47 قتيلا في هجمات أفغانستان بعد 18 ساعة قتال

واشنطن: مسلحو «حقاني» وراء الهجمات الأخيرة على قواعد عسكرية وسفارات

آثار الخراب والدمار في أعقاب تفجيرات طالبان الانتحارية بالعاصمة كابل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن مصدر رسمي أمس أن 36 من مسلحي طالبان وثمانية من عناصر قوات الأمن وثلاثة مدنيين، قتلوا في الهجمات التي شنها مقاتلو الحركة المتمردة في أفغانستان أول من أمس. وأعلن مصدر رسمي أمس أن كل مقاتلي طالبان الذين شاركوا في الهجمات المنسقة التي جرت في كابل أول من أمس ضد البرلمان وحي السفارات قتلوا والمعارك انتهت. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كل المهاجمين قتلوا والمعارك انتهت». وأضاف أن المبنيين اللذين تحصن فيهما المقاتلون في الحي الدبلوماسي وقرب البرلمان أصبحا آمنين. واستهدفت ست هجمات على الأقل البرلمان ونائبا للرئيس الأفغاني والقوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (إيساف) وسفارات غربية في العاصمة الأفغانية في ما أراد الأفغان تدشين «هجوم الربيع» به. وتمكنت القوات الأفغانية ليلة أول من أمس من القضاء على آخر المهاجمين المتحصنين في كابل بعد معارك استمرت 18 ساعة. وإلى جانب القتلى، جرح في الهجوم نحو أربعين من أفراد قوات الأمن و25 مدنيا، حسب آخر حصيلة أعدها وزير الداخلية باسم الله محمدي. وقال قائد شرطة كابل محمد أيوب سالانجي لوكالة الصحافة الفرنسية إن نحو أربعين مدنيا كانوا محتجزين رهائن من قبل المهاجمين الذين تحصنوا في مبنى قرب البرلمان، تم إطلاق سراحهم سالمين ليلا، فيما أعلن وزير الداخلية الأفغاني بسم الله خان محمدي أمس أن ثلاثة مدنيين وثمانية من قوات الأمن و36 متمردا قتلوا خلال معركة استمرت 18 ساعة في العاصمة ومدن أخرى. وقال الوزير: «أصيب 40 من قوات الأمن و25 مدنيا في الهجمات». وأضاف أن 16 متمردا شنوا هجمات في ثلاث مناطق في كابل. وأشار الوزير إلى أن «معظم المتمردين كانوا يرتدون البرقع أثناء تنقلهم». وقال محمدي إن معركة كابل استمرت 18 ساعة لأن «قوات الأمن كانت تحمى المدنيين في المناطق المزدحمة حيث يوجد كثير من المساكن في المناطق التي ضربتها الهجمات». من جهته، صرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس أن الهجمات المنسقة التي شنتها طالبان في كابل وثلاث مدن أخرى تمثل إخفاقا لأجهزة استخبارات حكومته واستخبارات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكنه أشاد برد الفعل السريع لقوات الأمن الأفغانية. ونقل عن كرزاي القول في بيان صادر عن القصر الرئاسي: «هذا إخفاق استخباراتي لنا، وخاصة للناتو، ويجب التحقيق بشأنه بشكل جاد». كما أشاد كرزاي بقوات الأمن الأفغانية «لشجاعتها وتضحياتها من خلال رد الفعل السريع وفي الوقت المناسب». وقال إن القوات الأفغانية منحت المواطنين «ثقة بأنها يمكنها الدفاع عن أرضهم». وأدان كرزاي الهجمات، ولكنه لم يشر إلى أي مشتبه بهم. وشن مقاتلو طالبان أول من أمس ست هجمات انتحارية متزامنة في أفغانستان إيذانا بانطلاق «موسم هجمات الربيع» على حد وصف طالبان. واستهدفت الهجمات التي بدأت نحو الساعة 14.00 بتوقيت كابل، عدة مواقع في حي السفارات. وقد أصيبت سفارتا ألمانيا واليابان بأضرار من الصواريخ لكن لم يصب أحد بأذى.

وحاول انتحاريون يرتدون سترات ناسفة دخول البرلمان لكن قوات الأمن تصدت لهم، كما ذكرت الشرطة. وتحصن المهاجمون في مبنى مجاور حيث أبدوا مقاومة.

وفي حي آخر، استولى المهاجمون على مبنى مجاور لفندق «كابل ستار هوتيل» الذي شيد مؤخرا ويبعد أقل من مائة متر عن مدخل مجموعة سفارات عدد من الدول بينها فرنسا، وقاعدة للقوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (إيساف).

وقالت قوة الأطلسي إن ممثليات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا استهدفت. وفي الوقت نفسه، استهدفت هجمات مباني للحكومة والشرطة وقاعدة أميركية في ولاية لوغار جنوب كابل، ثم مطار جلال آباد (شرق) الذي يضم واحدة من أهم القواعد الجوية لـ«إيساف» وفجر فيه ثلاثة انتحاريين أنفسهم.

وأخيرا في غارديز (شرق)، هاجم مسلحو طالبان مركزا لتدريب الشرطة مما أدى إلى جرح أربعة مدنيين، كما ذكرت الشرطة المحلية.

ووصفت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس الهجمات الانتحارية في أفغانستان بـ«الجبانة» وذلك في بيان إثر اتصال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالسفير الأميركي في كابل رايان كروكر، وجاء في البيان أن «وزيرة الخارجية بحثت مع السفير كروكر الهجمات الجبانة في كابل وفي أماكن أخرى من أفغانستان، وأكدت أن أفراد الطاقم الأميركي في أمان وسالمون»، وأضاف البيان أن كلينتون «طلبت من السفير كروكر أن ينقل إلى الرئيس كرزاي شكر الولايات المتحدة على الرد السريع والفعال لقوات الأمن الأفغانية» إزاء الهجمات. وقد أدانت الحكومة اليابانية أول من أمس بشدة سلسلة الهجمات التي استهدفت منشآت مهمة من بينها السفارة اليابانية، كذلك أدانت بريطانيا الهجمات التي وقعت على مبنى البرلمان الأفغاني ومعسكر قوات «إيساف» وعدد من البعثات الدبلوماسية في العاصمة كابل بالإضافة إلى عدد من المدن الأخرى، وقال وزير الخارجية ويليام هيغ في بيان صدر مساء أمس: «لقد كانت السفارة البريطانية من بين الأهداف، ولكني أود أن أطمئن البريطانيين أن كل العاملين في السفارة بخير، وأن كل ما هناك فقط هو تأثر بعض المباني التابعة للسفارة».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، إن الهجمات الكبيرة التي تعرضت لها مبان حكومية أفغانية وقواعد عسكرية وسفارات أجنبية الأحد - نفذها على الأرجح مسلحو شبكة حقاني التي تعمل من مخابئها في باكستان المجاورة.

وصرح جورج ليتل، المتحدث الصحافي باسم البنتاغون، بأن «المؤشرات الأولية تشير إلى أن شبكة حقاني متورطة في مجموعة الهجمات التي وقعت أول من أمس في كابل».