الإمارات: احتلال إيران للجزر الثلاث قد يمس الأمن والسلم الدوليين

طهران تصعد الأزمة.. وصالحي يؤكد رفض بلاده التخلي عنها

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان
TT

في دلالة على خطورة الأوضاع في الخليج وجدية التعامل مع ملف الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أمس إن عدم التوصل إلى حل للنزاع بين بلاده وإيران حول الجزر الثلاث في الخليج قد يمس بـ«الأمن والسلم» الدوليين. وبعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى المحتلة الأسبوع الماضي، يعد مجلس تعاون دول الخليج اجتماعا اليوم لبحث القضية في وقت واصلت فيه الحكومة الإيرانية تصريحاتها الاستفزازية.

وأكد الشيخ عبد الله في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات أنه «لا نستطيع أن نترك الأمر (النزاع حول الجزر) إلى الأبد، وقد يكون له تأثير على الأمن والسلم الدوليين، ولا أنظر للمسألة على أنها مسألة بين الإمارات وإيران فقط».

يأتي ذلك بعد أن استدعت أبوظبي سفيرها في طهران للتشاور، كما استدعت سفير طهران لديها للاحتجاج على زيارة محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى يوم الأربعاء الماضي.

وكرر الشيخ عبد الله دعوته لإيران إلى التفاوض والحوار لحل أزمة الجزر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وهو موقف ما انفكت الإمارات تكرره في السنوات الأخيرة.

وقال في هذا السياق: «أرجو من الإخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة وتكون نتائجها واضحة، وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية»، مشددا على أنه «لا بد أن نصل بالمفاوضات إلى نقاط واضحة وإذا لم نصل إلى ذلك يكون التحكيم الدولي». وأضاف أن «احتلال الجزر الإماراتية طوال الأربعين سنة الماضية أوصلنا إلى إحباط كبير من احتلال هذا الجار لهذه الجزر».

وسبق أن أدانت الإمارات بشدة زيارة أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى، معتبرة أن هذه الزيارة تكشف «زيف الادعاءات الإيرانية» حول إرادة إقامة علاقات جيدة مع الإمارات ودول الجوار.

واستدعت أبوظبي الخميس سفيرها لدى إيران للتشاور كما استدعت سفير إيران لديها مساء الأحد للاحتجاج.

و«أبو موسى» هي كبرى الجزر الثلاث التي احتلتها إيران، مع «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى»، غداة انسحاب البريطانيين منها في 1971 وتؤكد الإمارات سيادتها عليها.

وحذرت طهران الدول الخليجية أمس من أن الأمور يمكن أن تصبح «معقدة للغاية» إذا لم تتعامل هذه الدول بحذر بشأن الخلاف الدائر حول الجزر بعد زيارة أحمدي نجاد إلى «أبو موسى».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في تصريحات نشرت أمس، إن «حكمنا لهذه الجزر غير قابل للتفاوض، وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة».

وفي تصريح لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) عشية محادثات تجريها دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، قال صالحي إنه رغم أن إيران ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الإمارات وأنها مستعدة لإجراء مناقشات بهذا الشأن، ولكن «حكمنا لهذه الجزر غير قابل للتفاوض، وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة».

وأضاف «نأمل أن تتصرف الأطراف الأخرى بشأن سوء التفاهم الذي يمكن أن ينشأ بصبر وبصيرة وحكمة، وإلا فإن الأمور قد تصبح معقدة جدا».

ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تلك الزيارة بأنها «شأن داخلي».