذلك الحين، منها قصف حي الخالدية ومناطق أخرى في حمص على أيدي القوات الحكومية، واستخدام الأسلحة الثقيلة مثل الرشاشات في مناطق أخرى منها إدلب وبعض ضواحي دمشق».. كما أضاف البيان: «تشعر اللجنة أيضا بالقلق من تقارير عن اعتقالات جديدة خاصة في حماه وحلب».

ولم يسمح للفريق الذي يرفع تقاريره إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بدخول سوريا لكنه أجرى مقابلات مع لاجئين في الدول المجاورة وجمع شهادتهم. وأضاف الفريق «واصلت اللجنة أيضا تلقي تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها جماعات مسلحة مناهضة للحكومة شاركت في القتال ضد الجيش السوري.. بعد وقف إطلاق النار منها إعدام جنود أمسكوا بهم خلال مواجهات مسلحة». يأتي ذلك بينما أسفرت أعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام عن مقتل أكثر من 11100 شخص، بينهم 55 بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الخميس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «وصل عدد الشهداء إلى 11117 شخصا، هم 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم نحو 600 منشق».

وأوضح عبد الرحمن أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الخميس وصل إلى 55 شخصا، بينهم ثلاثة سقطوا برصاص مجهولين، والباقون بنيران القوات النظامية. ولم يتضمن التقرير ما نقل عن مقتل أكثر من 30 شخصا أمس في مناطق عدة في سوريا.

لكن تقارير أخرى للمعارضة السورية تشير إلى مقتل أكثر من 150 شخصا خلال فترة توقف إطلاق النار، وهو ما لا يمكن التأكد منه بدقة نظرا لعدم وجود جهات إعلامية أو حقوقية تعمل بصورة حيادية داخل الأراضي السورية، حيث إن السلطات في دمشق تمنع أغلب تلك المنظمات من العمل أو تمارس بحق الجهات العاملة هناك تضيقات في عملها.