الصدر يلوح باستعداد تياره لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة

البارزاني يشيد بمواقفه المؤيدة للكرد

TT

في أول إشارة ذات مغزى باتجاه إمكانية أن يقبل التيار الصدري تشكيل حكومة عراقية جديدة في حال نجحت الجهود التي تبذلها بعض القوى لسحب الثقة من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعه إلى توحيد صفوفهم أولا في حال رغبوا بتشكيل الحكومة. وقال الصدر في بيان له ردا على سؤال بهذا المعنى من أحد أتباعه إنه يطالبهم بتوحيد صفوفهم وتوحيد كلمتهم في حال رغبوا بتشكيل حكومة برئاسة التيار. وأضاف البيان أن الصدر «وفي رده على سؤال من أحد أتباعه حول إمكانية قيام التيار الصدري بتشكيل الحكومة بعد أن عجزت الحكومة الحالية عن تلبية مطالب الشعب أجمعوا أمركم ووحدوا صفوفكم واجعلوا كلمتكم واحدة ثم ائتوني طائعين و(عذرا) وأما لو قصدتني بحديثك فهذا خطأ القول أكيد».

ويأتي هذا الإيحاء في وقت تتصاعد فيه الخلافات السياسية في ظل عدم الاتفاق على عقد المؤتمر الوطني بالإضافة إلى إصرار القائمة العراقية على استكمال إجراءات سحب الثقة من المالكي مع دعوة التحالف الوطني إلى ترشيح بديل عنه من قبل التحالف، رغم أن قيادات التحالف الوطني ممثلة بالمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وهما الكتلتان الأكبر داخل التحالف بعد ائتلاف دولة القانون أكدت تمسكها بوحدة التحالف الوطني وعدم مناقشة مسألة سحب الثقة من المالكي.

من جهته أعلن أمين عام كتلة الأحرار الصدرية ضياء الأسدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما ذهب إليه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر على صعيد إمكانية تشكيل الحكومة من قبل الصدريين فإنه يتعلق بالانتخابات القادمة حيث أكد الصدر جوابا على السؤال أنه إذا رغب محبو الخط الصدري بأن يشكلوا الحكومة فالأمر متروك لهم»، مشيرا إلى أن «الأمر يتعلق بمبدأ عام وهو استعداد التيار الصدري في حال حصل على أعلى الأصوات في الانتخابات القادمة فإنه يشكل الحكومة وهذا جزء من قواعد اللعبة الديمقراطية». وردا على سؤال بشأن حصول القائمة العراقية على أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة ولكنها لم تشكل الحكومة قال الأسدي إن «الأمر هنا كان يتعلق بإشكالية دستورية تتعلق بمفهوم الكتلة الأكبر أو الائتلاف الأكبر قبل الانتخابات أو بعدها وتدخلت المحكمة الاتحادية ودخلنا بموجبها في إشكال سياسي معروف ولكن الأمر بالنسبة للانتخابات القادمة لا بد أن يتعلق بمن يأتي بأعلى الأصوات ووفقا للدستور ويمكن أن يشكل الحكومة».

وحول ما إذا اقتضت قواعد اللعبة الديمقراطية الآن وفي ظل الخلافات السياسية المتصاعدة طرح الثقة بالمالكي هل التيار الصدري مستعد لإعادة تشكيل الحكومة الآن قال الأسدي: «لا بد أن نقول أولا إن كل الأطراف السياسية وبرغم من تصعيد سقوف المطالب فإنها لم تطرح مسألة سحب الثقة كخيار أول بقدر ما تسعى إلى حل المشاكل القائمة حاليا»، مشيرا إلى أنه وفي الوقت نفسه فإن «المعيار الأهم بالنسبة لنا هو مصلحة البلد ففي حال اقتضت مصلحة البلد أي تطور فإننا سنذهب بهذا الاتجاه».

في سياق متصل فإنه في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء نوري المالكي أن «الكثير من الأطراف الكردية اتصلت بي وعبرت عن عدم رضاها عن مواقف رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني» فإن رئيس إقليم كردستان من جانبه عبر عن شكره لمواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المؤيدة لحقوق الشعب الكردي.

وقال بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان أمس إن «رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين نقل خلال اتصال هاتفي مع رئيس كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بهاء الأعرجي تقدير واحترام رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، إلى زعيم التيار مقتدى الصدر». وأضاف البيان أن «رئيس الديوان أكد أن البارزاني يكن الشكر العميق وخالص التقدير لمقتدى الصدر على مواقفه الصريحة والجريئة في مواجهة من يريدون زرع الفتن وإثارة النعرات العنصرية ضد الكرد». وأشار البيان إلى أن «فؤاد حسين نقل خلال الاتصال الهاتفي امتنان البارزاني إلى الصدر على موقفه الواضح من مسألة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وقرار توقيف فرج الحيدري وكريم التميمي»، مؤكدا أن «رئيس الإقليم يقدر عاليا حرص سماحته على المحافظة على المؤسسات والهيئات المستقلة في البلاد».

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفض في رده على سؤال لأحد أتباعه التهديدات التي طالت الكرد وطالبتهم بمغادرة بغداد والمناطق العربية، معتبرا أن من يعتدي عليهم فهو «عدونا بل عدو العراق عامة والدين والمذهب ما داموا مسالمين لكم فكونوا لهم سلما».