مصر: إيران مصرة تتدخل في شؤون العرب.. ولا حديث عن عودة العلاقات

مصادر إعلامية: طهران تستضيف 35 صحافيا مصريا لتحسين صورتها

TT

قال مصدر دبلوماسي مصري أمس: إن إيران مصرة على التدخل في شؤون العرب، وإنه لا حديث عن عودة العلاقات معها، في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية مصرية عن أن الحكومة الإيرانية مستمرة في دعوة وفود شعبية مصرية في محاولة للتقارب بين البلدين، دون أن تستجيب لشروط القاهرة لعودة العلاقات المقطوعة منذ 30 سنة، وعلى رأسها التوقف عن التدخل في الشؤون العربية.

وأوضحت المصادر أن طهران دعت قبل يومين 35 صحافيا مصريا لزيارتها في محاولة منها لتحسين صورتها في مصر والعالم العربي، خاصة بعد مواقف طهران الاستفزازية تجاه دول الخليج، وموقفها المساند للنظام السوري الذي يقوم بقمع الثورة الشعبية ضد الرئيس بشار الأسد.

وأوضح مسؤول في الخارجية المصرية، طلب عدم ذكر اسمه، أن شروط عودة العلاقات مع طهران معروفة، وهي لا تريد الاستجابة إليها، وعلى رأسها إزالة جدارية «خالد الإسلامبولي»، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، الموجودة في أحد شوارع طهران، والابتعاد عن سياسة الهيمنة التي تريد فرضها على المنطقة، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، خاصة دول الخليج.

وقامت القاهرة العام الماضي بإلقاء القبض على دبلوماسي إيراني في العاصمة المصرية بتهمة قيامه بأعمال تجسس، وقامت بطرده. وما زالت العلاقات المصرية - الإيرانية مقطوعة منذ عام 1979 بسبب تعارض التوجهات الاستراتيجية في المنطقة لكل من البلدين.

وتشير المصادر إلى أن إيران، ومنذ سقوط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، تسعى لوضع قدمها في القاهرة، وزيادة التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء بين البلدين، بدلا من الوضع الحالي الذي يقتصر على مكتب لرعاية المصالح في البلدين.

ومن جانبها، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس، بشكل موسع، زيارة الوفد الصحافي المصري إلى طهران، ونقلت عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، زعمه أن العلاقات بين الشعبين المصري والإيراني قوية، وأن هناك تقاربا بينهما.

وقالت الوكالة: إن صالحي أعرب للوفد الصحافي المصري عن أمله في أن تكون الزيارة خطوة مهمة نحو التعريف بالحقائق التي تجري في إيران وفتح صفحة جديدة للعلاقات الشعبية بين البلدين، وأنه أضاف أن الشعب الإيراني ينظر إلى مصر على أنها دولة كبيرة ذات خلفية عريقة ثقافية ودينية، وثقل دولي على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم الإسلامي.

وأضافت الوكالة أن الوفد المصري التقى بعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين من بينهم المولوي إسحاق مدني، مساعد رئيس الجمهورية الإيراني لشؤون أبناء السنة، الذي نقلت عنه تأكيده على أهمية أن تكون هناك علاقات دائمة بين مصر وإيران، وأنه دافع عن الاتهامات الموجهة إلى إيران من حيث التدخل في منطقة الخليج والانحياز الإيراني للرئيس الأسد على حساب الثورة السورية المطالبة بالديمقراطية. ومن جانبه كشف المسؤول المصري عن أن إيران تسعى لاستقطاب رجال أعمال مصريين من الطامحين لتوسيع أعمالهم في ظل النظام الجديد، من أجل تخفيف الضغوط الاقتصادية عليها «كما فعل رجال أعمال مصريون مع النظام العراقي السابق أثناء الحصار الاقتصادي الدولي».

لكنه أضاف أن رجال الأعمال أنفسهم، ومن بينهم إسلاميون ومسيحيون، لم يظهروا حماسا للتعامل مع إيران باعتبارها دولة خاضعة لعقوبات، ولها مشاكل مع المجتمع الدولي والمنطقة، ويمكن أن تؤثر على أعمالهم بالسلب، خاصة أن أغلب من حاولت إيران استقطابهم من رجال الأعمال لهم علاقات تجارية قوية مع الغرب، وأن ذلك «ظهر واضحا بزيارة رجال أعمال، بعد سقوط نظام مبارك، إلى غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة».

ويقول المراقبون: إن إيران بدأت بعد سقوط نظام مبارك في دعوة كوادر من النشطاء والإعلاميين لزيارتها في إطار الترويح لسياساتها في المنطقة، وأن تعامل السلطات المصرية مع مثل هذه الوفود غير الرسمية لا يعكس رغبة مصرية في توطيد العلاقات مع النظام الإيراني، حيث يجري التحقيق مع بعض أعضاء الوفود، سواء قبل توجههم إلى إيران أو بعد عودتهم منها. واستقبلت طهران بالفعل الكثير من الوفود المصرية كان من بينها وفد نسائي مصري أواخر العام الماضي، احتجز عدة ساعات في مطار القاهرة الدولي قبل السماح له بمواصلة رحلته، وكان يضم 23 شخصية إعلامية وأكاديمية، حيث جرى ترتيب زيارات ولقاءات لأعضاء الوفد مع كبار المسؤولين البرلمانيين على رأسهم علي لاريجاني، ورئيس كتلة المرأة في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، ومساعد رئيس الجمهورية في شؤون التقنية، ورئيس قسم المرأة في الديوان الرئاسي.